كتبت عنه - بعض من جزيل القول المستحق- على صفحتي بالفيس بوك👇 شييعت قاهرة المعز اليوم المفكر السوداني كمال الجزولي،،،الذي وافته المنية هناك،،،
لم أقابله في حياته غير مرة،،،في زيارتي الأخيرة قبل غبار غمار الحرب هذه،،،في ندوة ببيت المحامين ودارهم ،،،وقد استضافوا صاحب أسرار بيت العنكبوت،،، نبهني أخي الحبيب عبد القادر الكتيابي بذلك،،،فذهبنا سويا،،،قدمني الأستاذ الكتيابي الى الاثنين،،،وخص أديبنا المتر القامة بأني أنتمي الى جامعة كييڤ،،،وترك الباقي للهفة وود ود الجزولي،،،الذي باغتني بسيل أسئلة لاهفة،،،حتى ما علم إني كنت على آثارهم،،، بعد تخرجهم بعقد ونيف،،، في نفس الكلية ،،، القانون الدولي،،،ولم يسع الزمان او زحمة المكان لأقول له الكثير ،،،بل الح بإصرار شديد ان أزوره في أقرب سانحة،،،ودعته وسط الزحام يصافح الآخرين ،،،لكنه لاحقني رافعا يده увидимся أي " نتشاوف" وهي ادق تعبرياً من الترجمة الفصيحة " أراك لاحقا" لم نكن ندري أننا لم نتلاقى أبدا ،،،يل كانت لحظة لقاء وتعارف ووداع. لم ألحق ان احكي له انني في العام 1986 قابلت زميله ورفيقه في السكن،،،الذي ذكر لي انه والأستاذ كمال الجزولي قد تساكنا في السكن الداخلي ذاته ،،،،الداخلية رقم 13 في شارع لومونوصوڤا،،، كنت حينها في السنة الجامعية الاولى،،،حين حضرت للسودان في اجازة،،،وبما اني كنت السكرتير الثقافي للاتحاد الطلابي في مدينة كييڤ،،،فوجدتها فرصة ان أعود ببعض المواد الثقافية التي ستعيننا في المعارض والمناسبات الثقافية،،،بدأتُ بذلك من مدينتي الدمازين مسقط رأسي،،،توجهت الى المجمع الثقافي - وكان معي محمد عبدالكريم- رفيق الطفولة والدراسة الجامعية- الذي كان السكرتير العام لتلك الدورة ،،،دلفنا الى مكتب مدير المجمع الثقافي ،،،قدمت نفسي وكذا فعل كريم ،،،نظر الينا الرجل الوقور الذي ضرب الشيب كل مفارق رأسه،،، وبدأ يسألنا بنظرات فاحصة من وراء نظارته السميكة،،،عن دراستنا،،واين نسكن،،،أصابتني الدهشة،،،وظننت انها curiosity أكثر من اللازم ،،،الى ان كشف لنا الشيخ الوقور انه خريج موسكو لكنه درس اللغة الروسية في كييڤ وسكن في نفس سكني في سنة اللغة الروسية،،،تسامرنا ونسينا موضوعنا بتذكره ذكريات الشباب هناك في مدينة الجمال والجميلات كييڤ. لاحظ السيد حسن" نسيت اسمه بالكامل" أن موظفي المجمع قد خرج جلّهم،،،فوادعنا على وعد باللقاء في إجازة قادمة وأعطاني مذكرة الى زميله في الدراسة الجامعية ،،،يعمل في وزارة الثقافة في الخرطوم وقال لي: اسمه بكري الصايغ،،، وكان الأستاذ بكري الصايغ حينها إسم لامع على صفحات الصحف السيارة،،،، وصلت وزارة الثقافة حيث كان الأستاذ بكري مدير لمكتب وزير الثقافة حينها،،،،إستقبلني خير إستقبال،،، وكانت الصدفة انه خريج نفس الكلية بل كان زميل سكن للمرحوم الأستاذ كمال الجزولي،،،وحكي لي كثير من القصص عن المرحوم ،،،،وكم كان كمالاً أنيق الكلم والملبس والقصيد،،،وكم كان نظيف الروح والجسد والقول،،،وقال لي بكري الصايغ ان الأستاذ كمال الجزولي من حبه وإنضباطه وإلتزامه بالنظافة ،،،انه لو زارهم في الغرفة زائر مدخن،،،فإنه يجلب طفاية السجائر ويضعها للضيف ،،،لكنه كان يقوم بتنظيفها وتلميعها عقب كل عقاب سجائر،،،كان نظيف القلب والقلم ،،،والكلِم
نال الراحل ماجستير القانون بتخصص القانون الدولي العام من كلية القانون الدولي والعلاقات الدولية من جامعة كييف بأوكرانيا عام 1973، ودبلوم الترجمة من الجامعة في العام نفسه،،،بالإضافة لشهادات عليا أخرى والذي قد شغل موقع السكرتير العام لاتحاد الكتاب السودانيين بين الأعوام 1985م ـ 1989،،، و2006 ـ 2007،،، وكان عضواً مؤسساً بالمنظمة السودانية لحقوق الإنسان وجامعة أم درمان الأهلية، والمرصد السوداني لحقوق الإنسان، واتحاد المحامين السودانيين، وعضو شرف بمنظمة القلم العالمية للدفاع عن الكتاب المضطهدين،،، كان مدافعاً شجاعاً عن حقوق المستضعفين،،،والغالبة المغلوبين،،، وكان شاعراً لا يشق له غبار وكتب وهو طالب في جامعة كييڤ،،،في العام 1972
كييف يناير 1972م كمال الجزولي وهاهو التاريخ يعيد أحداثه،،،وسخرية القدر،،،وأم در،،،تُغتصب،،،والسودان.
كان نصيرا للمستضعفين،،،نصيراً للحق ،،،صادحاً به،،،ولا يدعها مستورة،،وقد شَخَّصَ في احدى مقالاته الحال ب" بفعل توجُّهات «النُّخبة» السَّائدة، حالياً، في السُّودان، أصبحت تتهدَّد، أكثر من أىِّ وقت مضى، قضيَّة الوحدة بخطر حقيقىٍّ داهم، مِمَّا يستوجب تأسيس الموقف التَّفاوضىِّ لـ «عقلانيِّى/توحيديِّى» الجَّماعة المستعربة المسلمة على نزع الأقنعة عن كلِّ المُغطى، وتعرية المسكوت عنه في تاريخنا الاثني، باعتبار ذلك هو المخرج الوحيد الصَّائب من مأزقنا الوطنىِّ الرَّاهن ، “فما يفرِّق السُّودانيين هو ما لا يُقال” كما أشار فرانسيس دينق*
رحمه الله. رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ونسأله كذلك أن يلزم الجميع جزيل الصبر وحسن العزاء،،، في سنة الكوارث هذه،،،،رحلت كل النوارس،،،علنا بعام وأعوام نُغاث فيها،،،فقد جفّت الدموع في المحاجر،،،وجفّت الدماء في العروق،،،وجفّ الزرع،،،، والضمير،،،
محمد تيراب
* مقال الاستاذ كمال الجزولي " الصِّرَاعُ الاجْتِمَاعِيُّ وَالتَّكْوِيْنَاتُ الهُويوِيَّةُ فِي السُّودَان" كاملا في أول تعليق وأدناه: sudanlibdem.net/14931-2/؟fbclid=IwAR2CpE-2T5G6jtvAj8ue7UAF8SnAfCbQWNxDypnz6bVabVIRUy6KyK6_BO0
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة