منذ الامس وردتني رسائل كثيرة و تساؤلات عن الموضوع تحت العنوان “ كيف نحمل السلاح كشعب” سنحاول نتحدث في حلقات حتي تتضح الصورة.
بشكل واضح، و مباشر بدون لف ولا دوران، سنطرح هذا المشروع بعيداً عن ايّ إستقطاب سياسي، او قبلي، او ديني، او ثقافي، او ايديولوجي..
رغم علمي بتعقيدات عقليتنا المتحكم فيها بلا وعي..
بمعنى .. لو “كحيت” لابد من الاسئلة.. دا مين، و تبع مين، و مصلحتو شنو، و الوراهو منو..؟
شيئ منطقي، و من الطبيعي لأيّ إنسان عاقل ان يطرح التساؤلات ليطمئن قلبه..
اما بالنسبة لنا لنحدد موقفاً قبل التفكير في الطرح.. نمتلك خاصية التنميط القاتل الذي اوردنا موارد الهلاك.
دليلي بعد كل التساؤلات جميعنا صفراً كبيراً تحت ركام افعالنا، و ما صنعته ايدينا..نتساءل، و تحركنا احقاد، كراهية، شيطنة، بغضاء.. نمارس كل هذا بالمجان، ولا ندري اننا قد نحفر قبورنا بأيدينا.
“هذا المشروع لا مع السلطة، ولا ضدها، يجب ان يكون بعيداً عن ايّ إستقطاب” و الواقع، و هذه الحرب تحتم علينا ضرورة حماية انفسنا.
الموضوع هو حماية الشعب لنفسه..
هذا ما تعلمناه من تجارب هذه الحرب اللعينة..
إن لم ننتبه في تنظيم انفسنا، و الدفاع عنها، فمنطق الاشياء لا يحتمل الفراغ، و ساعتها ستجد مجرماً بثوب جديد سيملأ الفراغ الذي تركناه، و سيركب علي ظهورنا بسطوة القبيلة، او الإثن، او الدين، او الايديولوجيا!
إنتباه..
لدينا جيشاً يستحوذ علي اكثر من 80% من مواردنا، و بعد هذا لم نجده ليحمي اموالنا، و انفسنا، و اعراضنا، و ممتلكاتنا، و خرجنا من بيوتنا صاغرين بكل اشكال الإهانة، و الذلة..وهو نفسه لم يستطع حماية مقراته، و ضباطه، و افراده.
لدينا عشرة مليشيات اصبحت جيوشاً تقتات من دم الشعب السوداني، و تنهش في موارده، برغم ذلك لم يجد الشعب من يدافع عنه، و يحميه، حتي قضية اهلنا في دارفور التي جاءت بهم الي السلطة، و المال، يتم قتلهم، و تهجيرهم، و ذلهم بابشع ما يمكن ان يتصوره، او يحتمله عقل بشري.
للأسف كنا نتوقع ان يتغيّر سلوكنا في التفكير، و النظرة الي الاشياء بعد هذه الحرب اللعينة..
حتي لا نذهب بعيداً .. بعض وحدات الجيش نفسه مارست السرقة، و الفوضى في هذه الحرب نهاراً جهاراً، و نمتلك الادلة، و البراهين..
احد اوجه هذه الحرب، هي تستهدف كل من هو متحضر بغض النظر عن لونه، او عرقه، لطالما يسكن الخرطوم، و المدن الاخرى فهو مركز، و صاحب إمتياز تاريخي، فماله حلال، و عرضه مباح، و دماءه مهدورة.
لا اتحدث عن ماضي يحتمل المغالطة، و التزوير، و الكذب، هذا واقعاً نعيشه اليوم بكل تفاصيله و نراه امامنا نصبح عليه، و نمسي، و كل خطابات الكراهية تعلو آذان الجميع.
* هذه الدعوة لم تكن لأجل حمل السلاح بشكل عشوائي..
تكون البداية بالتدريب الاساسي، و يذهب الجميع الي اعماله المدنية.
في حال حدوث اي خطر او كارثة يتم إستدعاء هؤلاء المواطنين لحماية احياءهم، و ممتلكاتهم، و اعراضهم، في هذه الحدود ليس إلا..
اعتقد كل القوانين، و الشرائع تبيح مبدأ الدفاع عن النفس..
لو ربطنا هذا المشروع المُلِح، و المهم بتعقدات السياسة، و السلطة سنظل في ذات المربع، و سندفع الثمن كشعب، ولن نجد من يبكي علينا.
لا يمكن و من غير المعقول ان يتم إستنفار الشعب بعد ان خسر كل شيئ و بعد كل هذا الموت، و الخراب، و هتك الاعراض، و هذا الدمار المهول، لإعلان نصر متوهم ليرضي غرور قيادة فاقدة للعقل، و المنطق.
* من يرى في الامر خطراً علي المجتمع لم يكن باخطر من الإستنفار العشوائي تحت ضغط الحاجة، و الضرورة.
في حالة تنظيم الامر بقوانين، و مشروع وطني يحمله كل الشعب لا يمكن إنضمام الناس بشكل عشوائي، لابد لاي شخص ان يكون لديه صحيفة جنائية بيضاء، و حسن السير، و السلوك، و ان يكون بالغاً رشيداً.
لمجرد زوال الخطر، او الكارثة الكل يذهب الي اعماله المدنية.
هذا يعني ان المشروع لا علاقة له بمن يجلس علي كرسي السلطة.
في هذه الجزئية لا يمكن لحاكم مستبد ان يحكم شعب بهذا المستوى من المسؤولية، و الإدراك، و التنظيم.
بكل بساطة .. بالفطرة و الطبيعة ايّ قطيع يحتاج الي ان يحمي بعضه البعض بغض النظر عن من يحكم الحظيرة، او يسود الغابة.
* ما يدور في السودان هو تحت قائمة الحروب الاهلية، شاء من شاء، و ابى من ابى.
يعني إستخدام المصطلحات، و توظيفها بالخوف، او لأغراض لا يغيّر من الواقع شيئاً.
يجب ان نسمي الاشياء، و نتعامل معها كما هي، و حصارها، و العمل علي معالجتها بدل الهروب، و دفن الرؤوس في الرمال.
تراص الشعب بمختلف الوانه، و ثقافاته، و اديانه، و إثنياته للدفاع عن نفسه يبدد الخوف لدي البعض، و يعضض الثقة في المجتمع، و هنا تكمن مبادئ الدولة المدنية التي لا تتعايش في ظلها الحروب الاهلية، و الصراعات، و تكون مظلة تحتها الجميع.
مؤسف جداً ان يقول البعض لا تقارن بيننا و بين امريكا..
هل تعلم عزيزي ان امريكا نهضت بعد حروب اهلية طاحنة، ما يدور في بلادنا يُعتبر نزهة بالنسبة لهم..
قل لي متى يجب ان نبدأ؟
ننتظر حتي نفنى، و يذهب ريحنا؟
هاكم دي..
هل تعلم ان اقوى المفترسات الاسد، و النمر لا يصيب فريسته إلا وهي غافلة، او مولية الدُبر.
إن ثبتت و وقفت في وجهه وجهاً لوجه دون ان تفعل شيئاً لا يمكنه إفتراسها علي الإطلاق..
اثبتوا يا شعوب السودان.. انتم 40 مليون!
انتم الاقوى، و الاغنى..
كسرة..
صورة البوست المرفق كان بعد 15 دقيقة من بداية الحرب، للذكرى فقط علها تنفع الغافلين.
من هو علي الحق لا ترهبه البنادق، او المدافع، او الصواريخ.
اخيراً..
موت، و انت شامخاً عزيزاً مدافعاً عن ارضك، و مالك، و اهلك، بدل ان تعيش في وحل الهزيمة، و العار مطأطأ الرأس. Inline image
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة