* أحس شباب لجان المقاومة، بأن ثمة انحرافات تجري من وراء ظهورهم لاختطاف ثورتهم وتغيير مسارها.. ولما كانوا هم (أهل الكَمْدة والرَمْدة)، كونهم أسياد الثورة الحقيقيين، وكونهم الأشد وجعاً من تلك المحاولات الانحرافية.. ودرءاً للإنحرافات المشبوبة، وقتها، عمَدوا إلى إعلان (ميثاق سلطة الشعب)، وتم التوقيع عليه يوم ٥ أكتوب ٢٠٢٢..
* ولما كانت مركزية قحت ترى في (ميثاق سلطة الشعب) ما يبعدها عن التحكم في خط سير الثورة كما تريد للخط أن يسير، فقد عملت على خلق ما يوازي (ميثاق سلطة الشعب) ويخلق انشقاقات في صفوف اللجان، ومن ثم تصميم أطروحات لِلَمْلمة من يعتقدون أن الأحزاب السباسية هي الأولى بقيادة الثورة.. ووصلت مركزية قحت في نهاية الأمر إلى إنتاج الاتفاق الاطاري الذي أنتج، بدورِه، حرب ١٥ أبريل.. وقد سبقت الحرب هتافات تهديدية الملامح: - "إما الإطاري وإما الحرب! "
* وما نراه من (مكابسات) مركزية قحت المحمومة في الخارج، منذ اندلاع حرب ١٥ أبريل ٢٠٢٣، إن هو إلا محاولات للعودة إلى الاتفاق الإطاري، بعد انكسار تطلعاتها في حربها الجنجويدية، و الاتفاق الإطاري سوف يأخذها إلى سلطة تتولى جَّرَ السودان كله جَراً و ب(لِجَام) إلى زريبة محمد بن زايد في أبوظبي..
* ولا أرى في ما جرى بأثيوبيا، قبل أيام، لنكوين ما أسمته ( الجبهة الوطنية العريضة)، إلا مكابسة من عديد المكابسات التي تريد مركزية قحت العودة عبرها، قفزاً بالعمود، إلى الساحة السياسية، إذ تيقُّنِ لها أن اسم قحت صار وصمة عار سياسي، وصوت يثير غضب الأسد الذي جرحته المركزية جرحاً بليغاً في الشارع السوداني..
* كتبتُ مقالات عديدة، في موقع سودانيزأونلاين ومواقع أخرى، حول معاناتا (المتلتة) وحول بعض أسبابها.. وأرى ألا ضير في أن أقتطف ما تيسر لي من بعض تلك الأسباب..
* ومطلوبٌ الإنتباه للتواريخ المذكورة في المقال لربط الاحداث بعضها البعض وصولاً إلى مصدر الأزمات المتراكمة المستحدثة في الراهن السياسي والأمني، وهي أزمات شديدة التعقيد، جراء تراكمها فوق أزمات السودان المتراكمة منذ أول يناير عام ٥٦، حتى يوم ١٥ أبريل ٢٠٢٣!
* في يقيني أن أزماتنا السابقة كانت أزمات (داخلية) بمقدور ثورة ديسمبر المجيدة التعاطي معها، لو خلصت النوايا ولو كانت النوايا ثورية حقاً.ً. أما أزمتنا الجديدة فهي أزمة (داخلية) تؤججها نيران (خارجية).. ويعلم معظم السودانيين أن النيران المؤجَجّة خارجياً نيرانٌ مختَلَقَة في وكر الجواسيس في أبوظبي، ولا تزال تؤجج أزماتنا الداخلية بعد أن جعلت منها أزمات مرَّكَّبة شديدة التعقيد..
* ويعلم العارفون بما يجري من أزمات أن الجاسوس محمد دحلان الذي أتى إلى الخرطوم بعد ثورة دسمبر المجيدة، و بين يديه (بَكْرة) خيوط لعبة محمد بن زايد بالسودان.. وجعل من الخرطوم مرتكزاً لوكر الجاسوسية القابع في أبوظبي..
* وحين نعود بالتاريخ إلى أواسط أبريل عام ٢٠١٩، ونمعن النظر في الزيارات التي قامت بها قيادات بعض الأحزاب السياسية وقيادات بعض الحركات المسلحة لدولة الإمارات، سوف ندرك الهاوية التي سقط في قعرها بعض قادتنا السياسيين..
* وكم أثارت تلك الزيارات شكوك الثوار الحقيقيين! واوردت صحيفة (الخليج أونلاين) بتاريخ ٣ مايو ٢٠١٩، مخاوف أولئك الثوار من اختطاف ثورتهم بواسطة الإنتهازيين السياسيين، علماً بأن الصحيفة أشارت إلى سياسيين زاروا أبوظبي، وتوقعت أن يكونوا هم القادة الجدد للسودان، ومنهم مريم الصادق المهدي، نائبة رئيس حزب الأمة، التي وصلت أبوظبي في زيارة غير معلنة. وأنها لم تدلِ بأي تصريحات ولم يُعرَف جدول أعمال زيارتها ومدتها. كما أفادت الصحيفة بأن قادة تحالف الجبهة الثورية سبقوها في زيارة أبوظبي، عقب سقوط البشير، لبحث ملفات السلام.. وذكرت الصحيفة، كذلك، زيارة الأمين العام لحزب المؤتمر السوداني، خالد عمر يوسف لأبوظبي، في طريق عودته من بريطانيا إلى الخرطوم ووصوله أبوظبي في 18 أبريل 2019..
* وذكرت الصحيفة زيارة كل من رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان (جناح عقار) مالك عقار، ونائبه ياسر عرمان، و إسماعيل جلاب، القيادي بالحركة، للإمارات.. كما أشارت الصحيفة إلى مكوث ياسر عرمان في أبوظبي لنحو أسبوعين..
* وما (كضَّب) أولئك الزوار صحيفة (الخليج أونلاين)، بعد شهور، حيث صاروا هم بالفعل قادة السودان الجدد..!
* وأشير هنا إلى اجتماع تم عقده بمكتب وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة يوم 1٩:أبريل ٢٠١٩.. وكان من ضمن الحضور الفريق أمن طه عثمان الحسين، مبعوث صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، مستشار المملكة العربية السعودية للشؤون الافريقية، والعقيد: محمد يوسف شاكر دحلان مستشار الشؤون الامنيه لصاحب السمو الشيخ آل نهيان ولي عهد ابوظبي محمد بن زايد آل نهيان
* هذا، وعلينا تتبع الأحداث التي جرت في السودان بعد تلك الزيارات.. ولنبدأ بالوثيقة الدستورية والتوقيع عليها رسمياً في 17 أغسطس ٢٠١٩؛ ثم أتت بعدها اتفاقية سلام جوبا والتوقيع عليها بتاريخ ٢٠ أكتوبر٢٠٢٠، وهي أقرب ما تكون اتفاقية تدعم المكون العسكري.. ويجب علينا التذكير بأن محمد بن زايد مبغِضٌ للديمقراطية شديد، ويعتقد أن التعامل مع عسكر السودان سوف ييسر له تحقيق أطماعه في البلد، دون تعقيد الإجراءات التعاقدية..
* وسوف نتناول في الحلقات القادمة الأطماع الإماراتية في السودان بدءاً من مبادرتها لحل أزمة منطقة الفشقة، في مارس ٢٠٢١، وخاب فأله إذ ووجهت المبادرة برفض صارم من الجيش ومن بعض الحركات المسلحة بقيادة مالك عقار..
* ثم جدّد سعيه، الذي بدأه في العهد البائد، لضم ميناء بورتسودان وتبع ذلك في ديسمبر ٢٠٣٣ لإنشاء ميناء إماراتي في أبوعمامة وأتبع ذلك بالسعي للحصول على مشروع زراعي أكبر من مشروع الجزيرة، وهكذا دواليك..
* هذا وسوف أعيد كتابة ما يتيسر لي كتابته عن أطماع محمد بن زايد في السودان، وسبق أن نشرَته صحيفة سودانيزأونلاين الإلكترونية، ومواقع أخرى، حول تلك الأطماع، بإذن الله..
حاشية.... حاشية.... حاشية... حاشية...
- (حجاج أبوظبي) لا ييأسون، فيكابسون مكابسات محمومة للعودة إلى المشهد السياسي في السودان وقد اجتمعوا في أديس أبابا لتكوين ما أسموه ( الجبهة المدنية العريضة)..
* لم يضم الاجتماع أصحاب الثورة الحقيقيين، بينما طغت على المشهد نفس الوجوه التي كانت السبب في أزمتنا الكارثية الحالية، وهي وجوه تعمل بالرموت كنترول من وكر جواسيس ومرتزقة بن زايد بأبوظبي..
* وقد عبرت نفس الوجوه، ولجان المقاومة الحزبية التابعة لها وكيانات أخرى ممالئة لها، عبرت عن مواقف تكاد تكون هي نفس مواقف مركزية قحت السياسية والمجتمعية والأمنية والاقتصادية المعروفة، رغم عمليات التجميل التي أجريت عليها..
* ونلاحظ أن البيان لم يكترث بما جاء في لب (ميثاق سلطة الشعب) من رؤى سياسية ومجتمعية وأمنية واقتصادية، وهي رؤى ثورية جادة بحقٍ وحقيقٍ.. ومن المؤكد أن لب ما جاء في ذلك الميثاق لا يتسق مع مواقف كثير من الكيانات المشاركة في الإجتماع، بل ربما فيه ما يضير مصالح العديد من تلك الكيانات..
* وفي يقيني الثابت ما يؤكد أن آجتماع أديس أبابا، محاولة غير جادة لتحقيق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة، وإن بدت للمخدوعين أن لها علاقة..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عثمان محمد حسن
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست