* أسمع طنطنات تملأ الأسافير هذه الأيام عن أن أمريكا مُقدِمة على إصدار (الأمر) للبرهان و(حميدتي) للعودة إلى اتفاق جدة.. وأسمع أمريكا تطالب (الطرفين)، بإيقاف الحرب (فوراً) والعودة إلى المفاوضات في جدة بدون شروط، حفاظاً على أرواح المواطنين.. وأضحك على سذاجة الذين يؤمنون بطهارة أمريكا اللامتناهية لدرجة إصدار (الأوامر) للحفاظ على سلامة الإنسان!
* فالذي أعلمه أن حقوق الانسان والحرية والديمقراطية شعارات ترفعها أمريكا عند اللزوم، وتقف، كما حمار الشيخ في العقبة، أمام مصالح أمريكا.. فالمصالح الأمريكية مٕقَدَّمة على كل ما في الدنيا من مثل وقيم وأخلاق.. فأمريكا لا دين لها، ويتجلى ذلك جيداً في انهماكها هذه الأيام في الدفاع، غير المحدود، عن الكيان الصهيوني ومواصلة دعمها للكيان بالمال والرجال والسلاح لضرب الفلسطينيين وعقابهم عقاباً جماعياً وابادتهم في غزة إبادة جماعية هزت الضمير العالمي..
* لكن القحاطة ومستشاري الجنجويد لا يزالون يعتمدون على شعارات الحرية و الديمقراطية وحقوق الإنسان التي تبثها بيانات السفارة الأمريكية في السودان، ولا ينفكون يلهثون داخلياً وخارجياً وراء عودة مفاوضات جدة، وينشرون أمانيهم نشراً واسعاً صباحَ مساءَ في جميع وسائل الإعلام مؤكدين أن مفاوضات السلام (قرَّبت! قرَّبت! قرَّبت خلاص!).. ومن كثافة انتشار وتحليلات وسائلهم الإعلامية حول ما يصدر من بيانات أمريكية حول عودة المفاوضات يكاد المرء أن يحسب أن المفاوضات سوف تبدأ غداً..
* وظل ممثلو ميليشيا الجنجويد مقيمين في جدة، في انتظار ما سوف تسفر عنه محاولات القحاطة ومستشاري الجنجويد من مطالبات ومطالبات بعودة المفاوضات في أسرع زمن متاح، حفاظاً على الأرواح وخوفاً من حرب أهلية محتملة، كما يزعمون..
* ماذا نتوقع من جماعات سياسية، مساندة لقوات مهزومة، حين تطالب بعقد انفاق سلام تسميه اتفاق إنهاء الحرب..؟! هل نتوقع ان يكون الطلب طلب استسلام مشرِّف أم طلب سلام ومشاركة في العملية السياسية لبناء دولة الحرية والديمقراطية والسلام والعدالة؟!
* في يقيني أن الحال القريب جداً من الحال الذي كانت عليه البلاد قبل نشوب حرب ١٥ أبريل هو ما يريده القحاطة، وتريده الميليشيا، لكن الشعب يريد استسلام ميليشيا الجنجويد، وتأديب القحاطة في ما بعد..
* والذي أدريه أن الاستسلام هو ما ينبغي أن تكون المطالبة لأجله، كما يقول منطق الأشياء، وليس العودة إلى حال أشبه بما كان عليه الحال قبل أن تشن قوات الجنجويد المهزومة حربها اللئيمة على الجيش والشعب السوداني..
* أي اتفاق مع الميليشيا، دون إعلان استسلامها، يعني عودة الروح إليها، كما يهمي غض النظر عن ما ارتكبته من فظائع ضد السودان والمواطن السوداني منذ هاجمت العاصمة، الخرطوم، بقوة قوامها حوالي ١٠٠،٠٠٠ مقاتل مرتزق، وحوالي ١٢ ألف سيارة دفع الرباعي (تاتشر) وكمية مهولة من الأسلحة الفتاكة والدمار الشامل، ومدافع عيار ١٢٠ والدافع المضادة للطيران، علاوة على طابور خامس داخل الخرطوم..
* و واقع ميادين القتال يقول اليوم أن ميليشيا الجنجويد قد خسرت ما لا يقل عن ٩٠٪ من قدرتها القتالية، حتى سيارات الدفع الرباعي، التي كانت ترعب شوارع الخرطوم، قد تلاشت تماماً من على الشوارع، إما بتدمير الجيش لها أو أسر الجيش إياها واستخدامها ضد من أتوا بها.. ولم تجد الميليشيا بداً من تعويض السيارات التي خسرتها بسيارات مدنية نهبتها من داخل البيوت أو في الشوارع، خاصة أثناء الهدن الكارثية التي تم عقدها في منبر جدة..
* والهلاك اليومي للجنجويد أجبر مجموعات وأفراداً منهم على الاستسلام أو الفرار من حيث أتوا حاملين معهم ما نهبوه من ما يعتبرونه (غنائم) حرب من مقتنيات عينية و مالية وسبايا اغتنموها أثناء هدن منبر جدة..
* إن كلمة هدنة كلمة يمِجُُها مواطنو الحرطوم مجًاً شديداً.. ونعم للحرب حتى اسنسلام الجنجويد، ولا داعي لمنبر جدة إن بدأ بااتوقيع على أي هدنة..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عثمان محمد حسن
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست