موقف الأستاذ علي أحمد إبراهيم من د. النعيم (٤ - ٤) ب كتبه خالد الحاج عبدالمحمود

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 09:52 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-17-2023, 12:30 PM

خالد الحاج عبدالمحمود
<aخالد الحاج عبدالمحمود
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
موقف الأستاذ علي أحمد إبراهيم من د. النعيم (٤ - ٤) ب كتبه خالد الحاج عبدالمحمود

    12:30 PM October, 17 2023

    سودانيز اون لاين
    خالد الحاج عبدالمحمود-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    كتب الأخ الأستاذ خالد الحاج عبدالمحمود: "هذا المقال لا يقوم على التأليف وإنما يقوم على المعلومات الرسمية ولذلك نشرناه كما هو"..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    "فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ"
    صدق الله العظيم

    *موقف أ. علي احمد ابراهيم من د. النعيم 4-4 ب*


    *عمل د. النعيم*

    الذين يعرفون د.النعيم، يعرفون أنه كان في السودان يعمل أستاذاً للقانون بجامعة الخرطوم.. وقد يظنون أنه في أمريكا يعمل نفس العمل.. ولكن الأمر خلاف ذلك تماماً.. هو لم يعد مجرد أكاديمي، وإنما أصبح يعمل *عملاً سياسياً في إطار دوائر معينة*.
    حسب التعريف الذي جاء في الصفحة الرئيسية لدكتور النعيم، جاء التعريف كما يلي: "بروفيسور عبدالله أحمد النعيم (من السودان)، يدَرِّس القانون في جامعة إيموري، وهو مفكر إسلامي، وناشط حقوق إنسان مشهور عالمياً.. وهو يقوم بتدريس كورسات في حقوق الإنسان، والأديان وحقوق الإنسان، *والقانون الإسلامي* والقانون الجنائي".
    عن طبيعة العمل جاء بالموقع المذكور: "هناك اتجاهان رئيسيان لعمل النعيم، وكلاهما نابعان من تجاربه الشخصية كمسلم من شمال السودان، يكافح من أجل التوفيق والمصالحة بين عقيدته الإسلامية والتزامه العالمي واحترامه لحقوق الإنسان. أولاً: هو يسعى لترويج هدفين مترابطين، هما *الفهم الليبرالي الحديث للإسلام*، والشرعية الثقافية والتطبيق العملي الفعّال لمعايير الحقوق العالمية للإنسان".

    *برنامج المنح الدراسية:*
    تحت هذا العنوان جاء القول: "عندما غادر السودان عام 1985م، اعتقد النعيم أن مهمته الأساسية هي نشر وتطوير الأفكار الأساسية لمرشده الأستاذ محمود محمد طه.. وقد بدأ جهده بنشر ترجمة إنجليزية للكتاب الرئيسي لطه (الرسالة الثانية من الإسلام) عام 1987م، وشرع في وضع الأطر القانونية، وأطر حقوق الإنسان الخاصة بهذه الآلية عبر برنامج *منح دراسية مكثفة*.. الغرض المشترك لهذا البرنامج هو مزيج من تطوير *فهم ليبرالي حديث للإسلام*، وترويج إجماع مشترك وشامل حول عالمية حقوق الإنسان، عبر مختلف الثقافات والمجتمعات في العالم.. الأساس النظري لهذا المشروع الدراسي الذي يتكون من شقين يمكن تلخيصه كالآتي:
    *المنهج الإصلاحي الشامل لدى (طه)، يقوم على فكرة أن القرآن والأحاديث النبوية لا يمكن فهمها إلا في إطار تاريخي معين*.. وحيث أن ذلك الإطار قد تغيَّر بصورة حادة في المجتمعات الإسلامية، فإن العديد من نواحي القانون العام المعروفة باسم الشريعة (النظام القانوني في الإسلام) يجب أن يُعاد تفسيرُها لتظل مواكبة أو قابلة للتطبيق اليوم.. وقد *استند النعيم مبدئياً على هذا الإطار الفكري*، لإستحداث إعادة تفسير مطور للشريعة يكون متسقاً مع معايير وأسس الحقوق العالمية للإنسان، حسب ما ذكر في كتابه (نحو تطوير التشريع)، طبعة 1990م.. وفي ذات الوقت بدأ النعيم في التعرف على نواحٍ أخرى ذات سياق ثقافي وظرفي ذي صلة بعالمية حقوق الإنسان.. ومن ثم بدأ في استحداث أسلوب حوار داخلي في إطار الثقافات وفيما بينها، من أجل تحقيق إجماع على عالمية حقوق الإنسان.. وقد بدأ هذا الإتجاه أولاً في كتابه الذي شارك في تأليفه مع فرانسيس دينق بعنوان: حقوق الإنسان في أفريقيا.. رؤى في التمازج الثقافي عام (1990م).. وقد طوَّر وطبَّق لاحقاً إتجاهه هذا، في كتابه: حقوق الإنسان في ثقافات متعددة: السعي نحو الإجماع (1992م).. *وقد خصَّص معظم منحه في العقد الماضي لتأطير وتطوير هذين المفهومين: تحديث الشريعة، وتحقيق الإجماع الثقافي حول حقوق الإنسان*.

    *أرجو ملاحظة التالي:*
    1. أن عمله يدور في إطار المنهج الشامل الإسلامي لدى (طه).. ومفهوم الفكر الليبرالي الحديث للإسلام، الذي ينسب أصله للأستاذ محمود، ويعمل د. النعيم على تطويره.
    2. العمل الذي يتعلق بالإسلام الليبرالي وتحديث الشريعة عمل ينطلق فيه د. النعيم، من منطلق أستاذه الأستاذ محمود، الذي يعمل د. النعيم على تطوير أفكاره.. فالعمل كله مرتبط بالأستاذ ودعوته.
    هذا العمل يقوم على منح، فقد جاء قوله: (وقد خصَّص معظم منحه في العقد الماضي لتأطير وتطوير هذين المفهومين: تحديث الشريعة، وتحقيق الإجماع الثقافي حول حقوق الإنسان).
    جامعة إيموري التي يقوم فيها د. النعيم بعمله، هي جامعة *تابعة للكنيسة الميثودية*.. وهي أكبر كنيسة بروتستاتنية، ويقدر أتباعها في الولايات المتحدة، بثمانين مليون.
    *أهم تعاليم هذه الكنيسة تتلخص في:*
    1. الناس جميعاً أموات بالخطيئة.
    2. لا يمكن الحكم على الناس إلا من واقع إيمانهم فقط.
    3. الإيمان ينتج قداسة داخلية وخارجية.
    عن أهداف الكنسية جاء ما نصه: "هدف الكنيسة الميثودية، حسب ما هو وارد في موقع كنيسة سانت جيمس التابعة للكنيسة: *تجنيد حواريين للمسيح من أجل تغيير العالم*".
    *ما هو غرض الكنيسة من توظيف د. النعيم في جامعتها، والصرف على عمله*؟! الإجابة متروكة للقاريء.

    *العمل الدعوي*:
    د. النعيم ليس مجرد أستاذ جامعي، وإنما هو صاحب عمل دعوي مموَّل رسمياً!! عن هذا الموضوع، جاء من الموقع المذكور: *"الإسلوب الثاني في عمل النعيم، وهو الدعوة لإحداث التغيير الإجتماعي، يعود لعمله مع حركة الإصلاح الإسلامي لطه منذ عام 1968م!!"* بالطبع حركة الإصلاح الإسلامي لطه كما يقدمها ويطورها، د. النعيم.. وقد رأينا صورة وافية لهذا الإصلاح الإسلامي، او الإسلام الليبرالي.
    هو عمل واسع جداً لتشويه الإسلام عامة والفكرة الجمهورية خاصة، بالصورة التي رأينا طرفاً منها.. بالطبع الكنيسة ليست مغفلة لتعمل للإصلاح الإسلامي، ولا جامعتها.. فالأمر كله إتفاق بين د. النعيم من جانب، والأطراف الأمريكية المانحة من الجانب آخر!! وسنورد قول النعيم حول هذا السيناريو المتفق عليه.
    *ذكر الموقع عدة مشروعات منها مثلاً*:
    1. التحول الثقافي، وحقوق الإنسان في أفريقيا، وهو: -مشروع يهدف إلى إزالة *العوائق الثقافية والدينية* في وجه مشاركة النساء في سبع دول.
    2. مشروع *دراسة عالمية لتطبيقات قانون الأحوال الشخصية في الإسلام*.
    3. مشروع زمالة في مجال الإسلام وحقوق الإنسان.
    علينا أن نتذكر قول د.النعيم: *"الشريعة الإسلامية لم تكن أبداً أساساً لقانون الأحوال الشخصية، ولا يجب أن تكون أساساً له"*. 1.. فهو يريد أحوال شخصية لها مرجعية غير الدين!! وهذا هو أخطر الجوانب في إسلامه الليبرالي، إذ يقوم على تفكيك الأخلاق بصورة شاملة، ونهائية، خصوصاً في مجال السلوك الجنسي!! وسنرى ذلك عندما نتحدث عن الأخلاق.. *فإسلام النعيم الليبرالي هو إسلام حسب الطلب الأمريكي*.

    *المشروع الحالي:*
    تحت هذا العنوان جاء: "المشروع الحالي لبروفيسر النعيم تحت عنوان (مستقبل الشريعة)، يركز على *سعي المجتمعات الإسلامية للتصالح والتعايش الإيجابي مع الظروف المحلية، والعالمية*.. وأحد الجوانب المحورية لعملية التعايش هذه يستند إلى الأبعاد الدستورية والقانونية لتجارب المجتمعات الإسلامية في فترة بعد الإستعمار، خصوصاً العلاقة بين الإسلام والدولة والمجتمع.
    *الغاية الأساسية للمشروع هي الفصل المؤسسي بين الشريعة والدولة*".. "فكرة المشروع تقترح أن الفصل بين الدين والدولة والإحتفاط بالعلاقة العضوية بين الإسلام والسياسة، والتفاعل الإجتماعي، لا يمكن أن يتحقق إلا بالممارسة الفعلية عبر الزمن، ولا يتم ذلك بصورة تامة عبر التحليل النظري فقط".
    علينا أن نتذكر زعم النعيم الباطل، أن الإسلام يتكيف مع الأوضاع التي يجدها!! والذي جاء في قوله: *"واهتداء بالنموذج التأسيسى لرسالة النبى محمد فى غرب الجزيرة العربية فى مطلع القرن السابع، يسعى المسلمون دائما للتكيف مع الظروف الاجتماعية والثقافية التى يجدونها سائدة فى المجتمعات التى يقدمون إليها، دون ان يفرضوا آراءهم الدينية أو السياسية وأساليب حياتهم على المجتمعات إلا فى أدنى مستوى .. وبالتالى فان صفة مسلم أو إسلامى قد تطورت دائما فى الزمن"!!*
    فالإسلام الليبرالي، عند د. النعيم، هو الإسلام الذي يتكيف مع الظروف الإجتماعية والثقافية السائدة، ولا يعمل لتغيير شيء منها.. علينا أن نتذكر أن *المنظور التاريخي*، وأن نتذكر الزعم بأن الوحي هو ما تقوم عليه الأوضاع الجارية.. *فوفق هذه المفاهيم تتم المصالحة بين الشريعة والأوضاع القائمة كلها.. فكل ما يحدث هو إسلام!!*
    ما قدمناه هو صورة من عمل د. النعيم.. وهو عمل ضخم جداً، وتصرف عليه أموال طائلة، مصحوبة بدعاية واسعة.. هي الأخرى مصروف عليها بسخاء.. وعمل د. النعيم هذا لا يمكن أن يقال عنه أنه عمل أكاديمي.. والعمل في جملته، وفي تفاصيله، يدور حول الإسلام!! الإسلام الذي يتحدث عنه د.النعيم، ويتكيف، حسب زعمه، مع الواقع الثقافي، والإجتماعي السائد في الغرب، دون تغيير.. ولذلك نجده يتحدث عن إسلام أمريكي.. *وكل هذا يدّعى له أنه ينطلق من (المنهج الشامل للإصلاح الإسلامي لدى طه)!!*.

    *الإسلام والقانون الإسلامي:*
    لقد رأينا موقف د. النعيم من الإسلام، والشريعة الإسلامية، بشيء من التفصيل.. ود. النعيم يدرس الإسلام والقانون الإسلامي بجامعة إيموري، مركز دراسات القانون والدين.. لماذا قبلت الجامعة مثل هذه الدراسة؟! الإجابة واضحة!! سئل د. النعيم: ما هو شعورك وأنت تدخل وجهة نظر إسلامية إلى المركز؟ أجاب: "بالطبع أنا جئت للمركز في منتصف التسعينات، عام 1995م تحديداً.. وفي البداية لم تكن المشاكل الراهنة المتعلقة بمواجهة الإرهاب العالمي، وتوابعه، قد حاقت بنا.. على الأقل ليس بتلك الدرجة من الفظاعة.. وبالتالي الموضوع في البداية كان مجرد حب استطلاع وإبداء مشاعر الود بسبيل الفهم.. ولكن عندما تطورت الأحداث العالمية لتجعل المسائل أكثر إلحاحاً، وشعرت ايضاً كيف *يتجاوب المركز عبر توفير مزيد من التسهيلات*، ومزيد من الإمكانيات بإتجاه التلاقح المشترك للفهم، وأصبحت لدينا مشاريع، يتشارك بموجبها كبار الزملاء سمنار لدورة دراسية، نقدم من خلالها أعمالنا ونحصل على المعلومات بخصوص ذلك، من بعضنا البعض.. أعتقد أن تلك كانت بداية المسألة".. كانت تلك البداية.. وهي بداية سياسية، وليست أكاديمية، ثم تطور الموضوع ليصبح، موضوعاً إستراتيجياً، تقوم عليه حرب أعداء الإسلام في الغرب، ضد الإسلام، ووفقاً للدراسة التي قدمتها مؤسسة (راند)، بعد الإستعانة بالعديد من الوزارات وأجهزة الأمن.. وأصبح عمل د. النعيم الرسمي، يقع ضمن تنفيذ هذه السياسة.. وهو عمل يلقى الدعم المالي، والمعنوي، من كل المؤسسات ذات الإختصاص.. وقد كانت الجامعات منذ البداية طرفاً فيما توصلت إليه مؤسسة (راند) وضمن هذه الجامعات جامعة إيموري ومركز دراسات القانون والدين بها، فهما يقومان بدورهما في هذا الصدد، ويوظفان د.النعيم وغيره في هذا العمل.
    ما هو القانون الإسلامي الذي يُدَرِّسه د. النعيم؟ لقد أوردنا للنعيم أقوالاً مستفيضة، يقرر فيها أنه لا توجد دولة إسلامية، ومن المستحيل أن توجد، وأن الأمر أساساً خطأ في المفهوم.. فعلى ذلك من المؤكد، أنه عند د. النعيم، لا يوجد أي قانون على مستوى الدولة، طالما انه لا توجد، ولا يمكن أن توجد!! إذا ما هو القانون الإسلامي الذي يُدَرِّسه؟! هل هو قانون الأحوال الشخصية؟! حتى هذا عنده غير موجود!! أسمعه يقول: "المسألة كلها بدعة!! يعني مسألة الأحوال الشخصية بدعة إستعمارية!! لم تأت في المنطقة الإسلامية قبل الإستعمار.. واحتفظنا بيها بعد الإستعمار.. عشان كدا أنا بقول أن *قانون الأسرة قانون علماني، مثل غيره من كل القوانين الآخرى.. ما هو إسلامي!! ما في قانون إسلامي!! ولا يمكن أن يكون!!*".. (مافي قانون إسلامي، ولا يمكن أن يكون)!! وفي نفس الوقت هو أستاذ قانون إسلامي!! يقول د. النعيم عما يُدَرِّسه: "في الواقع، في كليات القانون الأمريكية، حيث أدَرٌّس أنا كورساً أسميه: القانون الإسلامي.. ولكن هذا (مضلل للغاية)، نظراً لأن المسمى (القانون الإسلامي)، ليس ترجمة دقيقة لمصطلح الشريعة.. الشريعة هي النظام المعياري المتكامل للمسلمين".. فالنعيم يعتبر أن ما يُدَرِّسه تحت مسمى (القانون الإسلامي)، أمر مضلل للغاية!! وذلك لأنه يزعم، أنه لا يوجد قانون في الإسلام، وحتى الشريعة عنده لا يمكن أن تُقَنَّن!! فماذا يُدَرِّس النعيم؟! في الواقع هو يُدَرِّس ما يقوله هذا من تشويه للإسلام.
    السيد رئيس برنامج دراسات القانون الإسلامي المقارن، أكثر مما ذكرنا، يرى أن الدين علماني ومن صنع البشر، وقد سبق أن أوردنا النص، وفي النص وردت عبارة إخضاع الدين للسياسة، وعبارة إعادة صنعه.... *فعمل د. النعيم الرسمي هو عمل في إعادة صناعة للإسلام، وفق المعايير الليبرالية فما يُدَرِّسه هو إعادة صنع الإسلام حسب المواصفات المطلوبة منه ، وفق "الفهم الليبرالي الحديث للإسلام، والشرعية الثقافية"*.. وعلى ذلك فعمل د. النعيم الرسمي في جامعته، هو إعادة صناعة الإسلام، وفق الطلب الأمريكي، والمعايير الأمريكية.. ووفق مبدئه الأساسي (المنظور التاريخي).. فإسلام د.النعيم، ليس الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، ولا الإسلام الذي يدعو له الأستاذ محمود محمد طه –وإن كان يستعمل أو يستغل اسميهما– وإنما هو إسلام النعيم، المتفرد، الذاتي النسبوي، الذي هو من صنع البشر.. ولقد سبق أن أوردنا له زعمه الذي يقول فيه: "عندما أقول ديني، وهو الإسلام، فإني لا أتحدث عن الإسلام بصورة عامة، أو الإسلام بالنسبة للمسلمين الآخرين، وإنما أتحدث عن الإسلام الشخصي. ذلك أنه بالنسبة لي الدين يجب أن يكون ذاتيا. لا يمكن له أبدا أن يكون غير ذاتي. لا يمكن للدين أبدا أن يكون غير التجربة الفردية والشخصية للإنسان"!! وقد رأيناه يقول (كلنا نسبيون) هذه هو مفهوم الإسلام الليبرالي الذي يدرسه د.النعيم، ويدعو له، وينال المنح المالية السخية، والترويج له كمفكر إسلامي كبير، وينال الجوائز الاكاديمية.
    كل من د.النعيم ومن يوظفونه يعرف دوره.. فالجامعة ليست غبية، كجامعة مسيحية، حتى تُدَرٌّس الإسلام.. والنعيم، ليس غبياً حسب معايير عقل المعاش.. فكل منهما يعرف ما يقوم به، ولماذا يقوم به.
    لقد عبَّر د. النعيم عن ذلك تعبيراً واضحاً ودقيقاً، إذ قال وهو يتحدث عن تمويل منظمات المجتمع المدني: "في الحقيقة هو سيناريو متفق عليه -منظمات التمويل ومنظمات العمل المدنى كأنهم متآمرين من غير خطاب واضح (انتا تقول كده وانا اقول كده، انتا تعمل كده وانا اعمل كده، عشان نحس اننا عملنا حاجة وفى الحقيقة احنا عارفين انهم عارفين اننا عارفين اننا ما عملنا حاجة)". ويقول أيضاً: *"ومقياس عملك هنا ومرجعيتك هنا قائمة* *على مرجعية الممول،*
    *ومثل هذا العمل يخلق ديمومة للتبعية ويقدم لها التبرير* .. الجهات التى تقوم بتمويلك تقوم به من اجل ان تعمل عمل لا يمس هيكلية الظلم، هيكلية انتهاك الحقوق".2

    يتبع...
    خالد الحاج عبدالمحمود
    رفاعة في15/2/2023م

    *المراجع:*
    1. كتاب النعيم بعنوان: قانون الأحوال الشخصية للمسلمين في عالم متغير: كتاب مرجعي عالمي - إصدار زيد بوكس، 2002..
    2. اللقاء بمركز الخاتم عدلان منشور بموقع سودانيز اونلاين بتاريخ 30/9/2009
    الذين يعرفون د.النعيم، يعرفون أنه كان في السودان يعمل أستاذاً للقانون بجامعة الخرطوم.. وقد يظنون أنه في أمريكا يعمل نفس العمل.. ولكن الأمر خلاف ذلك تماماً.. هو لم يعد مجرد أكاديمي، وإنما أصبح يعمل *عملاً سياسياً في إطار دوائر معينة*.
    حسب التعريف الذي جاء في الصفحة الرئيسية لدكتور النعيم، جاء التعريف كما يلي: "بروفيسور عبدالله أحمد النعيم (من السودان)، يدَرِّس القانون في جامعة إيموري، وهو مفكر إسلامي، وناشط حقوق إنسان مشهور عالمياً.. وهو يقوم بتدريس كورسات في حقوق الإنسان، والأديان وحقوق الإنسان، *والقانون الإسلامي* والقانون الجنائي".
    عن طبيعة العمل جاء بالموقع المذكور: "هناك اتجاهان رئيسيان لعمل النعيم، وكلاهما نابعان من تجاربه الشخصية كمسلم من شمال السودان، يكافح من أجل التوفيق والمصالحة بين عقيدته الإسلامية والتزامه العالمي واحترامه لحقوق الإنسان. أولاً: هو يسعى لترويج هدفين مترابطين، هما *الفهم الليبرالي الحديث للإسلام*، والشرعية الثقافية والتطبيق العملي الفعّال لمعايير الحقوق العالمية للإنسان".

    *برنامج المنح الدراسية:*
    تحت هذا العنوان جاء القول: "عندما غادر السودان عام 1985م، اعتقد النعيم أن مهمته الأساسية هي نشر وتطوير الأفكار الأساسية لمرشده الأستاذ محمود محمد طه.. وقد بدأ جهده بنشر ترجمة إنجليزية للكتاب الرئيسي لطه (الرسالة الثانية من الإسلام) عام 1987م، وشرع في وضع الأطر القانونية، وأطر حقوق الإنسان الخاصة بهذه الآلية عبر برنامج *منح دراسية مكثفة*.. الغرض المشترك لهذا البرنامج هو مزيج من تطوير *فهم ليبرالي حديث للإسلام*، وترويج إجماع مشترك وشامل حول عالمية حقوق الإنسان، عبر مختلف الثقافات والمجتمعات في العالم.. الأساس النظري لهذا المشروع الدراسي الذي يتكون من شقين يمكن تلخيصه كالآتي:
    *المنهج الإصلاحي الشامل لدى (طه)، يقوم على فكرة أن القرآن والأحاديث النبوية لا يمكن فهمها إلا في إطار تاريخي معين*.. وحيث أن ذلك الإطار قد تغيَّر بصورة حادة في المجتمعات الإسلامية، فإن العديد من نواحي القانون العام المعروفة باسم الشريعة (النظام القانوني في الإسلام) يجب أن يُعاد تفسيرُها لتظل مواكبة أو قابلة للتطبيق اليوم.. وقد *استند النعيم مبدئياً على هذا الإطار الفكري*، لإستحداث إعادة تفسير مطور للشريعة يكون متسقاً مع معايير وأسس الحقوق العالمية للإنسان، حسب ما ذكر في كتابه (نحو تطوير التشريع)، طبعة 1990م.. وفي ذات الوقت بدأ النعيم في التعرف على نواحٍ أخرى ذات سياق ثقافي وظرفي ذي صلة بعالمية حقوق الإنسان.. ومن ثم بدأ في استحداث أسلوب حوار داخلي في إطار الثقافات وفيما بينها، من أجل تحقيق إجماع على عالمية حقوق الإنسان.. وقد بدأ هذا الإتجاه أولاً في كتابه الذي شارك في تأليفه مع فرانسيس دينق بعنوان: حقوق الإنسان في أفريقيا.. رؤى في التمازج الثقافي عام (1990م).. وقد طوَّر وطبَّق لاحقاً إتجاهه هذا، في كتابه: حقوق الإنسان في ثقافات متعددة: السعي نحو الإجماع (1992م).. *وقد خصَّص معظم منحه في العقد الماضي لتأطير وتطوير هذين المفهومين: تحديث الشريعة، وتحقيق الإجماع الثقافي حول حقوق الإنسان*.

    *أرجو ملاحظة التالي:*
    1. أن عمله يدور في إطار المنهج الشامل الإسلامي لدى (طه).. ومفهوم الفكر الليبرالي الحديث للإسلام، الذي ينسب أصله للأستاذ محمود، ويعمل د. النعيم على تطويره.
    2. العمل الذي يتعلق بالإسلام الليبرالي وتحديث الشريعة عمل ينطلق فيه د. النعيم، من منطلق أستاذه الأستاذ محمود، الذي يعمل د. النعيم على تطوير أفكاره.. فالعمل كله مرتبط بالأستاذ ودعوته.
    هذا العمل يقوم على منح، فقد جاء قوله: (وقد خصَّص معظم منحه في العقد الماضي لتأطير وتطوير هذين المفهومين: تحديث الشريعة، وتحقيق الإجماع الثقافي حول حقوق الإنسان).
    جامعة إيموري التي يقوم فيها د. النعيم بعمله، هي جامعة *تابعة للكنيسة الميثودية*.. وهي أكبر كنيسة بروتستاتنية، ويقدر أتباعها في الولايات المتحدة، بثمانين مليون.
    *أهم تعاليم هذه الكنيسة تتلخص في:*
    1. الناس جميعاً أموات بالخطيئة.
    2. لا يمكن الحكم على الناس إلا من واقع إيمانهم فقط.
    3. الإيمان ينتج قداسة داخلية وخارجية.
    عن أهداف الكنسية جاء ما نصه: "هدف الكنيسة الميثودية، حسب ما هو وارد في موقع كنيسة سانت جيمس التابعة للكنيسة: *تجنيد حواريين للمسيح من أجل تغيير العالم*".
    *ما هو غرض الكنيسة من توظيف د. النعيم في جامعتها، والصرف على عمله*؟! الإجابة متروكة للقاريء.

    *العمل الدعوي*:
    د. النعيم ليس مجرد أستاذ جامعي، وإنما هو صاحب عمل دعوي مموَّل رسمياً!! عن هذا الموضوع، جاء من الموقع المذكور: *"الإسلوب الثاني في عمل النعيم، وهو الدعوة لإحداث التغيير الإجتماعي، يعود لعمله مع حركة الإصلاح الإسلامي لطه منذ عام 1968م!!"* بالطبع حركة الإصلاح الإسلامي لطه كما يقدمها ويطورها، د. النعيم.. وقد رأينا صورة وافية لهذا الإصلاح الإسلامي، او الإسلام الليبرالي.
    هو عمل واسع جداً لتشويه الإسلام عامة والفكرة الجمهورية خاصة، بالصورة التي رأينا طرفاً منها.. بالطبع الكنيسة ليست مغفلة لتعمل للإصلاح الإسلامي، ولا جامعتها.. فالأمر كله إتفاق بين د. النعيم من جانب، والأطراف الأمريكية المانحة من الجانب آخر!! وسنورد قول النعيم حول هذا السيناريو المتفق عليه.
    *ذكر الموقع عدة مشروعات منها مثلاً*:
    1. التحول الثقافي، وحقوق الإنسان في أفريقيا، وهو: -مشروع يهدف إلى إزالة *العوائق الثقافية والدينية* في وجه مشاركة النساء في سبع دول.
    2. مشروع *دراسة عالمية لتطبيقات قانون الأحوال الشخصية في الإسلام*.
    3. مشروع زمالة في مجال الإسلام وحقوق الإنسان.
    علينا أن نتذكر قول د.النعيم: *"الشريعة الإسلامية لم تكن أبداً أساساً لقانون الأحوال الشخصية، ولا يجب أن تكون أساساً له"*. 1.. فهو يريد أحوال شخصية لها مرجعية غير الدين!! وهذا هو أخطر الجوانب في إسلامه الليبرالي، إذ يقوم على تفكيك الأخلاق بصورة شاملة، ونهائية، خصوصاً في مجال السلوك الجنسي!! وسنرى ذلك عندما نتحدث عن الأخلاق.. *فإسلام النعيم الليبرالي هو إسلام حسب الطلب الأمريكي*.

    *المشروع الحالي:*
    تحت هذا العنوان جاء: "المشروع الحالي لبروفيسر النعيم تحت عنوان (مستقبل الشريعة)، يركز على *سعي المجتمعات الإسلامية للتصالح والتعايش الإيجابي مع الظروف المحلية، والعالمية*.. وأحد الجوانب المحورية لعملية التعايش هذه يستند إلى الأبعاد الدستورية والقانونية لتجارب المجتمعات الإسلامية في فترة بعد الإستعمار، خصوصاً العلاقة بين الإسلام والدولة والمجتمع.
    *الغاية الأساسية للمشروع هي الفصل المؤسسي بين الشريعة والدولة*".. "فكرة المشروع تقترح أن الفصل بين الدين والدولة والإحتفاط بالعلاقة العضوية بين الإسلام والسياسة، والتفاعل الإجتماعي، لا يمكن أن يتحقق إلا بالممارسة الفعلية عبر الزمن، ولا يتم ذلك بصورة تامة عبر التحليل النظري فقط".
    علينا أن نتذكر زعم النعيم الباطل، أن الإسلام يتكيف مع الأوضاع التي يجدها!! والذي جاء في قوله: *"واهتداء بالنموذج التأسيسى لرسالة النبى محمد فى غرب الجزيرة العربية فى مطلع القرن السابع، يسعى المسلمون دائما للتكيف مع الظروف الاجتماعية والثقافية التى يجدونها سائدة فى المجتمعات التى يقدمون إليها، دون ان يفرضوا آراءهم الدينية أو السياسية وأساليب حياتهم على المجتمعات إلا فى أدنى مستوى .. وبالتالى فان صفة مسلم أو إسلامى قد تطورت دائما فى الزمن"!!*
    فالإسلام الليبرالي، عند د. النعيم، هو الإسلام الذي يتكيف مع الظروف الإجتماعية والثقافية السائدة، ولا يعمل لتغيير شيء منها.. علينا أن نتذكر أن *المنظور التاريخي*، وأن نتذكر الزعم بأن الوحي هو ما تقوم عليه الأوضاع الجارية.. *فوفق هذه المفاهيم تتم المصالحة بين الشريعة والأوضاع القائمة كلها.. فكل ما يحدث هو إسلام!!*
    ما قدمناه هو صورة من عمل د. النعيم.. وهو عمل ضخم جداً، وتصرف عليه أموال طائلة، مصحوبة بدعاية واسعة.. هي الأخرى مصروف عليها بسخاء.. وعمل د. النعيم هذا لا يمكن أن يقال عنه أنه عمل أكاديمي.. والعمل في جملته، وفي تفاصيله، يدور حول الإسلام!! الإسلام الذي يتحدث عنه د.النعيم، ويتكيف، حسب زعمه، مع الواقع الثقافي، والإجتماعي السائد في الغرب، دون تغيير.. ولذلك نجده يتحدث عن إسلام أمريكي.. *وكل هذا يدّعى له أنه ينطلق من (المنهج الشامل للإصلاح الإسلامي لدى طه)!!*.

    *الإسلام والقانون الإسلامي:*
    لقد رأينا موقف د. النعيم من الإسلام، والشريعة الإسلامية، بشيء من التفصيل.. ود. النعيم يدرس الإسلام والقانون الإسلامي بجامعة إيموري، مركز دراسات القانون والدين.. لماذا قبلت الجامعة مثل هذه الدراسة؟! الإجابة واضحة!! سئل د. النعيم: ما هو شعورك وأنت تدخل وجهة نظر إسلامية إلى المركز؟ أجاب: "بالطبع أنا جئت للمركز في منتصف التسعينات، عام 1995م تحديداً.. وفي البداية لم تكن المشاكل الراهنة المتعلقة بمواجهة الإرهاب العالمي، وتوابعه، قد حاقت بنا.. على الأقل ليس بتلك الدرجة من الفظاعة.. وبالتالي الموضوع في البداية كان مجرد حب استطلاع وإبداء مشاعر الود بسبيل الفهم.. ولكن عندما تطورت الأحداث العالمية لتجعل المسائل أكثر إلحاحاً، وشعرت ايضاً كيف *يتجاوب المركز عبر توفير مزيد من التسهيلات*، ومزيد من الإمكانيات بإتجاه التلاقح المشترك للفهم، وأصبحت لدينا مشاريع، يتشارك بموجبها كبار الزملاء سمنار لدورة دراسية، نقدم من خلالها أعمالنا ونحصل على المعلومات بخصوص ذلك، من بعضنا البعض.. أعتقد أن تلك كانت بداية المسألة".. كانت تلك البداية.. وهي بداية سياسية، وليست أكاديمية، ثم تطور الموضوع ليصبح، موضوعاً إستراتيجياً، تقوم عليه حرب أعداء الإسلام في الغرب، ضد الإسلام، ووفقاً للدراسة التي قدمتها مؤسسة (راند)، بعد الإستعانة بالعديد من الوزارات وأجهزة الأمن.. وأصبح عمل د. النعيم الرسمي، يقع ضمن تنفيذ هذه السياسة.. وهو عمل يلقى الدعم المالي، والمعنوي، من كل المؤسسات ذات الإختصاص.. وقد كانت الجامعات منذ البداية طرفاً فيما توصلت إليه مؤسسة (راند) وضمن هذه الجامعات جامعة إيموري ومركز دراسات القانون والدين بها، فهما يقومان بدورهما في هذا الصدد، ويوظفان د.النعيم وغيره في هذا العمل.
    ما هو القانون الإسلامي الذي يُدَرِّسه د. النعيم؟ لقد أوردنا للنعيم أقوالاً مستفيضة، يقرر فيها أنه لا توجد دولة إسلامية، ومن المستحيل أن توجد، وأن الأمر أساساً خطأ في المفهوم.. فعلى ذلك من المؤكد، أنه عند د. النعيم، لا يوجد أي قانون على مستوى الدولة، طالما انه لا توجد، ولا يمكن أن توجد!! إذا ما هو القانون الإسلامي الذي يُدَرِّسه؟! هل هو قانون الأحوال الشخصية؟! حتى هذا عنده غير موجود!! أسمعه يقول: "المسألة كلها بدعة!! يعني مسألة الأحوال الشخصية بدعة إستعمارية!! لم تأت في المنطقة الإسلامية قبل الإستعمار.. واحتفظنا بيها بعد الإستعمار.. عشان كدا أنا بقول أن *قانون الأسرة قانون علماني، مثل غيره من كل القوانين الآخرى.. ما هو إسلامي!! ما في قانون إسلامي!! ولا يمكن أن يكون!!*".. (مافي قانون إسلامي، ولا يمكن أن يكون)!! وفي نفس الوقت هو أستاذ قانون إسلامي!! يقول د. النعيم عما يُدَرِّسه: "في الواقع، في كليات القانون الأمريكية، حيث أدَرٌّس أنا كورساً أسميه: القانون الإسلامي.. ولكن هذا (مضلل للغاية)، نظراً لأن المسمى (القانون الإسلامي)، ليس ترجمة دقيقة لمصطلح الشريعة.. الشريعة هي النظام المعياري المتكامل للمسلمين".. فالنعيم يعتبر أن ما يُدَرِّسه تحت مسمى (القانون الإسلامي)، أمر مضلل للغاية!! وذلك لأنه يزعم، أنه لا يوجد قانون في الإسلام، وحتى الشريعة عنده لا يمكن أن تُقَنَّن!! فماذا يُدَرِّس النعيم؟! في الواقع هو يُدَرِّس ما يقوله هذا من تشويه للإسلام.
    السيد رئيس برنامج دراسات القانون الإسلامي المقارن، أكثر مما ذكرنا، يرى أن الدين علماني ومن صنع البشر، وقد سبق أن أوردنا النص، وفي النص وردت عبارة إخضاع الدين للسياسة، وعبارة إعادة صنعه.... *فعمل د. النعيم الرسمي هو عمل في إعادة صناعة للإسلام، وفق المعايير الليبرالية فما يُدَرِّسه هو إعادة صنع الإسلام حسب المواصفات المطلوبة منه ، وفق "الفهم الليبرالي الحديث للإسلام، والشرعية الثقافية"*.. وعلى ذلك فعمل د. النعيم الرسمي في جامعته، هو إعادة صناعة الإسلام، وفق الطلب الأمريكي، والمعايير الأمريكية.. ووفق مبدئه الأساسي (المنظور التاريخي).. فإسلام د.النعيم، ليس الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، ولا الإسلام الذي يدعو له الأستاذ محمود محمد طه –وإن كان يستعمل أو يستغل اسميهما– وإنما هو إسلام النعيم، المتفرد، الذاتي النسبوي، الذي هو من صنع البشر.. ولقد سبق أن أوردنا له زعمه الذي يقول فيه: "عندما أقول ديني، وهو الإسلام، فإني لا أتحدث عن الإسلام بصورة عامة، أو الإسلام بالنسبة للمسلمين الآخرين، وإنما أتحدث عن الإسلام الشخصي. ذلك أنه بالنسبة لي الدين يجب أن يكون ذاتيا. لا يمكن له أبدا أن يكون غير ذاتي. لا يمكن للدين أبدا أن يكون غير التجربة الفردية والشخصية للإنسان"!! وقد رأيناه يقول (كلنا نسبيون) هذه هو مفهوم الإسلام الليبرالي الذي يدرسه د.النعيم، ويدعو له، وينال المنح المالية السخية، والترويج له كمفكر إسلامي كبير، وينال الجوائز الاكاديمية.
    كل من د.النعيم ومن يوظفونه يعرف دوره.. فالجامعة ليست غبية، كجامعة مسيحية، حتى تُدَرٌّس الإسلام.. والنعيم، ليس غبياً حسب معايير عقل المعاش.. فكل منهما يعرف ما يقوم به، ولماذا يقوم به.
    لقد عبَّر د. النعيم عن ذلك تعبيراً واضحاً ودقيقاً، إذ قال وهو يتحدث عن تمويل منظمات المجتمع المدني: "في الحقيقة هو سيناريو متفق عليه -منظمات التمويل ومنظمات العمل المدنى كأنهم متآمرين من غير خطاب واضح (انتا تقول كده وانا اقول كده، انتا تعمل كده وانا اعمل كده، عشان نحس اننا عملنا حاجة وفى الحقيقة احنا عارفين انهم عارفين اننا عارفين اننا ما عملنا حاجة)". ويقول أيضاً: *"ومقياس عملك هنا ومرجعيتك هنا قائمة* *على مرجعية الممول،*
    *ومثل هذا العمل يخلق ديمومة للتبعية ويقدم لها التبرير* .. الجهات التى تقوم بتمويلك تقوم به من اجل ان تعمل عمل لا يمس هيكلية الظلم، هيكلية انتهاك الحقوق".2

    يتبع...
    خالد الحاج عبدالمحمود
    رفاعة في15/2/2023م

    *المراجع:*
    1. كتاب النعيم بعنوان: قانون الأحوال الشخصية للمسلمين في عالم متغير: كتاب مرجعي عالمي - إصدار زيد بوكس، 2002..
    2. اللقاء بمركز الخاتم عدلان منشور بموقع سودانيز اونلاين بتاريخ 30/9/2009























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de