اختار قائد الجيش السوداني الجنرال البرهان التوقيت الخطاء في التواصل مع الجانب الايراني لاستعادة العلاقات العلاقات الدبلوماسية بينهم بعد قطيعة استمرت لسنوات وهذا بالطبع لن يتوافق ابدا مع اسرائيل التي تتهم ايران بالوقوف وراء ارسالها للمال والسلاح الي اعداءها (حزب الله وحركة حماس والجهاد الاسلامي ) لذلك هي تراقب كل تواصل ايراني مع الدول القريبة من حدودها الجغرافية خاصة تلك التي تعاني من ظروف اقتصادية صعبة قد يجعل ايران تستغلها مقابل تمرير مخططتها التي تهدف الي تدمير اسرائيل
وحتي لو حاول الجنرال البرهان مسايرة المملكة العربية السعودية التي استجابت لمبادرة جمهورية الصين الشعبية التي توسطت لاجل استئناف علاقتها الدبلوماسية مع ايران ولكن وضع المملكة العربية السعودية مختلف تماماً عن السودان فالسعودية دولة تمتلك اقتصاد قوي ولن تقدم علي خطوة سياسية مقابل مكاسب اقتصادية الا وهي في وضع افضل عكس السودان الذي يعاني من فقر مدقع واقتصاد منهار نتيجة تخبط السياسات وضعف الإدارات الحكومية منذ استقلال البلاد سنة 1956م وقد اتت موافقة السعودية للمبادرة الصينية لاجل انجاح تحالف دول (بريكس) بهدف التكل الاقتصادي في اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية ولا علاقة لها بتطبيع سياسي مع ايران وسوف تظل نظرة المملكة العربية السعودية نحو ايران هي ذاتها لن تتغير بسبب اختلافهم في المعتقدات الدينية
و بلا شك فان الهدف الرئيسي الذي دفع البرهان الي العمل علي ارجاع العلاقة مع ايران هو الحصول على الدعم العسكري بالرغم من قيام الرئيس المعزول عمر البشير بقطعها قبل سبع سنوات لاجل نيل رضا السعودية و التي كانت قد دخلت في خلاف دبلوماسي مع ايران بسبب حرق سفارتها في العاصمة طهران في احتجاج من المواطنين الإيرانيين علي اقدام السعودية علي اعدام رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر بسبب انتقاده للنظام الملكي السعودي حينها قامت المملكة العربية السعودية بقطع علاقاتها مع ايران وقد اتبعها النظام السابق في السودان طمعا في نيل مكاسب اقتصادية من السعودية ولكن الرئيس المعزول عمر البشير ( لا طال عنب الشام ولا بلح اليمن) التي ارسل اليها جيش جرار ليقاتل بجانب الجيش السعودي في اعقاب وصول جماعة الحوثي المقربة من ايران بالاستيلاء علي حكم صنعاء ورغم الهجوم العسكري بقيادة السعودية الا ان جماعة الحوثي ظلت صامد و التي لم تكتفي بالدفاع فحسب و انما سعت الى التسبب في الحاق خسائر فادحة للسعودية عبر استخدامها للطيران الايراني المسير في مهاجمة العمق السعودي و هذا ما جعل البرهان يفكر اليوم في الاستعانة بالسلاح الايراني لاجل هزيمة قوات الدعم السريع التي كانت بمثابة قوات مشاة ميدانية تساند للجيش الذي اكتفي بادارة الاسلحة الفنية مثل البحرية والجوية والمدفعية الثقيلة والدبابات بينما ترك امر العمليات العسكرية البرية لصالح الدعم السريع التي تمكنت وقت وجيز من فعل ما عجزت عنه القوات المسلحه في القضاء علي الحركات المسلحة و اجبارها على قبول السلام عبر اتفاقية جوبا و يعود ذلك الي جاهزيتها القتالية
الجنرال البرهان كان ينبغي عليه ان يعلم ان هناك دول لها اوزان اقتصادية تجعلها حرة الاردة لتفعل ما تشاء من توقيع اتفاقات و معاهدات دوليةعلي عكس الدول الفقيرة التي دائما الحوجة الي الاخرين مثل السودان و الذي لو صرف علي الزراعة وتربية وتطوير الثروة الحيوانية والسمكية لكان افضل له من اهدار المال في شراء الاسلحة التي بكل اسف بدلا عن تساعده علي الدفاع عن البلاد واسترداد المناطق المحتلة من مصر ( حلايب وشلاتين وابي رماد) صارت تلك الاسلحة تقتل السودانيين في اطار حروبهم مع بعضهم البعض
في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة الاخيرة رفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خارطة تضم الدول التي قال انها قد وقعت تطبيع مع اسرائيل ومن بينها السودان اذا بالتالي يمكن ان نقول ان جهود الجنرال البرهان قد اتت اكلها بعد ما قابل في العام 2020م رئيس الوزراء الإسرائيلي في العاصمة الأوغندية كمبالا مما اثمر بعدها عن زيارات متبادلة بين الطرفين كان اخرها زيارة وزير الخارجية الاسرائيلي قبل اندلاع الحرب الاخيرة بعدة اشهر
اذا بالتالي فان نكوص البرهان عن التطبيع مع اسرائيل بارجاع العلاقة مع ايران و التي في مقابل مساعدتها للبرهان قد تعيد التفكير في احياء تهريب الأسلحة من ايران الي حركة حماس عن طريق ميناء بورتسودان و من ثم يتم ارسالها عبر الصحراء عبر الانفاق الي قطاع غزة و ذلك ما سوف يغضب اسرائيل التي قامت في العام 2012م بقصف مصنع اليرموك في العاصمة السودانية بزعم انه ينتج اسلحة ايرانية قد تخذ طريقها الي حماس
فهل بعد ما حدث من تواصل ما بين البرهان وايران قد يجعل اسرائيل تعيد النظر الي التطبيع مع الخرطوم بالبحث عن حليف اخر يضمن لها عدم مساندة اعداءها اذا فان تداعيات حرب حماس اسرائيل سوف تلقي بظلالها على مستقبل علاقة اسرائيل مع البرهان وهذا ما سوف تسفر عنه الايام القادمة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
علاء الدين محمد ابكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست