في اطار تداعيات الموقف المتدهور في اقليم الشرق الاوسط والمنطقة العربية اتخذت حكومة الحرب السودانية وغرفة عمليات الحركة الاسلامية بعد يومين فقط من اندلاع الحرب الاسرائيلية الفلسطينية قرار بعودة العلاقات الدبلوماسية مع ايران وللاسف لن يعترض احد حتي اشعار اخر لانهم اختاروا الوقت المناسب واستفادوا من الاجواء التي خلقها تخبط واندفاع الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية وانحيازهم المطلق لدولة اسرائيل في صراع بالغ الخطورة والتعقيد عمره عقود طويلة من الزمان وله جذور وابعاد عقائدية ودينية تكفي لتفجير العالم كله واشعال سلسلة من الحروب الانتحارية قد تنتهي بانهيار الامن الاقليمي والعالمي ونهاية العالم والحضارة الانسانية . سيتراجع الاهتمام العالمي بمجريات الامور وتطورات الحرب السودانية وسيكون ذلك مستحيلا حتي لو كان عن طريق الامم المتحدة اذا استمرت الاوضاع الاقليمية علي ماهي عليه في ظل التدخل العسكري الغير مباشر من الاساطيل الامريكية بمبرر مساعدة اسرائيل في الدفاع عن نفسها وبالتزامن مع مخطط لعقاب وابادة الفلسطنيين عبر اجراءات مخالفة لكل قوانين الارض والاعراف الانسانية ستكون لها انعكاسات خطيرة علي كل الاصعدة في البلاد العربية والاسلامية وستكون لها اثارها المباشرة حتي علي مجريات الحرب الروسية الاوكرانية بعد ان اعلن الرئيس الاوكراني العبقري تضامنه مع اسرائيل ليخسر حياد سبعة مليارات من البشر في العالم الاسلامي سيعملون علي دعم روسيا في حربها مع اوكرانيا بكل الطرق والوسائل الممكنة وغير الممكنة . وحتي المانيا التي كانت مسرح لاكبر عملية ابادة في تاريخ البشرية تعرض لها اتباع الديانة اليهودية تنسي تاريخها وهي تعلن كامل تضامنها مع اسرائيل ضد الفلسطنيين ومن المعروف والثابت في تاريخ قريب ان اليهود قد عاشوا في ذلك الوقت واثناء الهلوكوست الالماني والابادة الجماعية امنين مطمئنين علي انفسهم وممتلكاتهم ودور عبادتهم في اغلب بلاد العالم العربي والاسلامي ومن بينها السودان فما الذي حدث بعد ذلك وجعل من العرب والمسلمين وحوش لايحترمون الحياة الانسانية بعد قيام دولة اسرائيل علي اسس عقائدية ودينية واقتلاع شعب كامل وتهجيرة من ارضه . الصراع العربي الاسرائيلي هو الصراع الوحيد الذي يهدد امن وسلام العالم ولن تغير من ذلك الواقع او تحد من خطورته علي الامن والسلام العالمي اساطيل العالم كله اذا انفجر الوضع وخرجت الامور عن السيطرة خاصة اذا تم المساس بالمسجد الاقصي والمقدسات الاسلامية . الامر الذي تجهل خطورته وحساسيته مراكز البحوث والدراسات الامنية والاستراتيجية في الولايات المتحدة والدول الغربية هو وجود نبوءات دينية قديمة ظلت تتجدد علي مر تاريخ اقليم الشرق الاوسط وفي الاوساط الدينية المختلفة التي تتصارع من اجل السيطرة الابدية علي المقدسات في ذلك الجزء من العالم . اليهود ينتظرون مسيحهم القادم من السماء لهدم الاقصي واعادة بناء الهيكل تدعمهم اغلب النظريات والافكار الدينية في العالم المسيحي الذي ينتظر بدورة عودة المسيح الرب وخالق كل شئ في الارض ويتعاملون جميعا مع المسلمين علي طريقة انا وبن عمي علي الغريب بينما المسلمين المستضعفين والمغلوب علي امرهم ينتظرون بدورهم عودة النسخة البشرية المقدسة من مسيحهم المنتظر عيسي بن مريم عليه السلام . وكان من الممكن والمفترض امام هذا الواقع البالغ التعقيد ايجاد صيغة للتعايش السلمي بين جميع الطوائف الدينية علي الاراضي الفلسطينية وابقاء الحال علي ماهو عليه وعدم المساس بالمقدسات والاحتكام للقوانين والشرعية الدولية وقيام دولة فلسطينية مستقلة حتي يعيش الناس علي الارض كلها بسلام حتي ميعاد معلوم عندما تحين لحظة عودة النسخة الاصلية من المسيح اليهودي او النسخة الاسلامية من السيد المسيح , او المسيح المسيحي المدعوم من السماء بقدرات خارقة ليفصل بين الناس في ماهم فيه مختلفين واعادة صياغة الدنيا والعالم . حتي يحين ذلك الوقت من المفترض تجنب غرور القوة و البلطجة المسلحة والانتحار الكوني والحروب الدينية والتهليل والتبشير لها هنا وهناك . الذي يجهله البعض ايضا ان البشرية كلها علي مركب واحدة وتوجد استحالة في غرق البعض وسلامة الباقين اذا استخدمت اسلحة غير تقليدية واذا اندلعت حروب دينية واذا استمراستعراض القوة والسعي للحروب الظالمة وابادة المستضعفين في الارض وانكار حقهم في ارضهم عبر التزوير الفاضح في تاريخ الانسانية بمثل هذه الطرق والوسائل الغير اخلاقية ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد فضل علي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست