وإكتمل الملء الرابع ....هزيمة الأطماع المصرية في مياه أثيوبيا كتبه أحمد القاضي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 08-27-2025, 05:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-25-2023, 07:44 PM

أحمد القاضي
<aأحمد القاضي
تاريخ التسجيل: 09-18-2021
مجموع المشاركات: 10

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وإكتمل الملء الرابع ....هزيمة الأطماع المصرية في مياه أثيوبيا كتبه أحمد القاضي

    07:44 PM September, 25 2023

    سودانيز اون لاين
    أحمد القاضي-كندا
    مكتبتى
    رابط مختصر




    في قصر من قصور بني أمية في الصحراء بجنوب الشام (الأردن حاليآ) توجد جدارية تعود إلى القرن الثامن الميلادي، وإسمها (لوحة ملوك الأرض الستة) تصوّر ستة من أشهر أباطرة وملوك ذلك الزمان، يقفون جميعآ بين يدي الخليفة الأموي باسطين الأيدي في ترميز للهزيمة والإستسلام، وهم الإمبراطور الفارسي خسرو، وقيصر الإمبراطورية الرومانية البيزنطية والأمبراطور الحبشي وملك هسبانيا رودريك، وأسماء هؤلاء الأربعة منقوشة في اللوحة باللغتين العربية والإغريقية، بينما إختفت بقية الأسماء التي أتى عليها الزمن...وهذا مؤشر على مكانة الحبشة في المجتمع الدولي بمفهوم ذلك العصر، في وقت كانت فيه معظم بلدان العالم لم تنشأ بعد، بما في ذلك روسيا التي بدأت نشأتها في القرن التاسع الميلادي.

    فمنذ أكثر من ألفي سنة متصلة بلا إنقطاع، ومملكة أثيوبيا قائمة منتصبة كدولة مركزية ذات شأن، في قلب القرن الأفريقي، ومرتبطة بعلاقات مميزة بالإمبراطورية الرومانية البيزنطية...وفي أوائل القرن السادس الميلادي، إمتلكت من فائض القوة ما مكّنها من إحتلال اليمن سنة 522 م، ووضعه تحت إمرة القائد العسكري أرياط ومن بعده الحاكم الأشهر أبرهة الذي نصّب نفسه ملكآ على تلك البلاد ...وقد جاء ذكره في القرآن بـــ(أصحاب الفيل)......ولم يتمكن اليمنيون من إخراج الأحباش من بلدهم إلا في زمن حفيد أبرهة، بمساعدة الفرس الذين هرع إليهم قائد الثورة ضد الاحتلال الحبشي سيف بن ذي يزن طالبآ العون العسكري.

    وفي الزمن الحديث هزم الجيش الحبشي الجيش المصري مرتين، ومزقه شر تمزيق وجعل ما تبقى منه يتفرق شذر مذر... والحربان كانتا في زمن خديو مصر إسماعيل باشا، وإمبراطور الحبشة يوحنا الرابع... وإنطلقت الحملة المصرية الأولى لإحتلال الحبشة، لضمها لما يسمى بالأملاك المصرية في أفريقيا، في نوفمبر 1875 م، حيث إقتحمت قوة مصرية من ألفي جندي الأراضي الحبشية، فنصب لها الأحباش كمينآ بالقرب من مدينة عدوة، وأفنوهم جميعآ بمن فيهم قائد الحملة، كما تقول المراجع المصرية نفسها....وفي العام التالي أيّ في العام 1876 م، أراد إلخديو إسماعيل باشا أن يجرب حظه من جديد، فأرسل في شهر مارس منه، حملة يربو جنودها على الثلاثة آلآف جندي، بقيادة ضابط نمساوي...وقبل أن تصل هذه الحملة إلى مدينة عدوة، تمكن الجيش الحبشي من تطويقها، وما كان بوسع قائدها إلا أن يرفع الراية البيضاء، ويطلب من قائد الجيش الحبشي وقف القتال، وإعتبار نهر القاش الحد الفاصل بين الحبشة و(مصر)...ولكن قائد الجيش الحبشي سد أذنيه، واحدة بالطين والأخرى بالعجين، وواصل الهجوم حتى وضع الجيش المصري الغازي بين فكي كماشة، وبعد معركة طاحنة، لم يتبق منهم سوى ثلاثمائة جندي، تشتتوا في الأصقاع، حسب المراجع التاريخية المصرية (عبد الرحمن الرافعي، عصر إسماعيل، الجزء الأول).

    بعد عشرين عامآ من إبادة حملات الخديوية المصرية، تعرضت الحبشة لعدوان جديد، كان هذه المرة من دولة أوربية غير ذات شأن، بدأت تشعر بأنها أصبحت كبيرة، وتستحق أن يكون لها مستعمرات مثل بريطانيا العظمى وفرنسا، وهذه الدولة هي إيطاليا، التي وضعت قدمها في أرتريا، وأخذت تتوغل في العمق الحبشي، حتى كانت المواجهة الفاصلة في 1\3\ 1896 م، عند مدينة عدوة حيث هزمت القوات الإيطالية شر هزيمة...ويا لها من هزيمة شنعاء، وأيّ شناعة أشنع من أن تهزم دولة أفريقية فقيرة، دولة أوربية صناعية صاعدة، تحسب نفسها وريثة الإمبراطورية الرومانية.

    هزيمة الجيش الإيطالي في معركة عدوة كانت لها دويآ عالميآ، وخلخلت ميزان التدافع الإستعماري، على القارة السمراء لصالح بريطانيا العظمى، ففي نفس يوم الهزيمة تلقى اللورد كتشنر، برقية من لندن وهو في مصر، تأمره ببدء العمل لإحتلال السودان، وكانت بريطانيا قد أرجأت العمل في ما سمي بحملة إستعادة السودان، حتى ترى نتائج الغزو الإيطالي للحبشة...وكان أخشى ما تخشاه بريطانيا هو إنتصار إيطاليا، الأمر الذي ربما كان سيؤدي إلى تحالف إيطاليا وفرنسا ضدها لتقاسم السودان....أرقت تلك الهزيمة المذلة مضاجع الطليان، ولذا حاول الزعيم الفاشي موسوليني أن يثأر لوطنه بعد أربعة عقود، وشن حملة على الحبشة سنة 1934 م لإحتلالها، وهاجمتها قواته من جهة ارتريا، ومن جهة الشرق عبر الصومال...ورغم الفارق الضخم بين الجيشين، الذي تجلى أسطع ما يكون في وسائل الكومونيكيشن، حيث أن الجيش الإيطالي كان يستخدم اللاسلكي (الراديو) آحدث مخترعات الحداثة حينها، بينما يستخدم الجيش الحبشي الخيول والجمال، لنقل الرسائل من مدينة إلى أخرى... ورغم هذا الفارق الضخم تمكن الأحباش من صد العدوان، ومنع الجيش الإيطالي من التقدم، فأمر موسوليني بإستخدام السلاح الكيماوي، من نوع (غاز الخردل) الذي يسبب الإختناق...وهي جريمة تجد تفاصيلها في وثائق منظمة الصليب الأحمر الدولية، وبذلك كانت الحبشة أول بلد خارج القارة الأوربية، يستخدم ضدها السلاح الكيماوي، ولم يدم الاحتلال الإيطالي الفاشي للحبشة سوى سبع سنوات فقط من العام 1935 إلى العام 1941 م.

    بعد إندحار الفاشية هجر الأحباش الإسم الذي أطلقه العرب على بلادهم (الحبشة) () وعادوا إلى الإسم القديم (إثيوبيا) المذكور في العهد القديم، وفي كتاب المؤرخ الإغريقي الأشهر هيرودوت....وفي أوائل الستينات صارت أثيوبيا عاصمة أفريقيا السوداء، حيث أتفقت الدول الأفريقية لتكون أديس أبابا مقرآ لمنظمة الوحدة الإفريقية (الإتحاد الأفريقي فيما بعد)...ويكّن السود في في النصف الغربي من العالم، تقديرآ خاصآ لــ(أبسينا) الحبشة، حتى أن أتباع الديانة الرستفارية () التي ظهرت في جامايكا في الثلاثينات من القرن العشرين، يعتبرون الإمبراطور هيلاسلاسي قديسآ يمثل المجئ الثاني للمسيح، ويعتبر المغني الجامايكي الأشهر بوب مارلي من أتباع هذه الديانة.

    فما أكثر النعم التي أغدقتها الطبيعة على إثيوبيا، ولعل أجلها بحيرة تانا....ولكن المصريين يعتبرونها بحيرة مصرية خالصة، وإن خطأ ما أوجدها في أثيوبيا....ووفق هذه العقيدة يؤمنون إيمانآ راسخآ، بأن كل قطرة ماء تنبع من هذه البحيرة هي مصرية الجنسية، يتصدقون بالقليل القيل منها للسودان المسكين، ويستأثرون بنصيب الأسد، الذي يمكّنهم من زراعة محاصيل شديدة العطش للمياه، كمحصول الأرز الذي يكون مغمورآ في المياه من يوم زراعته إلى يوم حصاده (من أربعة أشهر إلى ستة أشهر حسب النوع)....ولذا فإن مشهد آبي أحمد، وهو يعلن من فوق (سد النهضة) إكتمال الملء الرابع، شكل كابوسآ لكل مصري من بائعي (الطعمية والكشري) إلى المحامين وأساتذة والجامعات....وكان لابد للكابوس أن يأتي بالخطرفات والهستيريا والتهويمات، إلى حد الادعاء بأن بني شنقول المحافظة الأثيوبية التي فوق أرضها بني سد النهضة، أرض مصرية، إشتراها أحد خديويهم من إمبراطور الحبشة وضمها للسودان، الذي هو بالضرورة و(كسر رقبة) تابع لمصر وجزء منها برضاء أهلها السعداء بعبوديتهم لأم الدنيا....أيعقل أن الأثيوبيين الذين هزموا الغزاة المصريين مرتين وهزموا الغزاة الطليان في معركة عدوة التاريخية، باعوا أرضهم بحفنة من الريالات الفضية المثقوبة، المسكوكة في (ضربخانة) بالمقطم....ولما كان الحديث ذا شجون يجر بعضه بعضا، هل تذكرون النائحة السودانية المستأجرة في حكومة حمدوك الثانية، التي كانت تطالب الأثيوبيين بإرجاع بني شنقول للسودانيين، بإيعاز من مشغليها المصريين.....وفي تلك الأجواء الهستيرية ترتفع أصوات تنادي بشن عملية حربية ضد اثيوبيا لإحتلال منطقة بني شنقول، وتفريغ سد السرج تمامآ على مراحل ثم تدميره، والإبقاء على سد النهضة الذي لا تتعدى قدراته التخزينية خمسة عشر مليون متر مكعب....وسد السرج الذي يبلغ إرتفاعه خمسين مترآ، هو سد ركامي يقع غرب سد النهضة، ويعتبر الخزان الإحتياطي القادر على تخزين تسعة وخمسين مليون متر مكعب، ليكون مجمل المخزون من المياه في سد النهضة أربعة وسبعين مليون متر مكعب.....فذاك الإعتقاد الراسخ لدى المصريين بأن بحيرة تانا مصرية خالصة، لا أحد يشاركهم فيها أوصلهم إلى حد محاولة فرض ألإتفاقية الثنائية المهينة المذلة لسنة 1959 م الموقعة مع السودان على الأثيوبيين، في واحدة من تجليات الإستهبال المصري بماركته المسجلة، ولكن أنّى لأثيوبيا أن تستجيب لمثل تلك الترهات، الحبلى بقدر كبير من الإستخفاف وعدم الإحترام للشعب الأثيوبي، الذي ظنته السلطات المصرية أنه مثل عبيده في السودان، السعداء بعبوديتهم لمصر.

    فلأثيوبيا نخبة وطنية شديدة الولاء لبلدها ومصالحها وإستقلاليتها، وشعب محارب لا يتواني عن النهوض ضد كل من يستهدف أراضيه ومياهه وثرواته...وإكتمال سد النهضة العظيم رغم كل المؤامرات المصرية لعرقلة إنجازه، بمعاونة عبيدها في وزارة الري السودانية، الذين كانوا يظهرون في الفضائيات العربية والمصرية مدافعين عن المطالب المصرية....وكذلك بمعاونة عبيدها في الجيش السوداني بقيادة جاسوس المصريين البرهان، الذي كان يفتعل الأزمات في الفشقة لمدة خمس سنوات متواصلة، من ديسمبر 2020 حتى سقوط الدولة السودانية القديمة، دولة الهالك إسماعيل باشا، التي إستمرت ما يربو على القرنين من الزمان، من يونيو 1821 إلى 15 أبريل 2023م......هذا بينما قال الجاسوس برهان للسودانيين في تصريح شهير (يجب ألا نجعل حلايب وشلاتين شوكة في خاصرة العلاقات السودانية المصرية) شاهت الوجوه وعميت الأبصار.

    أحمد القاضي

    كندا – أونتاريو

    الإثنين 25 سبتمر 2023 م























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de