المتطرفين من جماعة الحركة الاسلامية السودانية سعداء جدا هذه الأيام بخبر تقديم المستر فولكر بيرتس الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للسودان استقالته من منصبه كرئيس لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) و حقيقة فقد مارس منسوبي الحركة الاسلامية ذلك التنظيم الخارج علي اجماع الشعب ارهاب منظم علي المستر فولكر بيرتس خاصة في الفترة الماضية التي سبقت اندلاع الحرب وذلك باتهامات للبعثة بـ"الانحراف عن مسارها وتكريس جهدها في العمل السياسي بالانحياز إلى ثورة ديسمبر و بدعم جهات سياسية قادت الحراك الشعبي الذي قاد الي اسقاط نظامهم السياسي الذي استمر ثلاثين عاما
لقد اعتقدت جماعة الاسلاميين السودانيين انها قادرة على ترويض ثورة ديسمبر عن طريق القوات المسلحه وفرض سياسة الامر الواقع عبر انقلاب عسكري و لكن تخطيطهم فشل فشلا ذريعا بسبب ارتفاع درجات الوعي لدي الثوار الذين وضعوا شروط لضمان انتقال السلطة الحاكمة الي حكومة مدنية تمهد لمرحلة جديدة ومنها اعادة هيكلة القوات المسلحه حتي تكون بعيدة عن التدخل في الشؤون السياسية وتمارس مهامها بحماية حدود البلاد وان تعود كل الشركات المملوكة للجيش الي وزارة المالية حتي يتعافي الاقتصاد وان تتفرغ الاجهزة الامنية الي بسط الامن وحماية المواطنين و هذا ما لا يريده الاسلاميين الذين ضاقوا ذرعاً بالثوار فكان فض الاعتصام جزء من خطة بديلة لاجهاض الثورة و لكن قوة شكيمة الثوار جعلت التيار الاسلامي عبر المجلس العسكري يقبل باقامت شراكة مع الثورة الي حين ايجاد مخرج بالانقلاب على الثورة فكانت سلسلة الانقلابات العسكرية الفاشلة المعلن خلال الفترة الانتقالية بمثابة اختبار من الاسلاميين لقياس ردة فعل الجماهير الشعبية في حال الاقدام علي ذلك في المستقبل
وفي يونيو/ حزيران 2020، أصدر مجلس الأمن الدولي، قرارا بالرقم 2524، بإنشاء بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لمساعدة الانتقال في السودان "يونيتامس"، استجابة لطلب حكومة البلاد آنذاك
و تهدف بعثة المتابعة الأممية الجديدة (يونيتامس) للمساعدة في تحول البلاد إلى حكم ديمقراطي، ودعم حماية وتعزيز حقوق الإنسان والسلام المستدام وستدعم الوحدة أيضا عمليات السلام وتنفيذ اتفاقات السلام في المستقبل مساعدة بناء السلام والحماية المدنية وسيادة القانون، لا سيما في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق حيث يفترض أن تعمل البعثة على توفير الدعم بالمساعي الحميدة لمفاوضات السلام الجارية ودعم تنفيذ اتفاقيات السلام، بما يشمل اهتماما خاصا بعملية جوبا وتنفيذها في كردفان ودارفور وولاية النيل الأزرق حسب الاقتضاء، وكذا الاضطلاع بالرصد وتوفير الدعم التقني من أجل نزع سلاح المقاتلين السابقين وتسريحهم وإعادة دمجهم، ورصد وقف إطلاق النار المساعدة في تعبئة المساعدات الاقتصادية الدولية للسودان، وتيسير تنسيق المساعدة الإنسانية الفعالة في جميع أنحاء البلاد، وتقديم الدعم التقني في وضع الدستور، والإصلاح القانوني والقضائي، والخدمة المدنية، وقطاع الأمن
وتم تقديم هذا الطلب وفقا للفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة الذى جاءت تسميته "بحل المنازعات حلا سلميا" ويشتمل ذلك الفصل على خمسة مواد تبدأ بالمادة 33 وتنهى بالمادة 38 " والتي تختص بحل المنازعات التي من شأنها أن تعرض الأمن والسلم الدوليين للخطر، وذلك بحسب الفقرة الأولى من المادة 33، وعليه فإن كل نزاع سواء أكان نزاعا داخليا أو نزاعا خارجيا من شأن استمراره تهديد الأمن والسلم الدوليين، يدخل في نطاق تلك المادة مما يعني جواز تدخل مجلس الأمن لإنهائه، وذلك بحسب المادة 24 والتي نصت على أنه لمجلس الأمن أن يفحص أي نزاع أو أي موقف يؤدي إلى احتكاك دولي أو قد يثير نزاعا لكي يقرر إذا ما كان هذا النزاع أو الموقف من شأنه أن يعرض السلم والأمن الدوليين للخطر
قد كانت خطوة ارسال بعثة سياسية تحت الفصل السادس من ميثاق المنظمة الدولية من أجل ترسيخ العملية السلمية في البلاد فكرة في غاية الذكاء من السيد رئيس الورزاء انذاك عبد الله حمدوك فهو بذلك ضمن اشراف اممي مباشر لرعاية وحماية التجربة الديمقراطية و المدنية في السودان خاصة و انه بلد له تاريخ حافل بالانقلابات العسكرية فكان ان تم اختيار المستر الالماني فولكر بيرتس ليكون ممثل خاص للأمين العام للأمم المتحدة للسودان ورئيس لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) فولكر بيرتس عالم سياسي وأكاديمي و كاتب ألماني شغل في السابق مناصب دولية في عدد من مناطق العالم ويمتاز المستر فولكر علي القدرة على التحدث باللغة العربية بشكل جيد بالتالي لا يجد صعوبة في التواصل الاجتماعي والسياسي مع السودانيين و هذا ما لم يرضي جماعة الاسلاميين الذين اخذوا يعرقلون مسيرة حكومة الفترة الانتقالية و مع اقتراب موعد التوقيع على الاتفاق الاطاري تعرض المستر فولكر الي هجوم كاسحا من جانب الاسلاميين و في اعقاب اندلاع الحرب الحالية ما بين الجيش والدعم السريع تصاعد استهداف المستر فولكر والحرب الحالية كان الهدف منها منع الانتقال إلى دولة مدنية واجه المستر فولكر مضايقات من جانب الحكومة الانقلابية بقيادة الجنرال البرهان و الذي قاد انقلاب عسكري ضد حكومة الثورة وكنوع من الحروب النفسية طالب البرهان من الامين العام للامم المتحدة باستبدال المستر فولكر بشخصية اخري و قد وجد طلب البرهان حينها اعتراض و رفض وادانة من جانب الامين العام و مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية و التي ساندت مقترح تمديد مهام بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) بقيادة فولكر لفترة ستة أشهر اخري و رغم ذلك لم يتمكن المستر فولكر من الدخول إلى السودان بعد ما غادرها لاجل تقديم تقرير الي مجلس الامن الدولي حول الاوضاع في السودان ربما تكون من ضمن اسباب استقالة المستر فولكر هي تلك التهديدات بالقتل التي تعرض لها مما جعله لا يشعر بالراحة النفسية وفقد القدرة علي استغلال خبراته لمساعدة السودان علي الانتقال إلى حكم ديمقراطي و عبر موقع 𝘄𝘄𝘄.𝗮𝗹𝘁𝗮𝗴𝗵𝘆𝗲𝗲𝗿.𝗶𝗻𝗳𝗼 و بتاريخ 14/03/2023 قال رئيس البعثة الأممية المتكاملة لدعم الانتقال، فولكر بيرتس، إنه تلقى تهديدات بالقتل عبر البريد الالكتروني و بتاربخ 12/04/2023 · اعبَّرت الأمم المتحدة -الثلاثاء- عن قلقها بشأن تهديد مبعوثها الخاص في السودان فولكر بيرتيس علنيا بالقتل، وطالبت الخرطومَ بفتح تحقيق في الحادثة ربما تكون تلك هي الاسباب الحقيقية التي جعلته يقدم استقالته من منصبه الي الامين العام للامم المتحدة المستر غوتيريش
والان وقد صار المستر فولكر شي من الماضي و بلا شك سوف تكون مهمة من يخلفه ليست بالسهلة الا بعد اتضاح الرؤية السياسية وفق قراءة الاحداث الجارية في السودان و لن يحتاج المبعوث الدولي الجديد الي جهد كبير في معرفة من الجهات التي تعرقل عملية الانتقال في السودان وتعارض اقامة حكم مدني يجب ان تكون الشخصية البديلة للمستر فلوكر قوية و لا تعرف الخوف من من جانب اعداء الثورة بالسودان وان يعمل علي كتابة تقرير دولي عنهم حتي يعرف المجتمع الدولي من تلك الجهة التي تسببت في اشعال البلاد بنار الحرب و كشف الجهات المعنية بتعطيل التوقيع النهائي للاتفاق الاطاري مع التوصية علي تصنيف الحركة الاسلامية في السودان علي انها تنظيم ارهابي يهدد السلم الاجتماعي والسياسي في السودان و المنطقة العربية والافريقية خاصة وانها تملك جناح عسكري ( كتيبة البراء بن مالك ) التي تقاتل الان في الحرب الدائرة الان بالبلاد
شخصية المستر فولكر مسالمة و لا ترغب في خوض معارك انصرافية مع فلول النظام و يعاب على المستر فولكر صمته عن الانتهاكات الجسيمة التي لحقت بالعديد من السودانيين جراء الحرب الحالية الدائرة الان خاصة استهداف المدنيين في اماكن لم تشهد مظاهر للقتال وكانت ابرزها استهداف اسواق شعبية في الخرطوم و شرق النيل و نيالا وقصف منازل في ام درمان لم يسلم السيد فولكر من المضايقات حتي في داخل مبني مجلس الامن عندما اعترض مندوب السودان علي مشاركته ضمن احد الجلسات الخاصة وهذا دليل علي ضعف المستر فولكر الذي كان ينبغي عليه تحدي ذلك الاعتراض وتقديم تقرير شامل يتضمن كشف الجهات التي تعرقل مسيرة الانتقال بالسودان وذلك يتضح منذ قيام الناظر القبلي محمد الامين ترك بشرق السودان باغلاق الطرق القومية الواصلة ما بين انحاء البلاد مع ميناء بورتسودان علي ساحل البحر الأحمر اضافة الى تهديدات ازلام النظام السابق باغراق البلاد في مستنقع الحرب والفوضي في حال التوقيع على الاتفاق الاطاري ومرور بانقلاب الخامس والعشرين 2021م وهناك الكثير من الاحداث التي لم يتطرق اليها المستر فولكر خلال تقاريره السابقة امام مجلس الامن الدولي
اتوقع ان يكون المبعوث الجديد بالسودان اكثر شراسة علي مجابهة التحديات والعمل على مساعدة الشعب السوداني علي تحقيق حلمه في اقامة دولة مدنية ديمقراطية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
علاء الدين محمد ابكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست