عند بداية هذه الحرب الحالية كنت قد كتبت مقال حمل هذا العنوان ( تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية خلقت تحالف امريكي واقليمي و سوداني محلي ضد الدعم السريع ) و باعتقاد واشنطن ان الحرب علي الدعم السريع تعتبر امتداد لحربها ضد روسيا التي قامت بغزو جارتها اوكرانيا بسبب نوايا حلف شمال الأطلسي بضمها و ذلك ما ترفضه روسيا التي تعتبره مهدد مباشر لها اذا بالتالي فان العالم يعيش على واقع تداعيات هذه الأزمة العالمية والسودان جزء منها و لدول اقليمية مصالح في التدخل في الحرب السودانية مثل جمهورية مصر العربية والتي تريد نظام موالي لها في السودانلا يبحث في المستقبل عن مصير منطقة مثلث حلايب وشلاتين المحتلة و بالطبع فان قوات الدعم السريع تعتبر خصمها اللدود خاصة بعد اعتراضها على تواجد قواتها الجوية في قاعدة مطار مدينة مروي بشمال السودان و قد كانت الشرارة الأولى التي اندلعت علي اثرها الحرب الحالية
الولايات المتحدة عبر خزانتها المالية فرضت عقوبات اقتصادية علي قائد ثاني قوات الدعم السريع الجنرال عبد الرحيم حمدان دقلو و اذا سلمنا بصحة الاتهامات الموجهة إليه فلماذا لم تشمل العقوبات عناصر النظام البائد الذين اعترفوا بانهم لن يهدأ لهم بال الا باشعال البلاد بالحرب في حالة توقيع الاتفاق الاطاري الذي كان سوف يضمن انتقال السلطة الي المدنيين فالعدل اذا يقول يجب ادراج هولاء ضمن العقوبات الاقتصادية الامريكية بالاضافة الي الجنرال البرهان الذي انقلب على الحكومة المدنية التي اتت بعد ثورة ديسمبر التي اطاحت بنظام الاسلاميين و لماذا صمتت الولايات المتحدة الأمريكية عن انتهاك حقوق الثوار عندما تم فض الاعتصام الشهير امام قيادة الجيش في الثالث من يونيو 2019م وغيرها من حالات القتل التي وقعت بحق المتظاهرين الذين خرجوا ضد الجنرال البرهان عقب انقلابه العسكري علي حكومة الثورة في الخامس والعشرين من اكتوبر 2021م
يجب تقبل الحقيقة وهي ان الولايات المتحدة لا تريد الخير للسودان ولن تساعده علي ايقاف الحرب والتي لن تتوقف الا عبر تفوق احد طرفي الصراع علي الاخر و هذا ما تريده الولايات المتحدة و التي عندما تدخلت في العام 2002م في الحرب الاهلية السودانية قانون فرضه مجلسها التشريعي ( الكونغرس ) و الذي حمل مسمي (قانون سلام السودان) و الذي تتضمن فرض عقوبات علي كلا الطرفين (الحركة الشعبية لتحرير السودان ونظام المخلوع البشير) في حال عدم التوصل الي اتفاق سلام بينهم في غضون العام 2004م مما قاد الي ميلاد اتفاق هش لم يساعد علي الحفاظ على وحدة البلاد فكان نتيجة ذلك ان فقد السودان نصفه الجنوبي بالانفصال بعد ما مارست المحكمة الجنائية الدولية ابتزاز علي الرئيس المعزول عمر البشير الذي وجهت إليه اتهامات بالابادة الجماعية في اقليم دارفور وقد اعتقد الرئيس المعزول عمر البشير انذاك ان بتمريره انفصال جنوب السودان سوف يضمن له عدم الملاحقة القضائية الدولية و هذا ما لم يحدث و لن يحدث اذا بالتالي من يظن الخير في الولايات المتحدة الأمريكية عليه بمراجعة نفسه عند طبيب الامراض النفسية فالرهان عليها خسارة و بكل اسف هناك من يظن ان الخير يكون بنيل رضاء (البيت الأبيض) و الذي في حقيقته بيت قذر خرجت منه علي مر السنين العديد من القرارات التي دمرت الكثير من شعوب الأرض ان الولايات المتحدة نموذج للدولة الانانية التي تنظر الي مصالحها الخاصة وحماية حلفاءها المقربين ولو ارتكبوا افظع الجرائم و امريكا لا تحترم الا الدول القوية التي تعلن عن اعتمادها علي نفسها والصين خير مثال لتلك الدول التي تصدت لخططها واجبرتها علي ان تكون المصدر الاول لبضائعها التي اصبحت تغزو السوق الأمريكي رغم ذلك حاولت الولايات المتحدة تشويه صورة الصين من خلال ادعاءها بانها تنتهك حقوق الانسان و من يسمع ذلك يظن ان امريكا لم ترتكب في تاريخها جرائم كانت وصمة عار على جبين الإنسانية فهناك سجلات لا تحصي من الفظائع في اليابان و فيتنام و العراق و افغانستان و مساندة الانظمة الدكتاتورية التي تسبح بحمدها وتدور في فلكها ومحاربة الشعب الفلسطيني وعدم الاعتراف بحقه في الاستقلال الوطني
ان امريكا لا عهد لها و يمكنها بكل بساطة ان تتخلص من اقرب حلفاءها متي ما توفر لها البديل الناجح او حتي يمكنها ان تترك البلاد التي تريد التخلي عنها لتقع في ظل الفوضي الخلاقة او تتركها بيد خصومها لممارسة الابتزاز السياسي معها في المستقبل
اذا علي الشعوب الحرة ان تدرك مخاطر الولايات المتحدة فهي مثل الشيطان الرجيم البعد عنها خير والقرب منها شر و السودان لن يستفيد منها شي و الحل في يد السودانيين بالعمل علي اجتثاث عملاء الولايات المتحدة الامريكية علي غرار ما قامت به الدول الافريقية بطرد فرنسا التي كانت تسرق ثرواتهم وهم بذلك اعادوا الي بلدانهم استقلالها الكامل الغير منقوص السيادة
قال ونستون تشرشل لديك اعداء؟ عظيم ... هذا يعني انك في أحد الايام وقفت مدافعا عن شيء ما -
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
علاء الدين محمد ابكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست