يقول الأديب الروسي الكبير ليو تولستوي "في الحرب لا يوجد منتصر فالجميع خاسر. فإن لم تخسر راسك خسرت مالك و ان لم تخسر مالك خسرت راحتك و ان لم تخسر راحتك خسرت انسانيتك. و ان لم تشعر بانك فقدت شيئ تأكد حينها يا صديقي انك فقدت عقلك ."
مع إقتراب نصف العام من العذاب والمعاناة، ومقتل واصابة الالاف ونزوح ملايين السودانين من سكان الخرطوم و المدن الملتهبة جراء هذه الحرب اللعينة وما اسفر عنها من تدمير المنازل والبنية التحتية وانهيار النظام الصحي بالبلاد ، ورغم كل هذه المأساة وبعد أن أتضح جليا لكل الطرفان المتقاتلان بأن كلفة الحل العسكري باهظةجدا على عكس ما كانا يعتقدان ، وانه حل عقيم عجز عن انجاز المطلوب طوال هذه المدة وهو الأمر الذي ينادي به على الدوام دعاة إيقاف الحرب من قوي الحرية والتغيير إلا أن الجنرالين ما يزالين ماضيين في غيهما ولم يهتديا بعد إلى وقف اطلاق النار، والتفكير في وسيلة اخرى غير الحرب بتكاليفها الباهظة وإيجاد للحلول بوسائل أخرى غير هذه الحرب التي لم يخسر فيها سوى المدنيون العزل الراغبون في بناء دولة مدنية ديموقراطية بعد أن تنادوا بذلك من خلال ثورتهم من أجل الحرية والسلام والعدالة ولكنهم لم يمنحوهم سوى الموت والخراب والبؤس الذي نراه الان.
لا يهتم الطرفان المتحاربان بحياة الشعب السوداني ولا بأمنه ولا بتأسيس الدولة التي يحلم بها ، وسيمضيان في جنونهما حتى النهاية. ما لم يضغط الجميع عليهما محلياً قبل كل شيء ومن ثم اقليمياً ودولياً من أجل وقف هذا العبث والموت المجاني المستمر والوقوف مع قوى الحرية والتغيير " المجلس المركزي " التي تمثل ضمير ثورة ديسمبر السياسي الحي والموضوعي وعدم ترك الأمور لادعياء الحرب ومشعليها من مجموعات النظام البائد والمؤتمر الوطني الذين يطمحون إلى العودة إلى كراسي الحكم عبر إشعال الحرب لقطع الطريق على الانتقال الديمقراطي وتفكيك قبضتهم على القوات الأمنية ، وقد مضو لتحقيق بكل السبل الغير أخلاقية وفي استثمار هذا الحرب لتأجيج الكراهية والتحريض اجتماعيا في جغرافيا الحرب العاصمية وبامتداد الوسط والشمال النيلي والشرق في سياق الاستقطابات الجهوية الحادة و وتوسيع هوة الشروخ العميقة وهم يقصدون تقطيع الوجدان الوطني وتمزيق النسيج الاجتماعي والسلم الاهلي .
وبما أنهم نجحوا فى تحقيق العديد من هذه الأمور حتى الآن باشعال هذه الحرب وبهيمنتهم على العقول القابلة للابتزاز الوطني والديني والسياسي والفكري و هذا أمر متوقع من عصابات الفلول الاجرامية إلا أن اكثر ما يؤسف له موقف بعض الليبراليين والاشتراكيين في الاشتراك معهم في الجريمة بتمرير اكبر عملية ابتزاز سياسي على الجماهير معتمدين على ذلك بنظرية تبدو في ظاهرها متماسكة ولكنها مليئة بالاختلالات ، المتمثلة ( بأحتكار العنف للدولة) ونحن إذ نتفق مع هذا المبدأ ولكن نختلف معه في التفسير، فهؤلاء يزعمون أن هزيمة الجيش تعني تفكك الدولة وهجرة العقول وسيولة الأمن لذلك يطالبون باستمرار الحرب وهذا خلل كبير وفق المعطيات الموجودة ، فهزيمة الجيش الحقيقية هي في إستمرار الحرب لأنها تستمر في إضعافه ونحن عندما نطالب بوقف الحرب فإننا نحمي الجيش من الهزيمة ومن الإضعاف. على الرغم وجود منتقدين لقوي الحرية والتغير من قطاع عريض يرى ضعف تجربتهم ويناصبهم العداء جراء بعض الممارسات والأخطاء التي قاموا بها إلا أننا نجد وأنهم قد اصطفو من دون وعي منهم في حملة مدفوعة ومصروف عليها من التنظيم المتاسلم تقوم بنسج الاكاذيب واثارة غبار كثيف يود صرف النظر عن تجربة الثلاثين سنة الاكثر انتهاكا لتجربة انتهاكاتها اقل .
ليس من المعقولية القيام بهذا وعلى الجميع بأن يعي بأنه ليس هناك من سبب مهما علا الصراخ يمكن ان يلغي تجربة قوى الحرية والتغيير بكل حسناتها وسيئاتها ومحاولة طردهم من المشهد السياسي لانه ليس من المعقولية ايضا بان يطالب القاتل بمحاصرة المتقاعس عن رد حقوق من قام بقتلهم .
لذلك يبقى ضرورة تكاتف الجميع لدعم جهود قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي الداعي لإنهاء الحرب ووقف الدمار وأنها تعدد الجيوش وإخراج الأجهزة النظامية من السياسة ، لأن ايقاف هذه الحرب بأى ثمن أقل تكلفة من آثارها وويلاتها وأن نتفق جمميعا في أن لا نقبل باستمراريتها received_1908706589413786.jpeg
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة