نمدح فوق رسلونا بطارا كتبه عبد الله علي إبراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-04-2024, 00:21 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-01-2023, 12:51 PM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 1981

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نمدح فوق رسلونا بطارا كتبه عبد الله علي إبراهيم

    12:51 PM September, 01 2023

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر





    (نشرت في الخرطوم 4-10-1988)
    في اعقاب إعلان دولة نميري الدينية قامت سلطات معتمدية الخرطوم بالتعاون مع جمعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خلال أكتوبر 1984 بملاحقة وطرد مداح النبي عليه أفضل الصلاة والسلام من حلقاتهم بوسط الخرطوم. وهذه "الكشة" من شاكلة "العبارة" (وهي الأمر الشاذ) التي أزعجت حاج الماحي، عميد المداحين، حين أمره الأتراك بالكف عن مديح النبي. واستنكر حاج الماحي هذه "العبارة" لأنه قط:
    ماسِمِع في المديح إنكارا
    وواضح أن المعتمدية تبنت في "عبارتها" أو كشتها هذه مفهوماً شرعياً أغبش سائداً يحرم الغناء وبستقبح جملة ممارسات فنية وجمالية بما في ذلك الشعر. وحين نظر المستشرقون إلى إزدهار الغناء والفن والشعر في الحضارة الإسلامية على تحريم، أو تقبيح، الإسلام لها خَلِصوا إلى أن تلك الفنون إنما أوجدت نفسها برغم الإسلام. وهذه نتيجة ظالمة وخاطئة تصور الإسلام وكأنه لفحة سموم صحراوية لا موضع فيها لحس بالجمال أو لإشباعه. وكان ميسوراً للمعتمدية "في هذا الدين اليسر" أن تختار مفهوماً موازياً (إن لم يكن قوياً) يجيز الغناء ويستند إلى حديث المصطفى الذي سأل فيه بنات حي من العرب أن يتقن غناءهن.
    ظنت الجمهرة من الناس أن في اختلاف التقاليد الإسلامية حول الغناء والشعر والتصوير اضطراباً لا يليق بعقيدة دينية. ولذا مالوا، أو حُمِلوا، لاعتماد وجهة التحريم لأنها الأقوى مركزاً. ولو استشارت هذه الجمهرة النظريات الثقافية المستحدثة لصح عندها أن مثل هذا الخلاف رحمة مثل قولنا إختلاف العلماء رحمة. فهو مما يشير إلى أن الثقافة الإسلامية لم تخضع لأحكام جامعة مانعة وإنما لتباين في وجهات النظر حول المسائل. فهي ثقافة تراوح بين من يحرم الغناء ومن يحلله، ومن يعجب بالشعر ومن يستقبحه، وبين مبغض للتظرف وبين ممارس له. فديناميكية أي ثقافة (فعلها في المجتمع) لا تقوم على أحكام قاطعة متفق عليها وإنما نطاح وجهات نظر قد يكون فيها الغالب والضعيف وكلها راغبة في أن تصبح أحكاماً مطلقة وتقصر دون ذلك بسبب المراوحات.
    أشد أنواع الظلم فتكاً أن نغني بالفن ونلعن الفنان. فالمديح يحظى الآن بمعجبين غير قليلين ولكن يغيب عنا الاضطهاد التاريخي والاجتماعي الواقع على المداحين منذ إبتداء أمرهم حتى كشة المعتمدية على حلقات المديح. وودت لو جدد الأستاذ الطيب محمد الطيب* نشر كلمته عن المداحين التي ظهرت بجريدة الأيام في النصف الأول من 1974 لأنها أول ما فتح نظري لعلم اجتماع المادح. فالمادح عندنا مرادف للشحاذ والمتبطل والخليع. وقد كرهه الكارهون لمظاهر الهندمة فيه والتي هي زينة الفنان. وكرهوه للرقص (ويسميه المداحون "العسكرة" طلباً للخشونة ربما) المصاحب لأداء المداحين. وكرهوه للأدوات الموسيقية التي تعينه على الأداء. فالمادح عندنا إما شيء زائد أو متهم.
    وأدى هذا الاضطهاد الاجتماعي بالمداحين إلى تبني خطتين دفاعيتين. فهم يُضَمِنون مديحهم فقرات يحاولون الرد فيها على كارهيهم وتحسين صورتهم مثل قول المادح ود شبو: "أعوام الخلوق سابانا". والخطة الأخرى هي إذاعتهم لفقه مهني خاص بهم يقول إن الناس تبعث عرايا يوم القيامة ما عدا المؤذن والمادح الذي يقوم لابساً جلد طاره. إن اضطرار المادحين لإنشاء هذا "المديح في المديح" وإدخال أنفسهم في ماثرة يوم البعث العظيم لمؤشر على مدى الاضطهاد الذي يلقونه.
    في القانون الجنائي المطروح (في 1984) مواد تقيد الممارسات الفنية بموافقة الشرع. وهذا عدوان كبير محتمل على المادحين قياساً على ما رأينا من كشة معتمدية الخرطوم وجماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وسيحتاج المداحون والفنانون إلى شذى من كبرياء حاج الماحي في القبض على جمر الورع والفن. فحين منع الترك حاج الماحي من المديح استغرب هذه "العبارة" وتحداها قائلاً:
    حتى إن كان تفور باقدارا
    نمدح فوق رسولنا بطارا
    إن كان أخشى أخلي الطارا
    عقبان اسم ابويا خسارا
    وسيحتاج المادح إلى تضامن أصيل من جمهورهم لرد الكيد عنهم وشل يد عاطلي الذوق. وللجمهور في الشائب الذي روى عنه بابكر بدري أسوة حسنة. فقد كان الشائب يختلف إلى حلقات المديح فينجذب "ويعسكر". فقرر أبناؤه منعه من ذلك وإلا طلقوا أمهم منه. فلما جاء المادح إلى القرية ونقر طاره اندفع الشائب إلى حلقة المديح قائلاً: "دابو جاكم البطلق أمكم"
    ليكن للمديح هذا البطر في مؤديه وهذا الأسر على جمهوره في محنة المادحين القادمة.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de