*كشف مسؤول سابق بمجلس الامن القومي الامريكي لقناة الجزيرة ان الحرب الحالية في السودان لن تنتهي الا بانتصار احد طرفي الصراع وفرض رؤيته الخاصة وهذا يعني اطالة امد الحرب ما بين قوات الدعم السريع والجيش في ظل استعداد كلا الطرفين لحرب يعلم الله وحده متي تتوقف وكل يوم يتعقد المشهد السياسي السوداني بتدخل اطراف خارجية تبحث عن مصالحها الخاصة في انتهاك لوصف مجلس الامن الدولي للحالة السودانية علي انها شأن داخلي بالتالي مادام وصل امر السودان الي المجتمع الدولي لا ينبغي لطرف آخر من دس انفه بالانحياز إلى طرف دون الاخر فان ذلك سوف يعطي الطرف الاخر مبرر للبحث عن حلفاء*
*ان جمهورية مصر العربية لن تكون صالحة للعب دور الوسيط بين طرفي الصراع السوداني بسبب انها تحتل جزء من التراب الوطني السوداني (مثلث حلايب) ولا حتي اثيوبيا التي تتنازع مع السودان في اجزاء من حدوده الشرقية في منطقة (الفشقة) و غموض موقفها حول سد النهضة الذي اقيم على ارض كانت بموجب اتفاقية 1902م جزء من التراب الوطني السوداني*
*ان بحث قائد الجيش الجنرال البرهان امر السودان مع دول الجوار امر لا فائدة منه ولو كان حقا يرغب فى ايقاف الحرب فان منبر جدة المقام برعاية سعودية امريكية هو الانسب باعتبار ان البلدين ليس لهم اطماع مباشرة في السودان في الوقت الحالي ،و بالامس طرح الجنرال محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع رؤية جديدة للمشهد السياسي السوداني ويمكن لها ان تدرج ضمن منبر جدة الذي وجد دعم من مجموعة دول شرق ووسط افريقيا (الايقاد ) الذي ألمح إلى امكانية استخدام القوة العسكرية ضد طرفي الصراع عبر قوات ( ايساف) لحماية المدنيين و توزيع المواد الغذائية والدوائية ، اذا بالتالي ان حل المسالة السودانية يجب ان يبعد عن اجندة الدول الطامعة في السودان*
*ان العقبة الوحيدة التي تقف سوف امام اي توصل إلى حلول تقود الي ايقاف الحرب في السودان هي الحركة الاسلامية التي تنظر إلى ثورة ديسمبر علي انها خصم عنيد يجب القضاء عليه و قد اتضح للجميع مشاركة عناصر الاسلاميين ( كتيبة البراء) المتطرفة في هذه الحرب فهولاء لن يقبلوا بايقاف الحرب في السودان الا بانتصارهم علي الدعم السريع و من ثم يعملون على الانتقام من كل الثوار ومطاردة اعضاء قوي الحرية والتغير بانشاء اجهزة امنية قمعية تعيد ارجاع عقارب الساعة الي ما قبل الحادي عشر من ابريل 2019م تاريخ سقوط الرئيس المخلوع عمر البشير وبعدها سوف يعلن قائد الجيش الجنرال البرهان عن فترة انتقالية جديدة تضم الاسلاميين المتطرفين ومن تحالف معهم من السياسيين الانتهازيين بتشكيل حكومة موقتة تعمل الي عقد انتخابات رمزية تنتهي بانتخاب شخصية اسلامية من الجيل الخامس لا تكون معروفة للناس علي انها تنتمي الى التيار الاسلامي ذلك هو مخطط الاسلاميين في السودان و بالنسبة إلى سيناريو الاطراف الاخري (قحت و الاحزاب السياسية الاخري) فانها قد تعيد انتاج تجربة التجمع الوطني الديمقراطي الذي تشكل في العام 1990م عقب انقلاب الحركة الاسلامية علي حكومة الراحل الامام الصادق المهدي فقد ضم كافة الاحزاب السياسية المعارضة لنظام الرئيس السابق البشير و بعد ذلك اتخذت من العمل المسلح كنوع من انواع المقاومة لاجل اسقاط النظام وقد تحالفت مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الراحل دكتور جون قرنق و بالفعل قامت بعمليات عسكرية مشتركة في شرق السودان بالتالي اذا مضي سيناريو الاسلامين كما هو مخطط له فان الاحزاب السياسية الحالية لا يستبعد في اعادة تكرار ما قامت به في الماضي وذلك بالاعلان عن قيام جبهة او اي شكل من اشكال التحالفات ليضم المكونات المدنية والعسكرية ابرزها (قحت والأحزاب الاخري اضافة الي الدعم السريع و الحركة الشعبية بقيادة الجنرال عبد العزيز الحلو وحركة جيش تحرير السودان بقيادة الاستاذ عبد الواحد محمد نور وبقية الحركات المسلحة ) علي غرار تجربة الجبهة الثورية حينها سوف تشتد المعارك بين الطرفين ويكون المواطن البسيط هو الضحية و ربما يعيش السودان للفترة القادمة حالة الا سلم والا حرب*
*و بضغط من الاسلاميين لن يقبل الجنرال البرهان بقبول اي اتفاق يقود إلى تسليم السلطة الي المدنيين (ثوار ديسمبر ) فان حدث فهو يعني تحرير شهادة وفاة الحركة الاسلامية خاصة وان لجنة ازالة التمكين التي تعتبر بمثابة ( بعبع) الإسلاميين الذي اقلق مضاجعهم وفي حال رجوعها فان لجنة ازالة التمكين لن تقبل الا بمواصلة عملها السابق باجتثاث نظام الثلاثين من يونيو 1989م سياسيا واقتصاديا وثقافيا اضافة الى استئناف محاكمات رموز النظام البائد وهيكلة الجيش والشرطة والاجهزة الامنية والقضاء و حتي لا يحدث ذلك فان الحركة الاسلامية علي استعداد علي محاربة الجميع فهذه الحرب تعني لهم الكثير فالمنتصر فيها سوف يذهب الي القصر رئيسا و الخاسر سوف يذهب الي المشنقة لذلك فان الموظف الامريكي السابق في مجلس الامن القومي الامريكي استند على ماضي و حاضر السودان في وصف مستقبله الذي لا يبشر بالخير في ظل انتشار الجيوش والاسلحة بين الفرقاء السياسيين السودانيين خاصة في ظل تمسك كل طرف بموقفه فالاسلاميين ضد اي ايقاف للحرب الا بانتصارهم او قبولهم سياسياً ضمن الفترة القادمة وبالمقابل لن يقبل الثوار بالاسلاميين كشركاء لهم في ثورة ديسمبر التي قامت في الاساس ضد الاسلاميين اذا بالتالي علي الشعب السوداني الاستعداد لمواجهة المزيد من المتاعب في الفترة القادمة من قتال ونزوح داخلي وخارجي و تشريد وجوع كان الله في عون هولاء المساكين خاصة وان العالم لا يحفل بهم ولن يفكر حتي في مدهم بالمواد الغذائية والأدوية فالعالم بقيادة الدول الغربية يهتم فقط بأوكرانيا و العالم العربي اصبح منقسم على نفسه وجامعة الدول العربية اصبحت بلا معني و الاتحاد الافريقي اضعف من ان يحمي نفسه دع عنك حمايتة للآخرين*
*لك الله يا شعب السودان ليحفظك الرب وينزل عليك رحمته انك سميع مجيب الدعاء*
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
علاء الدين محمد ابكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست