قصتنا بطلها الدكتور خليل ابراهيم.. نزل هذا الرجل في غرب ام درمان فعند مروره في الثالثة صباحاً، وجد شيخاً عجوزاً، فسأله عن سبب عدم نومه في هذا الوقت المتأخر..
فاجابه الرجل : بنتظر الموية لأنها ما بتجي إلا في هذا الوقت فأقوم بملء هذه البرميل ليعينني في البنيان.
اعتذر له دكتور خليل ثم قال له والله ما عندنا حاجة نساعدك بيها فدي حاجة بسيطة، فأعطاه مبلغاً من المال..
ذهب الرجل في صباح اليوم التالي الي احد اقرباءه التاجر بسوق امدرمان ليخبره بأمر العملة الاجنبية، فأخبره بأنها مبلغ خمسمائة دولار امريكي، فحكى له قصة الرجل الذي اعطاه اياها، و وصفه، فقال له انه الدكتور خليل ابراهيم..
لم اشك في هذه الرواية ابداً و دليلي ان احد المقربين من الدكتور خليل ابراهيم اجزم لي بأنهم عكفوا لثلاثة اشهر ليلاً، و نهاراً، للحديث مع الجنود عن إحترام المواطنين، و الحفاظ علي ممتلكاتهم، و ارواحهم، و حقوق الإنسان..
نعم صدقت هذه الرواية، و بصمت عليها بالعشرة عندما اخبرني كل من كان شاهداً علي دخول قوات الدكتور خليل الي امدرمان، و كيف كان سلوك هؤلاء المقاتلين، برغم الجوع، و العطش، بعد ان قطعوا رحلة تزيد عن الالف كيلومتر، التي إنتهت بمعركة الكل يعلمها!
نعم الرجال، و نعم القائد..
تملأنا الحسرة، و الندم عندما ننظر الي حاضرنا، و ما وصلنا له من محطات اسيفة، حيث تُستباح الخرطوم، و حرمات الشعب السوداني في ماله، و شرفه، و عرضه من اوباش الارض، و مطاريد الصحراء.
قصص الرجال تجعلنا نشتاق الي حربهم، و إن ظللنا تحت سيوفها لألف سنة..
لابد لنا ان نمحص التاريخ، و ان لا نصيغه حسب هوانا، و ما يرضي امراضنا النفسية..
إختلفنا او إتفقنا مع من صنعوا الماضي، و التاريخ، فلابد من ان تروى الحقيقة كما هي، لتكون رصيد في ذاكرة الامة، و إرث يستند إليه الحاضر، لنبني المستقبل، لأن التاريخ هو اساس ايّ حضارة، لأن اصل الاشياء ليس العدم.
كسرة..
الدكتور خليل ابراهيم ما قال لجنوده.. عمارات شيلوها ما تدمروها..
شفتو خيبتنا دي كيف؟
بقينا بين الجنجويد، و خائبين الرجاء..
الله المستعان..
شاهد الفيديو اول تعليق لتتعرف علي شكل المستقبل الذي ينتظرنا..و قاع الجحيم الذي سنهوى إليه..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة