الشاهد ان هناك حملة كبيرة ومنظمة وبها اطراف دولية لبتر دارفور ويعود التخطيط لهذا المشروع منذ التسيعينات من هذا القرن بدأوا بتعديل حدود اقليم دارفور وبتروا كل الحدود البرية بين مصر ودارفور وبتعديل الجديد حرمان دارفور من الحدود المصرية المشتركة كما اوجدت حدود جديدة مشتركة بين الشمالية وليبيا بينما لا توجد حدود بين الشمالية و ليبيا في السابق. فقد كان ذلك مثار الشك والريبة لان ليس هناك سببا واحدا يكون مقنعا في تعديل حدود الداخلية للاقاليم السودانية. وخاصة ليس هناك موانع للحركة والاستفادة من الحدود البرية الليبية اذا ارادوا. وجاء بعدها الحديث عن مثلث حمدي وهذه الدولة المفترضة تخلت عن الاقليم الغربية- وان لم يفصل حمدي حدودها ولكن واضح انها لم تشمل دارفور وان تطلب التضحية ببعض اجزاء من كردفان . بالرغم من اثارة الضجة في وقتها الا ان الامر لم يتم التفاعل السياسي حوله لان التنظيم الحاكم نفسه لم تتمكن من البدء في تسويق الفكرة اعلاميا لحساسيتها. بيد ان هناك الحقائق دفعت الاخوة الشمالين في تفكير بتر اقليم دارفور علي الاقل. اولي تلك المخاوف التي نقلها عبدالرحيم حسين ليوسف والي وزير الزراعة والرجل الثاني في حكومة مبارك في مصر ان المهددات التي تواجهه الشمالين في استمرار حكمهم هو جنوب السودان ودارفور لكونهما تشكل قوةً ديموغرافية زنجية يصعب مواجهتها عسكريا او ديموقراطيا وان استمرارنا في الحكم الان قائم علي تسويق الدين التي يمكن بها تخاطب الوجدان السوداني وذلك قد يكون لحين . وطمئن المصريين ان الراية الاسلام المرفوعة للاستهلاك المحلي لا يفترض ان ينزعجوا منها .وترك الخيار للمصريين اما التخلي من التمسك بوحدة السودان او تقبل مصر بزوال حكم حلفائها للابد. وبعد توقع الاتفاق مع الجنوب واستقبال الزعيم الجنوبي اكدت مخاوف حسين .ولكن المشكلة كانت تسير بشكل متسارع جدا بعد قيام الحرب في دارفور ووجود قرنق .فكانت هناك اطراف كثيرة منها محلية عربية وغربية تري ضرورة وقف هذه التطورات بالتخلص اولا من طموحات الزعيم الجنوبي وقد كان. واقتنع المصريون بضرورة فصل الجنوب لانقاذ حكومات الحلفاء.بيد ان المخاوف مازالت باقية ،بوجود دارفور ولذلك جاءت المساهمة العربية الواسعة لاعادة دارفور الي بيت الطاعة.. مع ذلك الوضع السياسي السوداني المتوقع لم يزيل مخاوف الشمالين لان فصل الجنوب تمت بترتيبات علي عجل ،عالجت مخاوف عدة اطراف منها دولية الا المخاوف السودانية.لان السودانين يعلمون ان مشكلة الجنوب كانت اثنية بامتياز ولكنها عولجت علي اساس ديني لارضاء الكنيسة .والا قيام دولتين لو تمت علي اساس المشكلة الحقيقية لكانت الخريطة مختلفة ولم يكن دارفور جزء من الشمال وذلك هو الوقت المناسب لبتر دارفور او اجزاء منها . وظلت المشكلة باقية في الجزء المتبقي من السودان عبرت عنها حرب دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق والاحزمة السوداء في الخرطوم التي تشكل ثلثي سكان الخرطوم او اكثر فضلا عن توزيعهم في الاقليم الاخري وخاصة الشرق والجزيرة . فالخرطوم تري ان مشكلة جنوب كردفان لم تكن معقدة لان لدي النوبة الرغبة في تقرير المصير اذا دعت الضرورة وبحدوده المعلومة ،ولذلك يمكن التخلص منها في اي وقت . اما دارفور فان عملية البتر تحتاج لعمل شاق منها اعمال عسكرية وسياسية ومساعدة دولية نوعية اولها اقناع الشعوب السودانية الاخري متاعب بقاء دارفور ضمن حدود السودان . كما تراه دعاة الفصل وبالطبع لا يوجد حزب يستطيع تبني علنا فصل دارفور مع ان المعروف القائمين بالامر الان قواعد الحزب الاتحادي هي نفسها قاعدة للمؤتمر الوطني وهم الشمالين . ولكن المشكلة الكبيرة التي تواجههم لا يستطيعون طرح فكرة فصل دارفور لان ذلك نموذجا سياسيا غير مسبوق في التاريخ علي الاطلاق ،وقد كان يمكن فصل بعض الاقليم بناء علي رغبة اهلها اما طرد احدي الاقليم لو حدث ذلك سوف سيكون السابقة الاولي في التاريخ السياسي. نعم الترتيبات العسكرية تمت قضت بتدمير دارفور واستهداف كل المواطنين بسياسة الارض المحروقة والغرض من ذلك ، اما اعادة دارفور الي بين الطاعة للابد او دفعهم للانفصال وفي تقديرهم ان الذي تم كان كافيا ان يجعل اهل دارفور لا يتمسكون في البقاء كجزء من السودان .، اما العمل السياسي هو تهيئة الشعوب السودانية بفكرة شرور اهل دارفور والمتاعب التي تواجهه السودان من تكاليف فاتورة الحروب التي لا تتوقف . التي كانت سبب تخلف السودان كما يقولونه اليوم مع فقر الحجة حتي يخلقوا الرأي العام المناهض لاهل دارفور ويتم طرد اهل دارفور اينما كانوا حالما تم فصل دارفور. لان اهل دارفور في الإقاليم السودانية اخري اكثر من الشمالين انفسهم ولربما بذات العدد الموجدين في دارفور او اكثر . وترك هذا الجانب لتنظيم عرقي غير مرئي ما يعرف بدولة النهر والبحر تعبر عن نفسها كمنظمة مع العلم ان المنظمة سياسية تعني حزب في المصطلح .ولربما نشاهد قريبا ميلاد هذا الحزب يضم عدد من الكيانات تعبر عن تطلعات ذات الاعراق بداءا من فصل دارفور ،الان يعملون علي تسويق الفكرة بمساهمة المخابرات المصرية .اختصروا البتر لدارفور الان. لان المصريين محتاجين للثروة الحيوانيه من كردفان ولذلك يريدونها ضمن المثلث. بالرغم من ان مؤيدي هذا التنظيم يريدون استمرار الفتنة في دارفور لتسويق فكرةالاقليم المسرطن ومخابرات المصرية تنظر الي دارفور باعتبارها عائق الثاني بعد الجنوب في تطور العلاقات بين مصر والسودان . وخاصة ان الوعود التي يقدمه بعض اهل الشمال لمصر في الحقيقة مغرية للغاية. ولكن لابد من ازالة العوائق وخاصة حزب الامة الذي ظل العائق الاكبر وان تم ترويضه ولكن لضمان عدم بروز قيادة جديدة تري من الافضل بتر دارفور . والشاهد كلام من يعرف بالخبير الاستراتيجي المصري اللواء سمير فرج بالامس عندما قال (وجع كبير الأوضاع تدهور والسودان تعتبر العمق الاستراتيجي لمصر ودارفور بها الذهب واليورانيوم والبترول والثروة الحيوانية والثروة الزراعية وسيتم فصل دارفور عن السودان بسبب الأزمة الحالية) انتهي الاقتباس. وهذا بمثابة قرار مصري بدعوة كل حلفائها التخلص من دارفور لان سمير ليس هو الاول من يبكي علي موقع دارفور من الخريطة السودانية. كما ان قرار فصل دارفور بيد اهل دارفور .لا يوجد هناك من اهل دارفور من رافع راية الانفصال حتي الان . ليأتي البكاء من مصر .لان اهل الشرق هم الذين لوحوا بالانفصال اكثر من مرة ومع ذلك هناك من يري دارفور هو الاول من يستحق الفصل وهذا يحقق دعوة دولة البحر والنهر العلنية متطابقة مع الرأي المصري ولكن الافضل ان يأتي من افواه سفهاء القوم او خفافيش الظلام. لقول ما لا يستطيع قوله في ضوء الشمس.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة