في يوم كالح وقبل ان يطوى يوليو ٢٠٢٣ م صفحاته أسلم روحه لباريها بعد ان غرس في أجيال تراتبية علمه ومعرفته وبأرضها زرعا أخضرا متنوع ثماره .. خلال المهرجان الدولي للتمور نوفمبر ٢٠٢٢ كرمته جمعية فلاحة النخيل كمعلما ومزارعا .. نعم نامت بالامس مدينة الغابة التي يحتضنها النيل بأحد جنباته اليانعة بشمال السودان حزينة لان عباس كيجاب كان النخلة فاكهة الصحراء والغابة وكان الباحث فى الأصول والأنساب الاستاذ عبدالرحيم الشيخ محمد خير قد سجل بكتابه التوثيقي الفخم " الغابة والرجال " سيرة كيجاب المعلم والنخلة ..و أي شىء هي ؟!. أنها من النباتات ، المعمرة، المبروكة .. فهي أمكم او فلنقل (عمتكم ) كما إحتفى بها الأثر.. تنتشر ببقاع العالم.. بجزرالكنارى، المكسيك، الهند، باكستان، السعودية، إيران، العراق، السودان، مصر وتكثر فىالواحات شمال أفريقيا، و هي درة شمال السودان وحضنها الدافيء .. وبالغابة معقلأحفاد ثورة المزارعين الشهيرة أيام الإستعمار . وثمارها وغذاؤها و طعام البشرية منذ هزت (مريم البتول) جذعها فتساقط رطباجنيا- غنى بالسكريات والبروتين والمعادن وجذعها سقف البيوت ، جريدها وسعفها للسلال والأطباق ومستلزمات الحياة الريفية، و تزيين البيوت الراقية بالمدن. و يتزايد الاهتمام بالنخيل لوقف الزحف الصحراوى وكمصدات للرياح العاتية.. لأنها فارعة الطول تشم أعذب النسيم وأصفاه.. لتقول ها أنذا، وكذلك كان المرحوم طيب الذكر المعلم وايقونة الاستنارة وحامل الطورية عباس سلطان كيجاب الذي ودعتهالغابة بالامس وهو ذاته كان ، المحتفى به فى ظلال النخيل بقاعة الصداقة.. وكيف لا وشقيقه السباح العالمي كيجاب ارتبط بالنهر . وكانهما عقدا العزم ان يكونا رمزين للعطاء والحيوية فالفقيد عاشق النخلة (عباس كيجاب) جذوره ملوكية ضاربة فى أعماق الأرض والتاريخ. و ( الكيجاب) هو الحصان القوى الجموح، الذى لا يرضى الضيم و الهوان.. سيرته عامرة بجلائل الاعمال.. ميلاده كان بحلة أبكر 1943 فما أسعد( بت الإسيد) بمولده، وماأبرك ( السلطان) بقدومه.. تمرغ بتراب( مسيد حاج بلول) بالغابة.. تبر ولا تراب، ثم لمدرسة الغابة العربية( المصرية) عمل معلما.. إغترب بعلمه وثقافته للخرج السعودية حيث النخيل والمياه الرقراقة- ألم أقل لكم إنه كالنخلة عطاءا ورواء، حيثما حل وجد صنوه فى العطاء؟!.. إنها النخلة وإنه كيجاب.. ثم لمعهد بخت الرضا لتدريب المعلمين،منارة العلم والتربية فى الزمن الجميل.. لينداح كالعسل المصفى أو كالماء العذب الزلال فى كل أصقاع السودان معلما و مربيا تخرجت على يديه أجيال فى مهنة الأنبياء حتى إحدودب الظهر وإخشوشنت الأيدى، وترجل الفارس عن فرسه الجموح (الكيجاب).. ولم يجلس فى( الأرتيق) ليأكل ملاح( الأوريق)، لكنه أفلح الأرض.. بحديقة غناء جمع لها من كل بستان زهرة ومن كل بلد شجرة- من الإستوائية الباباي، ومنالبحر الأبيض المتوسط العنب والفراولة، ومن السافنا الهشاب، ومن الغابة المانجو بانواعها تسمع بافرعها للعصافير تسبح الخالق وتحمده وكان عضو فعال بجمعية (Sudanese Palm dates Society) فلاحة النخيل .. تأسست 2003م- لنشر الوعى لزراعتها وطرق تصنيعها..وهو كاتب بمجلة( النخيل) يرأس تحريرها بروف أحمد على قنيف، وزير الزراعة الأسبق. والمهرجان الدولي للتمور الذي كرمه تنظمه جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي- الأمارات، بالتعاون ووزارة الزراعة والغابات وجمعية فلاحة ورعاية النخيل كإحتفالية خضراء مثمرة مبتكرة وانً كانت يوم عرس هذا(السلطان) كيجاب وتكريمه من قبل هذه الجمعية فى ذلك المقام الدولي. فحوله تبارى حملة الاقلاموالأدباء والشعراء ،وفاء لسيرة معلم أعطى وطنه وأهله- واليوم تودع ذات الغابه عباس سلطان كيجاب الأديب الشاعر المعلم المزارع ..ونقتبس من ديوانه أبيات منقصيدة يصف فيها بلدته ( الغابة الخضراء) بلادى هنالك صوب الشمال.. كأسطورة من نسيج الخيال هنالك عشت ربيع الحياة..هنالك الصبا دافىء لا يزال في حين نعاه بقصيدة معبرة تلميذه عبداللطيف محمد الامين من جبرونا احدى جارات الغابة الصدوقة عباسُ .. عباسُ .. اذا احتدم الوغي ..والغابة غلبها صبر من كثرة العويل . من بين نخيلها خرج ثائراً .. بكل من أصول وجميل . الغابة ضجت انعامها .. واهتزت أشجارها ونخيل . عباس حان وقت فراقك .. أم عجلت من بيننا بالرحيل ؟؟ وخبر ساد بيننا .. أقدار نازلة في التنزيل . قماري أوقفت قوقايها .. وحمائم أوقفت اصوات وهديل . فراق استاذ بأنامل طبشيرة .. علم الطلاب جيل بعد جيل . رجال صدقوا الله ماعاهدوا .. . إلي جنات الخلد استاذنا .. مع رسولنا سابق الخلق وأمينه جبريل . * إلي جنات الخلد ورياحينها .. عمنا .. واستاذنا .. عباس كيجاب .. والعزاء متصل لاسرته ولصديقتي ابنته هناء أم عمر ولشقيقته احسانولقريبتي مشاعر القاضي وزوجها السباح كيجاب وللغابة والنخيل وصهيل الحصين . عواطف عبداللطيف [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة