السودان.. خطل المبادرات في تجاهل الاعتداءات كتبه د. ياسر محجوب الحسين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 05:14 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-15-2023, 02:14 AM

د. ياسر محجوب الحسين
<aد. ياسر محجوب الحسين
تاريخ التسجيل: 07-28-2018
مجموع المشاركات: 277

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السودان.. خطل المبادرات في تجاهل الاعتداءات كتبه د. ياسر محجوب الحسين

    02:14 AM July, 14 2023

    سودانيز اون لاين
    د. ياسر محجوب الحسين-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر



    أمواج ناعمة

    لو أن عصابة دموية هجمت هجمة غادرة على قرية كانت تبيت آمنة مطمئنة، ومضت فيها قتلا واغتصابا وترويعا ونهبا، ثم قبل أن يتمكن رجال القرية وصناديدها وفتيانها من رد الظلم والعدوان وإعادة الأمن والطمأنينة للقرية وسكانها والاقتصاص لهم ودحر المعتدين، يتدخل آخرون بعضهم بحسن نية وأكثرهم بسوء نية ويطلبون من الضحية وقف جهود صد العدوان والجلوس للتفاوض مع المعتدين، بما في ذلك الدخول في مساومات مجحفة تتغاضى عن جرائم المعتدي وشرعنة الهروب من العدالة. إن قمة الخذلان تجاهل أنات المغتصبات وصرخات الاطفال والثكالى والارامل وحسرات المنهوبين والقفز على كل هذه الآلام والانتهاكات وتجاهلها ومكافأة المليشيا المجرمة وانقاذها والدعوة لإيقاف الحرب (وعفا الله عما سلف)، فإن وافق الجيش على ذلك فإن الشعب السوداني المكلوم الذي يطأ الجمر لن يوافق أو يسامح مطلقا.
    اليوم تتداعى المبادرات الخارجية وتتزاحم للتوسط في الأزمة السودانية رافعة شعار (وقف الحرب)، ومساواة المعتدي بالمعتدى عليه ووصفهما بطرفي الصراع. هذه المبادرات تتجاهل أن يعطى كل ذي حق حقه، ليس كرامة من أحد بل لأنه حق انساني واجب، كما تتجاهل أنه عندما يتصدى أحد لأمر اعتداء أن يكون عادلاً، وأن أي فضاء يزدهر بوجود العدل، ويموت حين يغيب أو يغيّب، فحين يسود القانون يسود العدل، فلا أجمل من مكان يكون فيه القانون هو السلطة العليا، ويكون القانون سائداً فيه كي لا يظلم أحد.
    بعيدا عن سرديات العدالة والمثل والقيم التي يشوهها عالم الغاب والمصالح المتضاربة والنفاق السياسي، فإن الجيش السوداني حامي حمى البلاد لن يقبلوا خسارة مكاسبهم في الميدان ولن يبيعوا دماء شهدائهم بدون ثمن أو بثمن بخس، خيانة معلومة، ولن ينجوا من غضبة شعبية عارمة ضدهم. ميدانيا فقد كبد الجيش السوداني مليشيا الدعم السريع المعتدية خسائر فادحة في الأفراد والمعدات خلال جهود دحر العدوان على المواطنين والدولة، فقد بلغت أعداد قتلى وجرحى المعتدين أكثر من 46 ألف مقاتل، فضلا عن فقدانهم نحو 80‎ %‎ من معداتهم وتجهيزاتهم القتالية مع ملاحظة أن نقص الآليات دفع المليشيا إلى استخدام السيارات والدراجات النارية المسروقة من المواطنين في القتال. وحتى قائد المليشيا محمد حمدان دقلو الشهير بـ(حميدتي) والمتواري عن الأنظار لقرابة الشهرين، ترددت أنباء ومعلومات عن مقتله أو تعرضه لإصابة خطيرة، خضع على إثرها لعملية جراحية معقدة فهو في أحسن الأحوال حي لكن بدون قدرة على التعاطي مع الوضع الميداني. علاوة على ذلك فإن نحو نصف القوة المتبقية للمليشيا تتمركز في منازل المواطنين وقد استولت على أموال ضخمة من نهب البنوك والأسواق والمؤسسات العامة والخاصة.
    فكيف لمنتصر رد عن نفسه عدوانا جهيرا أن تفرض عليه مساومات مجحفة تتضمن عملية سياسية تعيد انتاج المعتدي وحلفائه السياسيين للمشهد السياسي السوداني وتكرار الفوضى والمماحكات السياسية لما قبل 15 ابريل يوم غدرت المليشيا بتحريض من حلفائها بالجيش فاندلع هذا القتال الدامي؟. ولعل تلك المبادرات والوساطات المتزاحمة على أبواب الخرطوم تمثل الأداة أو حصان طروادة لتسوية سياسية ظاهرها إيقاف الحرب وإعادة السلام وباطنها انقاذ مليشيا الدعم السريع من الهزيمة الماحقة ومنع الجيش من قطف ثمار انتصاره وتصحيح مسار الانتقال الديمقراطي على أسس عادلة تضمن اشراك جميع القوى السياسية السودانية ومنع نشوء فاشية مدنية أو دكتاتورية عسكرية.
    ومنذ تفجر الصراع في البلاد قبل 3 شهور ظهرت 4 مبادرات خارجية أي بمعدل مبادرة كل 3 أسابيع، بيد أن معظمها تحوم حول الحمى، وتغفل أن تضع إصبعها في الجرح فتمضي المليشيا ومؤيدوها ترتع في حرمات الناس فتأتي بما لم يأت به المغول والتتار. وقد أقرت أول مبادرة أكثر من 10 هدن قصيرة لوقف اطلاق النار تعرضت كلها للخرق وعدم الالتزام وبقيت المليشيا على موقفها من احتلال المستشفيات والمرافق الصحية بل زادت اعتداءاتها على المواطنين في فترات الهدن، بيد أن الوساطة لم تفشل في منع ذلك فحسب، بل حتى لم تستطع مجرد ادانتها وظلت تردد أن طرفا من الطرفين فعل وفعل. فأدى ذلك الموقف الضبابي إلى فشل المبادرة تماما. أما مبادرتا الاتحاد الإفريقي ودول مجموعة الايغاد فقد غرقتا في الانحياز الصارخ لجانب المليشيا المتمردة فقفزتا للتلويح بالتدخل العسكري وحظر الطيران ولم تستجب الايغاد لطلب الخرطوم بتغيير رئاسة كينيا للجنة الرابعة المكلفة بقيادة الوساطة. ورأت الخرطوم أن كينيا غير محايدة وتؤوي قيادات من مليشيا الدعم السريع، ولرئيسها علاقات ومصالح مع حميدتي، الذي وفقا لمصادر سودانية كان قد دعّم حملة الرئيس الكيني في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. لكن كان غريبا ومثيرا للشك أن تمسكت دول الايغاد برئاسة كينيا مما حدا بالسودان أن يهدد بتعليق عضويته في الاتحاد الأفريقي كما فعلت إريتريا من قبل، فكان مصير المبادرة الموت السريري.
    ربما قدمت المبادرة الأخيرة في خواتيم الأسبوع الماضي مقاربة نظر إليها الكثيرون بمن فيهم الخرطوم نظرة ارتياح وهي مبادرة قمة دول جوار السودان التي استضافتها القاهرة بحضور رؤساء مصر، وليبيا، وتشاد، وأفريقيا الوسطى، وجنوب السودان، وأثيوبيا. ولعل أبرز ما تضمنته مخرجات هذه القمة التأكيد على الاحترام الكامل لسيادة ووحدة السودان وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شئونه الداخلية، والتعامل مع النزاع القائم باعتباره شأناً داخلياً، والتشديد على أهمية عدم تدخل أي أطراف خارجية في الأزمة بما يعيق جهود احتوائها ويطيل أمدها. وكذلك الحفاظ على مؤسساته الشرعية ولعل الجيش السوداني يمثل قمة المؤسسات الشرعية في الدولة السودانية. ولعل أهم عامل وأساس لعودة الأمن والاستقرار للبلاد أن يكمل الجيش السوداني مهمته العادلة في بسط الأمن وتخليص البلاد من جرائم المليشيا وعلى من بقي من أفراد المليشيا تحكيم العقل ووقف الانتهاكات وتدمير مؤسسات الدولة والتوبة النصوح.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de