الرئيس الاثيوبي في تصريحات جانبها التوفيق كما جانبتها الدبلوماسية دعا اثناء انعقاد قمة الايقاد للتدخل العسكري لفض النزاع في السودان . تلك الدعوة التي وجدت رفضا واسعا ليس من السودانيين فقط وانما جاء الرفض الحاسم والواضح من دول الجوار السوداني في قمتهم في القاهرة جاء هذا في البيان الختامي الذي تلاه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي . ولو ان القمة خرجت بهذا الموقف لكفاها نجاحا . فالذي دعا له آبي احمد يبدو انه نوع من عدم ادراك لخطورته مع استهانة بالشعب السوداني . والوقوع بشكل أعمى تحت تأثير قادة قحت و الحمدوكيين الذين خططوا من زمن بعيد لوضع البلد تحت الوصاية الولية بتفعيل البند السابع من ميثاق الامم المتحدة . آبي احمد نفسه كان هو وحكومته في مهب الريح عندما تمرد التقراي ووصلت طلائع قواتهم للعاصمة اديس ابابا . ولم يقبل حينها باي وساطة حتى من صديقه حمدك الذي عاد من زيارته بخفي حنين في نفس يوم الزيارة . لم تكن الحرب ضد التقراى نزهة فقد قتل فيها الكثيرون و هجر الآلاف حتى وصل معظهم للسودان الذي فتح لهم حدوده ولم يقابلها آبي احمد بالمثل بل اغلق الحدود في وجه الفارين من النساء والاطفال . كتبت قبل هذا ان هناك خياران في جعبة المجتمع الدولي والقحاتة والمتآمرون وهما التدخل الدولي و الحوار . ولم يقبل البعض كلامي وكأني ادعو للتدخل الاممي . ليس هناك سوداني حر يتمنى ان يوضع بلده تحت الوصاية الدولية فالتكلفة عالية و باهظة الثمن اقلها انتقاص السيادة على اراضيه وفرض حلول بما يخدم مصالح القوى الكبرى . ويبقى الحوار هو الامثل . فكل نزاع مهما طال آخره حوار ثم اتفاق . وفي هذه الحالة التي نشهدها من المهم تفويت الفرصة على المتآمرين واصحاب الهوى و المصالح الضيقة . اي اتفاق يعيد الكرة لما كان سابقا مرفوض تماما . فبعد هذه الحرب لا مكان لكثير ممن اعتلوا المشهد دون وجه حق باسم الديمقراطية و المدنية فقد كشفتهم الحرب وعرتهم . وليس مقبولا باي اتفاق يبقى على اي تنظيم او حركة مسلحة مهما كانت . وجمع السلاح وتجريد كل جماعة من حملة السلاح لينضموا لركب العمل السلمي . لا نريد حوارا يعيدنا للف والدوران الذي اوصلنا للحالة التي نحن فيها الان . آبي احمد و الرئيس الكيني مجرد تلاميذ في السياسة الدولية و يواجهون مواقفا هشة في اوطانهم . ولو نظروا بعين الواقع لما فتحوا افواههم بمثل ما قالوا . فالذي بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة