الناظر الي تاريخ التيار السياسي الاسلامي العالمي ( الاخوان المسلمين ) يجد ان كل الحركات الاسلامية المحلية المنتسبة اليها لم تخرج عن خط احترام بلدانها ومكوناتها الاجتماعية التي تتواجد فيها و شاركت في الحياة السياسية ونجح بعضها بفضل خطها المستقيم في الوصول الي برلمانات بعض الدول مهما سمح لهم من ممارسة حقهم في التعبير و حالات اخري تمكن الاسلاميين من تشكيل حكومات بأغلبية ساحقة في دول كانت توصف بأنها الأكثر بعد عن ماكان تنادي بها الحركة الاسلامية العالمية من منح المسلمين حقوقهم في ممارسة حياتهم اليومية مثل ارتداء الحجاب للسيدات واعتماد التقويم الهجري بجانب الميلادي وتدريس اللغة العربية وانشاء مدارس وجامعات اسلامية وغيرها من المطالب وبالفعل تمكنت حركة النهضة من الحصول علي اغلبية ساعدتها على تشكيل الحكومة في تونس ونفس الشيء نجحت فيه الحركة الاسلامية في المملكة المغربية وقبلها فوز الإسلاميين في تركيا حيث نجح الرئيس رجب طيب اردوغان في ترسيخ تجربة حزب العدالة والتنمية التركي وبعدها وصل الاسلاميين في جمهورية مصر العربية الي هرم السلطة بالفوز في الانتخابات العامة الا ان الفترة التي قدرت بالعام لم تكن كافية للحكم عليهم ايجابا او سلبا عقب الاطاحة بالرئيس المصري الراحل محمد مرسي ، وحتي حركة حماس الفلسطينية وصلت الي الحكم عن طريق الانتخابات وليس عن طريق القوة رغم ما تعيشه بلادهم من ازمات سياسية واقتصادية بسب النزاع مع الجانب الإسرائيلي الا ان ذلك لم يمنعهم من ممارسة الديمقراطية فهي الوسيلة الوحيدة لتداول السلطة
كل تلك النماذج السياسية، للاحزاب الاسلامية في العالم العربي كانت تصل الي السلطة عن طريق الانتخابات الديمقراطية الا الحركة الاسلامية السودانية التي انتهجت اسلوب العنف والإرهاب في ممارستها للسياسة فقد اشتهر كادرها السياسي الطلابي باستخدام البلطجة والترهيب في المؤسسات التعليمية مع كل من لا يتوافق معهم وقد امتدت تلك الصفات السلبية حتي بعد تمكنهم من الانقلاب العسكري علي حكومة الراحل الامام الصادق المهدي في الثلاثين من يونيو من العام 1989م بالتالي فان وضعهم الطبيعي هو انهم من اسواء التنظيمات السياسية الاسلامية في العالم اذا كان هناك تصنيف فالاسلاميون السودانيين مارسوا القمع والاستبداد علي الشعب السوداني تلك الاساليب القمعية جعلت تجربة نظرائهم في الجزائر يخسرون مقاعد السلطة التي فازوا بها في الانتخابات العامة في مطلع تسعينيات القون الماضي حيث خاف الشعب الجزائري من اعادة انتاج نظام الجبهة الاسلامية بالسودان في بلادهم مما مهد الطريق بتدخل الجيش الجزائري لقطع الطريق علي حركة الانقاذ الاسلامية الجزائرية قبل استلامها السلطة
ان حركة الاسلاميين في السودان لم تسعي الي تطبيق نهج الحركة الاسلامية العالمية بعكس صورة الاسلام المعتدل التي تدعوا الى العدل والاحسان والصدق فقد كان نهج الحركة الاسلامية السودانية هو العنف وكانت حروب الجنوب متنفس لهم فاعلنوا الجهاد المقدس علي سكان جنوب السودان والنتيجة كانت ان خسر السودان نصفه بانفصال الاقليم الجنوبي في العام 2011م ولم يكتفوا بذلك حيث اشعلوا الحروب الاهلية في كل بقاع السودان التي كانت تنادي بالعدل والمساواة والتوزيع العادل للثروة والسلطة فكانت دارفور وصمة عار عليهم فقد فاحت رائحة الجرائم التي ارتكبت فيها حتي اصبح راس النظام البائد، المعزول البشير مطلوب لدي المحكمة الجنائية الدولية كسابقة لم تحدث في تاريخ العالم ان يطالب بالقبض علي رئيس دولة وهو لايزال على سدة الحكم اضافة الى الفساد المالي والاداري الذي جعل الدول تنهار حتي وصلت مرحلة الثورة وذلك مما جلب لهم سخط وغضب الشعب السوداني والذي بعد ثلاثين عاما حاول التخلص منهم باعلانه الثورة في ديسمبر وبعد اشهر من الشد والجذب حدثت اطاحة براس النظام ولكن هذا لم يعجب بعض فلول النظام البائد فحاولوا عبر عملاء لهم ايقاف عجلة الثورة والرجوع مرة أخرى إلى السلطة ونتيجة لذلك ادخلوا البلاد في فتنة عظيمة ولا تزال الحرب مشتعلة كل ذلك يوكد ان تنظيم الحركة الاسلامية السودانية هو اسوء التنظيمات الاسلامية وهو وصمة عار علي تنظيمهم الاخواني العالمي ولن يقبل بهم الشعب السوداني مرة أخرى حتي ولو كان ثمن ذلك دخولهم الجنة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة