الحيثيات من أهم أسباب فشل ثورات ١٩٦٤ و ١٩٦٩ وً ١٩٨٥ بعد نجاحهم في الاطاحة بالحكم العسكري الدكتاتوري هوً استيلاء الاحزاب عليها. أذكر و نحن ثوار يافعيننفترش شارع الاسبتالية في أنتظار جثمان شهيد الثورة احمد القرشي طه ان اتواعلينا أناس لم نشاهدهم من قبل. أتي زعيم الأنصار متبخترا في سيارتة الرولزرويس! اتوا ذوو البدل الكاملة و قفاطين المشايخ من قادة الختمية و الحزب الاتحادي والشيوعي. و أعتلي حسن الترابي الذي كان انذاك أستاذا صغيرا ( نال الدكتوراهيوليو ١٩٦٤) بكلية القانون السيارة التي حملنا فيها جثمان الشهيد وهتف وهتفناوراءه بدون أن ندري ماهية برنامجه السياسي الذي أطاح بآمال السودانيين خلالالستة حقب الماضية. ببساطة استولي هولاء علي الثورات الثلاثة و اعادوا البلاد كل مرةللنقطة الصفرية.
مثلا، إنقلاب الكوز سوار الذهب علي حكومة نميري عام ١٩٨٥ كان لعبة ذكية دحرجفيها الثورة (مرة اخري) الي أحضان الأحزاب و بالتحديد حزبي الامة و الحركة الإسلامية .
اما محاولة إفشال الثورة الديسمبرية فهي للاسف كتاب مفتوح عصي عليالسياسيون و اللجان المهنية قراته أو التصدي له! لم تتوانى فلول الكيزان عن البقاءكطابور خامس في بعض الاحيان ،و كانقلاببون في أحيان أخري . أثبتت السنوات التي تلت إبرام إتفاق الشراكة بين الجيش و المدنيين في عام ٢٠١٩ ان الشراكةً كانتدأبا متواصلا من اللجنة الأمنية الكيزانية و البرهان لإفشال الثورة .
وهكذا نجحت الجهود الحزبية و الامنية ,و جهود فلول الكيزان في منع أي تقدم فينجاح الثوار في حكم البلاد كما كان منطقيا وواجبا .
لكن الفرق بين ثورتي ١٩٦٤ و ١٩٨٥ والثورة الديسمبرية ٢٠١٨ هو إن الاخيرة ظلت مشتعلة علي أكتاف صانعيها من شباب و كنداكات لجان المقاومة. صمد الثوار في سعيهم لتاكيد إستمرارية الثورة و ظلوا يبذلون دماءهم وارواحهم. قاوموا بالرغم من العطالة و الفقر . اتقسموا بيناتهم النبقة وكوز الموية ومنهم من بات علي الطوي اياما وأسابيعا. قتل منهم و منهن الكثيرون ووءدت أحلام الأمهات و الخالات و العمات. بالرغم من كل هذه العراقيل كتبوا "دساتير سلطة الشعب" من خلال عمل منسق دقيق شمل كل التنسيقيات و المستويات و تضاريس الجغرافيا .
كثيرونً من الثوار و الكنداكات أكتشفوا الخدعة أو سلبيات الخنوع التي كانت ومازالت ديدن الكبار الذين فقدوا تدريجيا البوصلة و الثقة في قدراتهم .كما فشلالكبار خاصة قادة قوي الحرية والتغيير في الثقة بالثوار .. و عاودوا النمط القديم منالسياسة التي اودت بثورتي ١٩٦٤ و ١٩٨٥ . كلنا يعرف مثلا انبطاح جبهة الهيئات خوفا من خيول الانصار التي برطعت و تمددت في شوارع الخرطوم وامدرمان !! ويذكر أن قايد حزب الامة الحالي هو أول من كون مليشيات (المراحيل) من القبايلالعربية عندما كان وزيرا لدفاع حكومة الصادق المنتخبة قبل أنقلاب الحركة الاسلامية. و بالرغم من الجهود التي قامت بها الهيئات النقابية ( الاطباء ، المحامين الخ ) والشجاعة التي أمتاز بها بعض قادتهم) لكنهم فشلوا في الاستماع للثوار و اشراكهمفي قيادة العمل السياسي .
أكبر أخطاء سياسيو الثورةً الديسمبرية هوً فشلهمً في فهم اهمية إعلان حكومة ثورية مدنية داخل السودان بتمثيل خارجي قوي كما نصح الثاير المغفور له الاستاذ علي محمود حسنين المحامي الذي أمضي سنوات عديدة من عمره في منفي إختياري محكوما عليه بالإعدام ومطاردا بأمن و سلطات المخلوع بشةً و زبانية الكيزان. كتبالمغفور له المناضل الاستاذ علي محمود حسنين بثلاثة ايام من قبل وفاته المفاجئة يوم٢٤ مايو ٢٠١٩: " «إن أي تماطل في إختيار البديل المدني يعزز سُلطان قوى الإنقاذ المندحرة ويمكِّن الفاسدين من الهروب وإخفاء الأموال المنهوبة». و لقد كان محقا وحدث كل ما تنبا به من عودة الفلول وهدمهم لكل مكتسبات الثورة الديسمبرية.
ملحوظة: -ا- الفرق بين ثورات وانتفاضات أكتوبر ٦٤ وابريل ٨٥ وثورة ديسبمر٢٠١٨ هو الوعي النوعي للثوار أبناء عصر التكنلوجيا وغلبتهم عددا حيث يشكل الشباب الذين قادوا وأنجزوا هذه الثورة أكثر من ٧٥٪ من السكان ووضوح أهدافهم في "تغيير السودان " وليس "تغيير النظام" فقط كما كان هدف الثورات السابقة حيث كان من السهل علي النخب "عسكرية ومدنية " المتحالفة منذ الاستقلال كمنظومة مصالح متجذرة في أختطاف ثورتي أكتوبر ٦٤ وانتفاضة ابريل ٨٥ والاستمرار في الحكم بالتحكم في ثروات السودان الخام ببيعها "خاما" في ظل أقتصاد الريع الذي ظل مكبلا لنمو وتقدمالسودان وهو الهدف الاسمي للنخب مع داعميهم الخارجيين المشترين للخامات ! فهلنمت وتطورت دولة بلا صناعة تعتمد علي تصدير خاماتها بابخس الاثمان ؟؟ -ب- من تحالفوا مع اللجنة الأمنية للبشير وساهموا في سرقة ثورة ديسمبر هم نفس النخبالمدنية التي كانت تعمل مع البشير لإنجاح الانتخابات التي كان يجري الاعداد لتنفيذها في عام ٢٠٢٠ لتطابق مصالحها مع المنظومة العسكرية من كبار قادة الجيش والدعم السريع ، و الطبقة الجديدة من اثرياء الكيزان و من والاهم علي حساب الشعب السوداني.
والانً ما العمل ؟
-١- دون شك هو الاسراع بتكوين حكومة مدنية ثورية تحت حماية المجتمع الإفريقي والدولي و إعلانها علي الشعب و العالم. و لتكن أول واجبات الحكومة المدنية هوالالتفات لشئون و حياة الشعب ومعاشه بدعم من الدول الصديقة و الهيئات و المصارفالعالمية . -٢- ثاني الواجبات هو خلق جيش قومي غير مؤدلج يضم كل الشرفاء من القوات المسلحة والحركات المسلحة و تكون نواة قادته الذين فصلتهم الطغمة الكيزانية منذ بداية الانقلابو حتي قبل حرب الاستيلاء علي السلطة التي تدور الان بين (الجيش المؤدلج و فلولالكيزان) و صنيعتهم (الجنجويد او الدعم السريع). -٣- ثالث الواجبات هو صياغة الدستور الثوري القومي من خلال مجلس وطني يكونللثوار الشباب و الكنداكات نسبة كبيرة موثرة .
#حفظ_الله_السودانً
د.احمد التيجاني سيد احمد ٤ مايو ٢٠٢٣ -روما ايطاليا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة