الأزمة الحالية التي تواجهها البلاد منذ 15 إبريل الجاري هي نتيجة ذنوب وخطايا أرتكبها النظام البائد ،، وقد فشلت كافة الخطوات للخروج من تلك الأزمات السياسية الخانقة المتتالية التي قد أعقبت الانتفاضة الأخيرة ،، وهؤلاء المسئولين الذين تولوا قيادة البلاد في أعقاب الانتفاضة الأخيرة قد جربوا كافة الوسائل لكي يخرجوا البلاد من عنق الزجاج ،، ورغم ذلك فقد أخفق الجميع .
الدكتور عبد الله حمدوك قد بذل المقدور حسب مؤهلاته وخبراته الشخصية ،، وقد اجتهد وأسند تلك القرارات المصيرية للجان السودانية المعروفة بالاخفاقات والفشل منذ استقلال البلاد ،، والمضحك في الأمر أن تلك اللجان حتى هذه اللحظات لم تتخذ خطوة واحدة أو قراراَ واحداَ في معالجة قضية من تلك القضايا !!،، وعندما فشل الدكتور عبد الله حمدوك في كافة خطواته آثر الهروب وقدم استقالته نافذاَ بجلده !،،
والقائد عبد الفتاح البرهان قد تواجد في الساحة السودانية من قبيل الحظ والصدفة بعد إسقاط النظام البائد ،، في البداية حاول أن يجاري المجريات بحكمة السمع والطاعة للثوار الشباب ،، وحاول أن يكتسب ود ومحبة الشعب السوداني ،، وعندما فشل وعجز في ذلك قام بانقلابه ذلك المشهور في 25 أكتوبر ،، وبنفس القدر لم تنجح فكرة الانقلاب !! ثم فكر أخيراَ في تلك المواجهات والمصادمات مع عناصر الدعم السريع ،، وهي تلك الكارثة التي تعيشها البلاد في هذه الأيام .
وذلك المدعو محمد حمدان دقلو بدوره قد جاهد كثيراَ لكي يكون رمزاَ من الرموز السياسية السودانية !! وهو كان ومازال يطمع ان يكون المسئول السوداني الأول الذي يقود البلاد في يوم من الأيام ،، ولكنه مع الأسف الشديد كان في الماضي وفي الحاضر دوماَ يتواجد في مقاعد الاحتياطي !! ،، فهو كان ذلك البديل الذي يمثل الاسبير عند الطلب والضرورة في أيام البشير البائد ،، وبنفس المنوال هو مازال حتى الآن ذلك الاسبير الاحتياطي الذي يلبي الطلبات عند الحاجة والضرورة !! .. ولكن الرجل بالجملة يرفض أن يظل متواجداَ في مقاعد الاحتياطي فيما لا نهاية
وهؤلا جماعات الإنقاذ البائد يرون أنهم مظلومين من قبل الشعب السوداني ويقولون : ( نحن نسعى وننشد العدالة السماوية !! )،، وتلك العدالة السماوية التي ينشدونها لا تعرف الظلم والتعدي على الآخرين حسب الأهواء ،، والحديث القدسي الشريف يؤكد بأن الله سبحانه وتعالى قد حرم الظلم على نفسه ،، وفي نفس الوقت قد حرم الظلم على الآخرين ،، وعليه فإن من يبتغي النصر من الله عليه أن يتجنب الظلم وأن يحكم بالعدل والقسط في كافة الأوقات دون الرياء والتمثيل ،، والآية القرآنية الكريمة واضحة وصريحة حيث تقول :
وهؤلاء في يوم من الأيام لم يقسطوا ولم يعرفوا العدالة بالقسط في أنفسهم عندما وقفوا وساندوا ذلك المعتدي الظالم صدام حسين حين احتل دولة الكويت الشقيقة !! ،، وبتلك الجريرة والخطيئة الشنيعة قد استحقوا لعنة الله فلم ينصرهم الله عند المحن التي كابدوها ،،
وحالياَ في عنفوان المحن والمحاسبة والسخط عليهم يستنكرون الظلم والهضم وينشدون تلك العدالة السماوية !! ،، وهي تلك العدالة السماوية التي لم يعرفوها عندما احتل صدام حسين دولة الآخرين ،، وكل من ساند ذلك الظالم ( صدام حسين ) في يوم من الايام فهو شريك في الظلم للآخرين .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة