إستدعاء تجربة مطلع التسعينات في البحث عن المفقودين علي خلفية التشتت الأسري الذي تشهده بلادنا في ظل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 10:44 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-01-2023, 02:42 PM

د.فتح الرحمن القاضي
<aد.فتح الرحمن القاضي
تاريخ التسجيل: 08-30-2016
مجموع المشاركات: 31

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إستدعاء تجربة مطلع التسعينات في البحث عن المفقودين علي خلفية التشتت الأسري الذي تشهده بلادنا في ظل

    02:42 PM May, 01 2023

    سودانيز اون لاين
    د.فتح الرحمن القاضي-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر



    بسم الله الرحمن الرحیم

    فض الصفحات المطوية من تاريخ جمعية الهلال الأحمر السوداني
    كلمة للعرفان والوفاء في حق الإخوة الخبراء عبد العظيم التوم وحسين العبيد والحاج حمد وعبد الرحمن أبو دوم
    إستدعاء تجربة مطلع التسعينات في البحث عن المفقودين علي خلفية التشتت الأسري الذي تشهده بلادنا في ظل الكارثة الراهنة
    لم لم تستفد ثورة ديسمبر من الخبرات التراكمية للأستاذ عادل شريف ومن سواه عوضاً عن الاقصاء استنادا الي حيثيات سياسية خاطئة ومتوهمة ؟!!
    بعد أن عز لقاء الفريق الكباشي في عالم الواقع فهذه مناصحة متواضعة نبعث بها عبر الأسافير والعوالم الافتراضية إلي كباشي ومن سواه من متخذي القرار

    د۰ فتح الرحمن القاضی
    مستشار فی شٸون العمل الطوعی والإنسانی وحقوق الإنسان
    Tel: +249912219666 / E-mail: [email protected]

    نسبة للاضطراب المؤسسي والافتقار الي الذاكرة المؤسسية في العديد من المؤسسات الرسمية والطوعية خلال عهد الانقاذ وما تلاه ، علاوة علي ضعف أو إنعدام التوثيق لتراث الممارسة علي المستويين الرسمي والطوعي فقد كان لزاماً علينا الشروع في فض بعض الصفحات المطوية من تاريخ جمعية الهلال الأحمر السوداني لعل وعسي تنتفع بها الاجيال الحالية من فئة الشباب.
    ثم أنني أمضي في الكتابة عن بعض الصفحات المطوية من تاريخ جمعية الهلال الأحمر السوداني استجابة للمناشدة التي وردت الي من تلقاء ابنائي الدكتور ابراهيم القاضي والاستاذ محمد فتح الرحمن وهما ينصحاني بتوثيق بعض التجارب التي اختبرتها في الحياة لعل وعسي تنتفع بها الاجيال الحاضرة سيما وأن التراث العملي لكثير من المؤسسات لا يكاد ينفصل عن بعضه البعض ونحن نتحدث هنا عن تجربة البحث عن المفقودين ولم شمل الاسر التي واكبناها في مطلع التسعينات بغرض الاستفادة من الدروس التي خلفتها علي ايامنا هذه بعد مضي نحو ثلاث عقود من الزمان.
    والحال كذلك فها انا ذا استجيب لنصح الابن ابراهيم مهديا ذات النصيحة لثلة من الاولين والآخرين من أمثال أحمد النبهاني والمقداد ابراهيم اسكوفا واحمد عبد العاطي وآلاء أسامة توفيق وأبناء عوض علد الظاهر وعمار السجاد وسراج الدين عبد البارئ وسراج عبد الغفار وشنقر السماني ومعظم هؤلاء الابناء لهم أدوار معروفة ومشهودة في مختلف الاطوار التي واكبت اندلاع ثورة ديسمبر ، والدعوة والمناشدة تمتد هنا علي نحو موصول للاخوة المعنيين بالبحوث والدراسات التخطيط الاستراتيجي من امثال الاساتذة دندراوي وعباس منير وعبد الله خراساني ومن سواهم من الرموز والشخصيات التي لم يسعفنا المقام لذكرها علي وجه التحديد، راجياً أن يحثوا أنفسهم وآبائهم وأمهاتهم وإخوتهم ممن أختبروا تجارب فريدة تستحق العناية والتسجيل علي فعل ذات ذات الشيئ الذي نجهد في انجازه حالياً عبر مقالنا التوثيقي المتواضع فكم من معلومة قيمة أو تجربة فريدة قبرت مع وفاة أصحابها قبل أن تسعفهم الاقدار بتسجيل أي افادة تذكر في سجل التاريخ السوداني سيما واننا أمة تحسن المشافهة وينتابها الكسل والاسترخاء عندما يتعلق الامر بمهة التوثيق. توثيق الاحداث والسير مهمة غير يسيرة بالطبع وقد اختبرناها بصبر ونحن نشترك في توثيق سيرة المرحوم مندور المهدي رفقة الاستاذ محمد كامل والابن مندور محمد مندور والدكتور بابكر عبد السلام المدير الاسبق للامدادات الطبية في أزهي عصورها وذلك تقديراً للاخوة والزمالة مع كوننا لا نملك صلة عضوية تربطنا بالمؤتمر الوطني في وقت لم يبد فيه أقرب المقربين لمندور من الناحية التنظيمية القدر المطلوب من الحماس والالتزام للمشاركة في إنجاز هذه المهمة العسيرة.
    ثم أنني أكتب هذا المقال من باب العرفان والوفاء في حق الاخوة الكرام الدكتور عبد العظيم عبد الله التوم ، والدكتور حسين العبيد والدكتور الحاج حمد محمد خير والدكتور عبد الرحمن ابو دوم وهم أعضاء الوفد الذي أطلق مبادرة التفاوض في العاصمة الكينية نيروبي مع الاجنحة الانسانية لحركتي جون قرنق ورياك في مطلع التسعينات من أجل البحث عن الاطفال المفقودين وإعادة لم شمل الاسر المشتتة جراء الحرب الدائرة في ذلك الوقت ، أو ما يعرف ب TRACING AND FAMILY REUNIFICATION حسب الادبيات السائدة في تراث اللجنة الدولية للصليب الامر ICRC والاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الاحمر IFRC . لقد كانت تلك المهمة التي يمكن لي ان اصفها بأنها تعد أحد أفضل النماذج في ملف البحث عن المفقودين ولم شمل الاسر تتمثل في الحيلولة دون وقع الاطفال أساري في مخاطر التجنيد الاجباري ومن ثم الزج بهم في اتون الحرب المستعرة آنذاك MILITART CONSCRIPTION OF CHILDREN . ورغم أن التفاوض مع الاجنحة الانسانية مع حركتي قرنق ومشار قد جري عبلي نحو غير مباشر حيث لعبت منظمة اليونسيف آنذاك دور الوسيط والميسر في ذات الوقت وغض النظر عن المىلات النهائية التي انتهت اليها تلك المهمة الا ان تجربة التفاوض في حد ذاتها كانت حافزاً للمسكين بملف السلام في جنوب السودان آنذاك من أمثال الدكتور علي الحاج والمرحوم محمد الامين خليفة والاستاذ مبارك قسم االله زايد والشهداء فضل السيد ابو قصيصة وعبد السلام سليمان وأحمد الرضي جابر وموسي سيد أحمد وموسي علي سليمان ومن سواهم ممن لا يتسع المقام لذكرهم ...كانت التجربة حافزا لهم لشق طريق السلام الوعر وإحداث اختراق رئيس في مجراه في وقت طغي فيه الحماس وتعالت فيه الاصوات الداعية للحرب بهدف استئصال التمرد واجتثاث شوكته في حملة أشبه بما يحدث الان عبر قرع طبول الحرب والدعوة لتاجيج اوارها وهي فئة من الكتاب وبعض المتنفذين الذي لم يقرأوا كتاب التاريخ ولم يتعظوا بعبره شيئاً ذلك أن الحرب ، أي حرب، تبقي غير محمودة المآلات وإن اغتر البعض بنصر آني لهذا الطرف او ذاك وما تجربة انفصال الجنوب واندلاع حرب دارفور مع ما لازمهما من انعدام الحكمة والرشد في التعامل الا خير مثال علي فداحة تحبيز خيار الحرب ونبذ خيار السلام. مختصر القول هنا أن تجربة التفاوض غير المباشر والتي تعد من أولي تجارب مفاوضات السلام بعيد قيام الانقاذ التي إضطلع بها وفد التفاوض المشار اليه في نيروبي قد اهدت الممسكين بملف السلام في عهد الانقاذ انموذجا فريدا في التعامل مع ملف الحرب والسلام الدائرة في جنوب السودان مطلع التسعينات. ولعل المرونة والواقعية التي انتهجها الدكتور علي الحاج في التفاوض مع حركة التمرد متنقلا بين أبوجا ونيروبي وفرانكفورت كان لها الاثر البالغ في ترسيم المجهودات المتعددة التي لم تثمر التوصل الي سلام دائم في الجنوب باثر من تعالي أصوات الداعين لحسم المعركة عسكرياً وهكذا كانت التكلفة باهظة مما أدي لانفصال الجنوب في نهاية المطاف نسبة لاغلاق النافذة مما اضاع الفرصة WINDOW OF OPPORTUNITY بعد أن كانت متاحة في مرحلة ما من مراحل القتال .
    قبل أن يضيع علينا الاسترسال التركيز علي الموضوع الاساس الا وهو تسجيل تجربة البحث عن المفقودين ولم شمل الاسر مطلع التسعينات مع ربطها بما يجري حالياً علي خلفية الازمة الراهنة فدعونا نلقي باضاءة مختصرة للتعريف بأعضاء الوفد المفاوض.
    1) يعتبر الدكتور عبد العظيم عبد التوم أحد أنشط كوادر الحركة الاسلامية وهو طبيب بيطري تخرج من جامعة الخرطوم وتقلب في مختلف اطوار الحياة جهاداً وعملاً وابتلاءا حيث كان يشغل منصب معتمد النازحين مطلع التسعينات حينما انتدب لمهمة التفاوض غير المباشر للبحث عن الاطفال المفقودين الذين اختطفتهم حركة التمرد آنذاك ، ثم أن عطائه ظل ممتداً علي نحو موصول في تاسيس مفوضية نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج DISARMAMENT. DEMOBILIZATION AND REINTEGRATION بمعية المرحوم الدكتور سلاف الدين صالح الذي توفي ابان تفشي جائحة الكرونا ، لتفتقد البلاد الدكتور سلاف والسودان في امس الحاجة لمبادراته الخلاقة في سائر المجالات ، سائلين الله أن يثيب الدكتور عبد العظيم والمرحوم سلاف خير الجزاء لما قدماه لامة السودان.
    2) تقلب الدكتور حسين العبيد حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية في العديد من الاطوار في اعقاب تخرجه من كلية الطب جامعة الخرطوم ثم تفرغه من بعد لانجاز التخصص في مجال الاشعة حيث عمل مديراً لمستوصف الحكمة للرعاية الصحية والاجتماعية احدي روافد الوكالة الاسلامية الافريقية للاغاثة ثم أميناً عاماً لجمعية الهلال الأحمر السوداني ، ثم وزيراً للصحة بولاية الخرطوم ، ثم وزيراً للصحة بولاية الخرطوم ، ثم مفوضاً عاماً لمفوضية العون الانساني ، ثم رئيساً لمنظمة جاسمار وهي إحدي المنظمات الرائدة في مجال مكافحة الالغام ، وهو مجال هام اقترحناه وعملنا عليه رفقة الدكتور سلاف الدين صالح ابان توليه إدارة معهد درء الكوارث ودراسات اللاجئين استئناساً بالتجربة التي اختبرناها في ذات الاتجاه رفقة الدكتور كمال هاشم ابان زيارتنا لامريكا الوسطي السلفادور نيكاراقوا قواتيمالا العام 1993 لنضطلع علي تجارب تلك الدول في برامج اعادة تسريح ودمج المقاتلين وازالة الالغام في مسعي لتطبيق تلك التجارب في السودان، ولهذا كان من الطبيعي أن نولي ملف مكافحة الالغام ما يستحق من عناية إبان تولينا مسئولية مفوضية العون الانساني العام 1996م . لقد شاءت لنا الاقدار أن نواكب مسيرة الاخ حسين العبيد أخذاً وعطاءاً ، ونشهد له من باب الانصاف بالتفاني والاخلاص والقدرة علي الابداع في سائر المجالات التي عمل بها ، ورغم بروز بعض الخلافات هنا وهناك ، وهو امر متوقع في مسيرة العمل العام والخاص، الا ان الاحترام والتقدير كان سائداً ومتوفراً بيننا علي الدوام في مختلف الحقب والاطوار.
    3) لا يقل الدكتور عبد الرحمن ابودوم عطاءا ولا تجرداً عمن جري ذكرهم فقد تخرج هو الاخر من كلية الطب جامعة الخرطوم لينجز فيما بعد تخصصاً في مجال الطب النفسي والعصبي PSYCHATRY ، وقد عمل ابودوم منذ وقت مبكر في المجال الطوعي منتدباً الي الوكالة الاسلامية للاغاثة في باكستان في ذروة الطوارئ التي شهدتها تلك البقعة من لجوء ونزوح، ليعود الي السودان للعمل مديراً للجمعية الافريقية الخيرية لرعاية الامومة والطفولة أحد روافد منظمة الدعوة الاسلامية ، ثم مفوضاً لمفوضية العمل الطوعي COMMISSION OF VOLUNTARY AGENCY العام 1993 ، ثم وزيراً للشئون الهندسية في ولاية شرق الاستوائية وعاصمتها كبويتا في ذروة الحرب التي شهدها جنوب السودان، ثم منتدباً الي دولة قطر الشقيقة مستشاراً لقطر الخيرية مشاركاً في تاسيس العديد والمشروعات الاستراتيجية التي انجزتها الجمعية ، ليعود تارة أخري للعمل وكيلاً لوزارة الشئون الانسانية ، ثم مديراً لمعهد درء الكوارث ودراسات اللاجئين ، ثم استاذا في مجال الطب النفسي والعصبي بجامعة افريقيا العالمية . كان ذلك بعض من سجل ابودوم وربما لا يعلم الكثيرون أن الفضل في تطوير فكرة مدينة الطفل وانشائها علي هذا االنحو بعد أن كانت أرضاً بلقعاً يعود الي شخص الدكتور ابودوم ، ثم ان لابو الدوم القدح المعلي لتاسيس معهد درء الكوارث ودراسات اللاجئين تلك المنارة السامية التي نشات مستقلة في أول الامر ثم احتضنتها جامعة افريقيا العالمية مؤخراً لتواصل رسالتها الانسانية في هذا المجال الحيوي ، جدير بالذكر ان تجربة معهد درء الكوارث هي في الواقع استلهام لتجربة الصليب الاحمر الاثيوبي التي قدر لنا أن نطلع عليها رفقة الدكتور ابودوم اثناء مشاركتنا في مؤتمر القمة للشئون الانسانية بمنطقة القرن الافريقي والتي شاءت لنا الاقدار ان نشارك فيها ممثلين للمنظمات الطوعية السودانية ونلتقي وجهاً لوجه بزعماء حركة التمرد من جنوب السودان لنثير ذات الانشغالات التي تهم الوطن علي شاكلة التنبيه لخطورة ظاهرة الاطفال غير المصحوبين بذويهم UNACCOMPANIED MINORS ولم شمل الاسر مع الامتناع عن تجنيد الاطفال وزجهم في العمليات القتالية وهو ما تبلغته حركة قرنق آنذاك بكل وضوح.
    4) عندما يأتي الامر للحديث عن دكتور الحاج حمد ، وهو يمت لي بصفة القرابة لمن لا يعلمون، فلا ادري ماذا اقول . وربما يظن البعض انني اختصة بالمجاملة لصلة القربي وهذا الامر غير صحيح فقد ظللنا نتعاون مع بعض اتفاقاً واختلافاً في العديد من الاحايين بكل موجبات التقدير والود والاحترام. لقد كان طرف من مجتمع الاسلاميين وليس كلهم بالطبع مغرم بمسالة تصنيف الخبراء وتطوير موقف حيالهم استناداً الي ميولهم الفكرية قرباً أو بعداً من التيار الاسلامي حيث ظل هذا النهج السالب سائداً منذ مطلع الانقاذ الي يومنا هذا ، وهو امر خاطئ مما يجدر إدانته والنأي عنه بصورة تامة . خلافاً للكثيرين فقد كنت حريصاً علي تجاوز الكثير من الحواجز والجذر المتوهمة في علاقتي بالدكتور الحاج حمد ومن سواه من الخبراء ممن يحملون رأياً مخالفاً ، دافعي في ذلك أن الحكمة ضالة المرمن أني وجدها فهو اولي بها، وهكذا امتد التعاون علي نحو موصول في سائر المهام التي ابتدرناها وهكذا كان د الحاج من أوائل الشخصيات التي سعدنا بالتعرف عليها والاستفادة من مشاركتها في مهمة وفد التفاوض لاستعادة الاطفال غير المصحوبين بذويهم لا بل في سائر المجالات . ويلزمني ان أسجل هنا أن د الحاج ظل يسجل علي الدوام أدواراً مشهودة لمصلحة الامة السودانية بعامة والمجتمع المدني بخاصة انطلاقاً من موقعه الاستشاري باعتباره مديراً ( للمجموعة الاستشارية للتنمية البشرية والاقتصادية) SOCIAL AND ECONOMIC DEVELOPMENT CONSULTATIVE GROUP ، ولم يفت في عضد الحاج احالته للصالح العام في غمار الحملة التي استهدفت الكثير من العاملين والخبراء بواسطة لجنة تمكين نظام الانقاذ (غير المعلنة) حيث جري عزل الحاج من منصبه كأمين عام للجنة القومية للسكان التي تطورت فيما بعد الي المجلس القومي للسكان مع العلم ان د الحاج يعد من الشخصيات القليلة في البلاد التي نالت تخصصاً في مجال تاريخ الديموغرافيا HISTORICAL DEMOGRAPHY ، وربما لا يعلم الكثيرون أن دكتور الحاج لم يستلم معاشه التقاعدي حتي يومنا هذا ، وحتي لو قدر له أن يستلم استحقاقه المعاشي بمعيار اليوم لما ساوت قيمته شيئاً ، ومثل الحاج كثير ممن طالهم ظلم بائن ولم يجدوا حظهم من العدالة والانتصاف حتي اليوم ؟!!.
    لا يسعني وانا استدعي هذه المعلومات التي ارجو ان اكون قد وفقت في بسطها حول اعضاء الوفد الذي سعدنا بمرافقته من خلال موقعنا في عضوية اللجنة التنفيذية لجمعية الهلال الاحمر السوداني سوي ان أسال الله أن يتقبل من سائر الاخوة المذكورين صالح الاعمال وان يتولاهم جميعاً بالصحة وطول العمر حتي يظل عطائهم متصلاً في سائر المجالات.
    ثم إنني لأرجو أن أتشاطر معكم بادناه منشورا وقع في يدي ، غض النظر عن الجهة التي اصدرته، في مسعي مني لربط الماضي بالحاضر ، حيث يعتني المنشور بقضية البحث عن المفقودين ولم الاسر المشتتة ، علي خلفية الكارثة الراهنة ، ويتلخص المنشور فيما يلي :
    ( نظرا للوضع الحالي في السودان، يمكن للعائلات الذين فقدوا الإتصال بعائلاتهم خلال الأيام الماضية داخل السودان الاتصال بالخط المباشر الخاص بإعادة الروابط العائلية التابع للجنة الدولية للصليب الأحمر( 249900907832+ ) من الأحد إلى الخميس ومن الساعة 8:30 صباحًا حتى الساعة 15:30 مساءً بالتوقيت المحلي للسودان. يرجى ملاحظة ان هذا الرقم المباشر مخصص للاستخدام فقط من قبل الباحثين عن أفراد عائلاتهم داخل السودان. بالنسبة إلى الباحثين المقيمين بالخارج، يرجى الاتصال بأقرب مكتب تابع للجنة الدولية للصليب الأحمر أو للصليب الأحمر والهلال الأحمر في مقر إقامتك) .
    وفي الوقت الذي نجهد فيه في بث المنشور بعاليه فاننا نتوجه بالمناشدة تارة اخري الي الاحباب والزملاء في قسم البحث عن المفقودين ولم شمل الاسر بجمعية الهلال مطالبين بتفعيل دورهم حتي لا يخرج الهلال من (المولد بلا حمص) وهذا هو أوان الهلال (وساعة حوبته).
    وفي هذا الاطار نرجو التذكير بان من أولي المهام التي توفرنا علي انجازها في جمعية الهلال الاحمر عقب عودة وفد التفاوض من رحلة نيروبي الاعتناء بقسم البحث عن المفقودين والاجتهاد في تفعيل دوره وقد شهدت القاعة الرئيسية للهلال الاحمر نشر العديد من صور الاطفال المفقودين التي تيسر لنا الحصول عليها آنذاك فضلاً عن اننا ناشدنا الاخوة في مكتب الاعلام بالهلال الاحمر بنشر اعلانات تطلب فيه من الاسر التي اضيرت بفقدان ابنائها بالتبليغ عن وقائع الاختفاء القسري والاختطاف في ذلك الوقت . ولا يفوتني القول ان الاخوة الاساتذة الكرام من امثال أحمد آدم جزو ومحمد بابكر وابوبكر التيجاني وأحمد الطيب سليمان وعايدة السيد ولمياء عبد الغفار خلف الله كانوا جميعاً مواكبين لهذا النشاط ، حيثقدر الله لهم ان يرتقوا من بعد في سائر المجالات ليشغل الاساتذة أحمد جزو ومحمد بابكر مواقع مرموقة في الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الاحمر في تونس ونيروبي أما الاخوة ابوبكر التيجاني وأحمد الطيب سليمان فظل عطائهم موصولاً عبر اللجنة الدولسة للصليب الاحمر في كل من الصومال وكردستان العراق ، كما تشغل الاستاذة عايدة حالياً منصب الامين العام المكلف وفق القرار الذي قضي بتعيين لجنة للتسيير مؤخراً، أما الدكتورة لمياء خلف الله فقد انتقلت من بعد الي وزارة الرعاية والتنمية الاجتماعية مسئولة عن احد برامج تنمية المراة ثم مديرة للادارة العامة للمراة لينتهي بها المطاف امينا عاماً للمجلس القومي للسكان ولعلها تعمل حالياً خبيرة في ذات المجال ، سائلين الله لهم جميعا التوفيق والقبول حيثما كانوا وأينما حلوا.
    واذا ما قدر لجمعية الهلال الاحمر عبر قسم البحث عن المفقودين ان تضطلع بتلك المهمة مطلع التسعينات من القرن العشرين في وقت لم يكن العالم يعرف خدمات الانترنت ولم يشهد الرواج الهائل علي مستوي تقنيات المعلومات والاتصال INFORMATION COMMUNICATION TECHNOLOGY ومن ضمنها الواتساب والفيس بوك فمن باب أولي أن يستفيد قسم الاعلام والمعلومات والاتصال في القرن 21 من التقدم المذهل الذي يشهده العالم من أجل التبشير بالمبادئ التي تتأسس عليها الحركة الدولية للهلال والصليب الاحمر.
    وفي سياق حرصنا علي الدفع بالهلال الاحمر وتطويره ، ويعد هذا المقال أحد أدلة حرصنا، فإننا نتوجه بنصيحة مخلصة لمتخذي القرار سواء كانوا في مجلس السيادة ممثلاً في شخص الفريق الكباشي الذي يضطلع فيما يبدو بمسئولية الهلال الاحمر، أو في الاجهزة الامنية لا سسيما الادارة العامة للمنظمات، أو في إدارة السلام بوزارة الخارجية وهي الجهة المحورية FOCAL POINT بوزارة الخارجية المعنية بملف الهلال الاحمر بأن ينأوا بأنفسهم عن النهج السلبي الذي كان سائداً في عهد الانقاذ من حيث اعتماد العزل والتعيين استناداً الي التوجه السياسي والفكري غض النظر عن عنصر الكفاءة المفترض توفره في هذا الشخص او ذاك ، ذلك أن استمرار هذا النهج الخاطئ يعد ضربة كبري لشعارات ثورة ديسمبر في السلام والعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص علي المستويين الرسمي والطوعي، ثم أن استمرار اقصاء الناس لاعتبارت سياسية فوق كونه يعد خيانة للثورة وأهدافها فانه يعد اجهاضا لمشروع الثورة القومي القائل بان السودان يسع الجميع علاوة علي كونه يؤسس لحقبة جديدة لاعادة تمكين نظام الثلاثين من يونيو في اعقاب الخامس والعشرين من اكتوبر وهو ما لن تقبل به الامة السودانية بفعاليتها المختلفة لا بل سوف لن تدخر وسعاً في مناهضته والتصدي له، ولن يتسني التصدي لهذا النهج الاقصائي ما لم ننهض جميعا في مكافحة الافكار والمفاهيم والمواقف الخاطئة التي يتبناها بعض من آلت اليهم الامور وهم يحسبون أن مهمتهم المقدسة في اعقاب الخامس والعشرين من اكتوبر اعادة الاوضاع الي ما كانت عليه قبل ثورة ديسمبر وهذا ضرب من المحال.
    واقع الامر انني لو كنت في موقع الكباشي وبقية الاجهزة المعنية باتخاذ القرار لما ترددت لحظة في الاستعانة بشخصيات تمتاز بالقدرة والخبرة والوعي من امثال الاستاذ عادل وتنصيبها في سدة الهلال الاحمر ، فالرجل يحتقب خبرة لا تقل عن ثلاث عقود في أعطاف اللجنة الدولية للصليب الاحمر الامر الذي يمكنه من خدمة الهلال الاحمر وعليه يصبح من الظلم في حق الامة السودانية جمعاء أن يجري استبعاده وفقاً لتقديرات سياسية وامنية متوهمة وغالطة.
    وإذاً فلا یمکن لسياسة اصطفاء الاصدقاء والمحاسيب وتصعيدهم ان تعمر وتذدهر أو تحظی بالقبول من قبل العاملين بالحقل الطوعی الاسلامی ناهیک عن من سواهم ، ذلك ان تبني سياسات جديدة لاعادة التمكين في هذه المؤسسات سوف لن تلقي حظها من النجاح في ظل الرفض والمناهضة المتوقعة من قبل كل من يهمه امر الاسلام والحكم الرشيد في هذه البلاد .
    وأخيراً فلیس ثمة شک فی ان المبادرات التي اطلقناها في شأن الارتقاء بالهلال من قبل ويشمل ذلك ولا يقتصر علي تفعيل مبادرة البحث عن المفقودين بشقيها القديم والحديث تبقی قمینة بالاحتفاء والتقدیر سیما وانها تعد تفعيلاً لنشاط الهلال الاحمر في ذروة الكارثة وهو مجال اختصاص اصيل للهلال وفق امعايير والاسس المنظمة لاعماله، خاصة وان حجم الکارثة، من حیث الکم والکیف، یبقی اکبر من قدرات ای منظمة علی حدة علی درء اثار الكارثة مما يستلزم الاستعانة باي صاحب راي عوضاً عن الانكفاء علي الجمعية ومواصلة العمل من داخل الصناديق المغلقة مع العلم أن أعمال الهلال في الاصل تنهض علي اكتاف المتطوعين.
    لقد کان جدير بمبادرات كهذه أن تلقي حظها الفائق من الاحتفاء والتشجیع من قبل ذوي الشان فضلا عن اصدقاء ومتطوعي الهلال أنفسهم کونها تنهج النهج الصاٸب فی التصدی للکوارث الي جانب كونها تجئ استجابة لنداء قومی یجعل من السودان منطقه کوارث بالفعل ، بید ان بعض من یدعون الوصایة علی انشطة المنظمات ومن ضمنها الهلال هرعوا إلي تبخیس المبادره والتشکیک فی دوافعها مع کون اقامة مبادرات کهذه في شأن الهلال وما سواه من المنظمات وفی توقیت یشهد فیه السودان کارثه ماحقه یعد مهمة وطنية عظمي واجبة النفاذ.
    ونصيحة اخيرة نقولها للحرکة الاسلامیة، وإن كنا لسنا جزءاً من إطارها التنظيمي ، ومفاد النصح بأن الحركة الاسلامية اذا ما ارادت ان تحظی بالقبول ، ان تعنی بمعالجة الاختلالات والمظالم التي اشرنا اليها في مضمار الحقل الطوعي الانساني بعامة والهلال الأحمر ، بخاصة ، وهي ليست باليسيرة ولا بالهينة، وذلك فی اطار المراجعات الکبری التی ینبغی علی الحرکة الاسلامیة ان تقوم بها علي مختلف المستويات لاصلاح شأنها أولاً ثم الانخراط من بعد في إصلاح حال الامة السودانية والحكمة تقول (بأن فاقد الشيئ لا يعطيه) ، وباختصار فاننا ندعو الي تبني انموذج جديد في التفكير والسلوك يختلف عن السائد والمالوف PARADIME SHIFT
    وفي المختتم ليت أحد ما يلتقط القفاز لدعوة بعض المذكورين للقاء تفاكري في دار الدكتور حسين العبيد أو عادل شريف أو الحاج حمد للتفاكر حول المبادرات المذكورة بمعية الاخوة محمد آدم عربي وسمير شاهين وصديق ابوعاقلة ومكتب الاعلام وقسم البحث عن المفقودين.
    الخرطوم في 29 أبريل 2023 م























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de