من قِصر النظر ان يُؤخذ البعض بالمواقف الخاطئة التي سبق ان اتخذتها بعض قيادة الجيش لفض الاعتصام في يونيو ٢٠١٩،فتلك جريمة مكتملة يسألوا عنها جنائيا هو وقيادة قوات الدعم السريع وقيادات القوات النظامية الاخرى. كذلك الواقع الذي احدثه انقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١،كان مأساويا بما خلفه من قتلى مدنيين (١٢٦) والاف المصابين،فضلا عن التردي الأمني والتدهور المتسارع الذي شمل الخدمات والازمة المعيشية التي يكابدها الناس. كل هذا يستحق وصفه بالاجرام في حق الأبرياء والشعب عامة... والحيز ليس لتفصيل هذا. بل لوضع خط يفصل بين القوات المسلحة السودانية كمؤسسة وطنية تمثل جزء فاعلا ومؤثرا في الدولة السودانية باقية ببقاء الوطن!،بغض النظر عن تبدل انظمة الحكم السياسي،تؤدي وظائفها المحددة في دستور البلاد وفي قوانينها. لهذا من الواجب الوطني التفريق بين المؤسسة العسكرية ككيان مكون للدولة، وبين ما ترتكبه قياداتها العسكرية مباشرة او عندما تكون تحت سلطة القيادات السياسية المدنية.ما جعلني أثير هذه الابجديات، ما نقرأه من مواقف جماعات سياسية وبعض الافراد، التي تتجرأ على السخرية من القوات المسلحة وتطعن فيها بما يرقى لمساندة الطرف المتمرد... موقف قوى التغيير "المحايد" ، يمثل احدى هذه الجهات المنطلقة من خلفية فض الاعتصام وانقلاب ٢٥ اكتوبر. وخطأ هذا الموقف يكمن في عدم القدرة على تحديد ما هو رئيسي وما هو ثانوي، وفي الفقه، المفسدة الصغرى تٌقبل لدرء المفسدة الكبرى. واكبر مفسدة ان ينهار الجيش السوداني ويتم دمج بعضه في قوات الدعم السريع تحت إمرة اسرة كونت وتسيطر ماليا واداريا على قوات الدعم السريع!. بل، من ما يؤسف ويدعو للحيرة، ان اليسار كان معترض على دمج الدعم السريع في الجيش لانها مليشيا سوف تحول الجيش الي كينات جهويه او قبلية-ويحضر هنا قول سكرتير الحزب الشيوعي" نرفض المليشات،وشرعنة الدعن السريع"-النورس نيوز-11/11/2022، فلماذا لا يتواصل هذا الموقف لادانة ما قامت به قيادة الدعم السريع بحشد قواتها داخل العاصمة-ذات الكثافة السكانية والعمرانية- والسعي لاحتلال المطار والقيادة والسيطرة على الحكم؟.. ورد أن ياسر عرمان الذي ذكر في ندوة للحرية المركزي(لم يشير الكاتب زين العابدين صالح الى تاريخ الندوة،مقاله منشور في التغيير الاليكترونية ٣٠ مارس ٢٠٢٣) ان الدعم السريع هو نواة الجيش السوداني ويدمج فيها الجيش بعد تصفيته من الكيزان.. وعرمان نفسه في مايو ٢٠١٧ (( وصف الدعم السريع انها مليشيا نفذت جرائم الحرب في دارفور، واضاف :"علينا ان نتوحد لحماية انفسنا من الخطر القادم الذي يواجهنا جميعا فهذه المليشيات تجلد وتقتل المواطن وتعتقل السياسي وان لم نقضي عليها ستقضي علينا)):-المصدر شبكة عمك دهب الاخبارية. فإن كان أساس تكوين هذه القوات اباح لها ارتكاب كل هذه الأفعال، فما الذي جعلها خلال نحو اربع سنوات تتحول إلى نموذج يمثل الاصل للقوات المسلحة بكل تاريخها وارثها القتالي منذ ان كانت "قوات دفاع السودان" في العام ١٩٢٥ وشاركت في بوحدات في الحرب العالمية الثانية وووو الخ...يصيب الحديد خَبث يزال الخبث ويعالج،فإن أصاب القوات المسلحة وباء الإقصاء الذي على يد الإتقاذ،فإنه يعاد تأهيل القوات المسلحة بما يزيل الغير جدير بالانتساب للجيش الوطني،ولكن تبقى القوات المسلحة هي القوى الوحيدة المؤهل لحمل السلاح. ان صح كل هذا، فإن بعض السياسيين لدينا، في حاجة إلى اعادة تقييم للاحداث، سواء الماثلة،او التي تستجد،لتتسق المواقف مع الاهداف التي ينشدها الجميع في نظام حكم ديمقراطي يكفل الحقوق المتساوية للمواطنين... لم تتعرض هذه الكلمة الي طموحات آل دقلو للحكم مستغلين ما ساقته لهم اخطاء الانقاذ، من قوات ورتب عسكرية وثروات وعلاقات دولية،لانه اصبح معروفا بما يكفي.ان الحكم يؤتى من ابوابه المشروعة، مدنيا وسياسيا انتخاباً،اما السيطرة المسلحة،فهي مرفوضة ومدانة وهي الي زوال مهما تدثرت بعبارات "الديقراطية والحكم المدني".... نتمني ان يعود الاستقرار للوطن ببسط القوات المسلحة سيطرتها،والتزام قيادتها باستكمال إجراءات التحول الديمقراطي التي تمت عرقلتها بواسطة البرهان وحميدتي في ٢٠٢١.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة