كما ذكرنا في السابق ان طرفي الحرب في السودان هما الشعب السوداني، المتسلح بالسلمية، و كل حملة السلاح، مليشيات النظام البائد، و الحركات المسلحة، و الجنجويد.
سيُذكر في التاريخ يوماً، ان طرفاً اعزلاً دخل حرباً، و إنتصر فيها علي اعداء يمتلكون كل اسباب القوة، و ناصية المال، و سلطة الدولة.
إن لم يحدث ذلك في المستقبل القريب، إن كنت مُقيماً بينكم فأبصقوا علي وجهي، و انتفوا لحيتي، شعرةً، شعرة، و ( الشنب ذاتو) .. و إن رحلت عن دنياكم فتبولوا علي قبري.
في السابق يعتقد غالبية الناس بان المشهد غاية في التعقيد، و لكن بعد مرور الوقت اثبتت الايام ان الامر الآن بات اكثر وضوحاً، و لقد تمايزت الصفوف، و بانت كل المعالم.
ما حدث بالامس من قبل افراد حركة مسلحة بإقتحام قسم شرطة في وسط الخرطوم العاصمة لتحرير احد منسوبيها الذي تم إحتجازه في قضايا جنائية ذات صلة بتجارة المخدرات، اثبت ان الشعب السوداني في مواجهة حقيقية مع هذه الحركات مجتمعة لطالما كشفت عن وجهها القبيح، و نهجها الوقح، حيث البلطجة، و الإستقواء بالسلاح.
مشاهد ما بعد سلام جوبا تعيدنا الي عصور اللا دولة، حيث الوزراء، و الحكام يعملون نهباً، و سرقة لمقدرات الشعب بشكل لا يمكن ان يحدث في دولة محترمة.
اصبح تطويع السلطة لأجل السرقة، و البلطجة امراً عادياً، بل ذهبوا لأبعد من ذلك حيث يعتقدون ان هذا هو ثمن نضالاتهم المزعومة، و ما حوته هذه الإتفاقية العار من بنود تُسمى بتوفيق الاوضاع، من إعفاءات جمركية، و ضريبية، وصلت بهم البجاحة، و الصفاقة لإستيراد المخدرات بشكل لم، و لن يحدث في دولة علي وجه الارض في الحاضر، او الماضي.
المعلوم انه لا يمكن للفوضى ان تستمر، فما نشهده الآن هي ضمن مظاهر حِقبة عفنة عاشها الشعب السوداني تحت وطأة شمولية خربة جعلت من اهله شيعاً، و جماعات.
إنه لأمر غريب عندما نتساءل عن ما هي رؤية هؤلا، و مفهوم الدولة عندهم؟
في التاريخ لم تستطيع قوة ان تفرض نفسها وسط مجتمع يرفضها “ دا مفهوم، ولا عايز شرح”.
يمكن ان يحدث ذلك لجزء من الوقت، فالثابت حتي المليشيات ذات الحواضن في بعض المجتمعات تُصاب بالشيخوخة، و الترهل، حيث الزوال.
كانت صدمتنا كبيرة في هذه الحركات لأننا إنخدعنا بخطاب النضال في وقت تقطعت بنا السبل، و إنسد الافق، فعملنا معهم بإيمان، و إخلاص لقناعتنا الراسخة بحتمية ضرورة سواعد تحمل السلاح لتكون للشعب درعه، و السيف امام نظام لا يؤمن إلا بالقوة، و القتل، و الدماء.
ما ان سقط رأس النظام سقطت الاقنعة، و بانت العورات، ليصل بهم الامر ان نصروا الإنقلاب علي إرادة الشعب الذي ناضلوا بإسمه زوراً، و بهتان..
موقف الحركات المسلحة، و ذهابهم الي التفاوض، و كأن إنتصار الثورة لم يعنيهم في شيئ، مثلت طعنة نجلاء في خاصرة الثورة.
اعتقد كانت خيبة امل الشعب السوداني مضاعفة لمرات عديدة لأنه علق آمالاً عِراضاً، حيث السراب الذي لم يروي عطشاً، او يقتل ظمأً.
كسرة..
الآن فقط الحالة المعنوية للشعب السوداني في تحسن مستمر لطالما قد إتضحت الرؤيا، حيث القاسم المشترك بين كل فئات المجتمع بمختلف فئاته، هو رفض هذه الحركات، و البلطجة، و مظاهر الفوضى، و السلام الاعرج الذي اتى بهم.
كسرة، و نص..
نعم حقيقة ادركناها في وقت متأخر ان كل الحركات هي سبب شقاء اهلنا في دارفور، و ها قد اراد الله لكل الشعب ان يعيش ما عاشه اهلنا هناك من فوضى، و غطرسة، و بلطجة.
كسرة، و تلاتة ارباع..
قال المهرج ابراهيم الماظ، امام حشد من مواطني الشمالية : “ لما جنرال الماظ يعدي هناك في الخلا الشجر بقيف إنتباه”
هذه الجملة تكفي فهماً لمنهج، و ادب هؤلاء، وقد هيأ لهم خيالهم المريض، و طموحهم الشاذ، بأنهم سيرهبون الشعب السوداني كما ارهبوا اهل دارفور، و احكموا آلة جهلهم، و تخلفهم هناك بقوة السلاح.
اخيراً..
ايها الاغبياء انتم الآن غير مرحب بكم في وسط الشعب السوداني في كل اقاليمه، و غداً لناظره قريب عندما تصبح المواجهة امراً واقعاً في الشوارع، و الميادين، و القرى، و المدن، و الحارات، و الازقة.
سنرى كيف يكون الهروب الكبير، و خلع الرتب، و النياشين المضروبة، و العلامات، و إلقاء الاسلحة علي قارعة الطريق امام إرادة الشعب السوداني رأي العين..
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق March, 13 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة