▪️ لا ادري على وجه الدقة مدي تشابه هذا السؤال بالجدل البيزنطي القديم العقيم...(ايهما الاول... الدجاجة ام البيضة)... فجدل اهل بيزنطا مقبول بموازين العقل ولكنه عقيم بموازين الحقائق والعقائد... فالحقائق والعقائد تؤكد ان الله قد خلق اصل الاشياء.. ثم الحق تناسلها وتوالدها لتتكاثر.. والامر لايتعلق بالدجاج وحده وانما بالبشر والشجر والحجر .. ▪️والسؤال القائم الآن... والمثير للجدل الشبيه بجدل اهل بيزنطا هو ايهما افسد الآخر... هل الحكومة هى التي افسدت الشعب السوداني واوردته موارد التردي والهلاك.. ام ان الشعب بتراخيه ونظمه التربوية ومعاملاته ومجاملاته هو من شجع الحكومة لارتكاب المخالفات وحفزها للتخلي عن انتمائها الوطني والتزامها الاخلاقي..؟؟ ▪️ هناك من الناس من يري ان الحكومة هي التى اعتمدت الفساد منهجا فى قيادتها للشعب... ولم تكن صادقة التوجه وغير مخلصة لشعاراتها وبرنامجها....فاظهرت الازدواجية فى تعاملها.. بل ووصل بها الامر ان تفعل عكس ماتقول.... اصحاب هذا الرأي يحملون الحكومة المسئولية الكاملة فى افساد حياة الناس وتدمير طموح الشعب.... اما مناصري الحكومة ومؤيديها فهم يعتقدون ان الحكومة ليست المسئولة عن ما حدث ويحدث وانما هى ضحية .. لأنها تقود شعبا...تقوم معاملاته على المخالفة والتجاوز.. وعدم الانضباط... وان تعطيل العدل والقانون تكاد تكون عرفا راسخا... فهناك ثمة خلل اخلاقي... يجعل الشعب السوداني يعتقد ان التحايل لتعطيل العدل والحصول على حق الغير فلاحا.. ونجاحا يستحق مرتكبه الثناء والاشادة والتمييز الاجتماعي... ويستدل هؤلاء... بان الذى يتجاوز الصفوف هو الفالح وان كانت الحقيقة بانه مخالف يستحق العقاب.. لانه سرق حق غيره وتسبب فى اضاعة زمن وصبر المنتظرين قبله... وعلي ذلك يمكن ان يقاس كيف ان سلوك الشعب واعرافه هى التي تهزم برامج الحكومات.. وتحفزها لتجاوز القانون.. وتشجعها علي الفساد... ▪️ التناقض القائم بين مناصري الحكومة الذين يصرون على فساد الشعب ومن يرون ان الحكومة هى شيطان الفساد الاكبر... تناقض قديم متجدد ربما لخص حله احد الشعراء العرب... فى قول موجز..(لايصلح الناس فوضي لاسراة لهم.. ولاسراة اذا جهالهم سادوا) ▪️ والحقيقة الصادمة ان الاتهام بالفساد يطال الطرفين .. فاذا كانت الحكومات هى جالبة الفساد بسياساتها وعدم التزامها الاخلاقي وخيانتها للامانة والوطنية... فأن الشعب الغافل المتراخي ...والمتساهل فى حسم تجاوز حكوماته وانحرافها هو شريك اساسي فى سيادة الفساد والوصول الي التردي .. ▪️ خلاصة الامر.... تبقي الحكومات فاسدة ومفسدة ومهلكة طالما انها خانت عهودها والتزامها الاخلاقي وانتمائها الوطني... وتكون الشعوب فاسدة طالما انها سكتت عن مواجهة المفسدين ولم تنتبه لتصحيح تعاملاتها واعرافها وسلوكها الذى يفضح سوء التربية الوطنية.. ويكشف النفاق المتجذر والذى يجعل الشعوب.. عبادا و كهنة وقديسين فى دور العبادة وفي المنابر.. ولصوص وفسدة في معاملاتهم فى الاحياء والاسواق ومواقع العمل.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق February, 20 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة