تحت هذا الشعار المتحدي ، خرجت قوى الثورة في مليونيتها في الحادي والعشرين من فبراير ٢٠٢٣م ، مؤكدة على شعاراتها الثابتة المنادية بسقوط النظام وعودة الجيش الى ثكناته وحل الجنجويد. ولا احد يستطيع أن يسلب هذه الجماهير وعيها ولا ارادتها الشاخصة للتغيير الثوري الجذري، ولن يثنيها عن تحقيق اهدافها القمع المفرط الذي واجهته مليونية اليوم. لكن بكل اسف مازالت بعد الاقلام تكتب منادية بوحدة تخلط الكيمان وتلغي الفرز الذي حدث عبر مخاض عسير ، تحت دعاوى توحيد قوى الثورة. تعودنا مثل هذه الكتابات من اليمين والوسط ، ولكنها هذه المرة جاءت من اليسار . ولسنا في حاجة للقول بانه قبل توحيد القوى الوطنية ( قوى الثورة) لابد من تحديدها وفقا لخارطة الصراع ، وتحديد عدوها لوضع إستراتيجية ومشروع الوحدة. بدون ذلك تصبح الدعوة لتوحيد قوى توصف بالثورية او الوطنية، مجرد حديث وصفي عاطفي، يؤسس لوحدة فوقية كسابقاتها، تنتهي بهزيمة المشروع الثوري امام مشروع اليمين الطفيلي. فالآن ليس هناك عناصر مترددة في قيادة تنظيمات (قحت) كما يدعي بعض الكتاب، بل تكتل حسم خياراته في الوصول إلى تسوية وشراكة مع اشرس قطاعات الراسمالية الطفيلية أي ذراعها الامني والعسكري ، ولا يمكن انجاز وحدة فوقية مع مثل هذه القوى التي آثرت الصعود الى السلطة عبر تعويم انقلاب اللجنة الامنية للإنقاذ ، في ارتباط وثيق بمشروع دولي استعماري امبريالي له ادواته الاقليمية وارتباطاته باللجنة الامنية للإنقاذ ، في اطار مشروع بريستون ليمان القديم الجديد للهبوط الناعم. الفرز الذي تم والاصطفاف الذي يتم على اساسه ، لا يترك مجالا لوصف من اختار المعسكر المضاد للثورة بالمتردد ، فهو قد اختار معسكر شراكة الدم ، ومدح زعيم الجنجويد كمدخل يدشن خطوات ابرام اتفاق نهائي، وتاسيس حكومة تطبيع مع اسرائيل وخضوع تام لشروط صندوق النقد الدولي من مواقع التبعية ، مع تفريط في سيادة البلاد لمصلحة محاور اقليمية . فالقوى المترددة التي يجب توحيدها واعتبارها رصيدا لقوى الثورة ، هي قواعد تنظيمات (قحت)، لا قياداتها التي اختارت المعسكر المعادي للثورة لتلتحق به من مواقع التبعية مجددا. وهذه القواعد ساحة استصحابها هي لجان المقاومة التي تتواجد بها ، لا التحالفات الفوقية مع قياداتها التي انسلخت من قوى الثورة وانضمت لاعدائها. ولاشك في اننا سنشهد صراعا ضاريا داخل اللجان، يتصدره عناصر (قحت) المرتبطين بقياداتهم و الذين يشكلون حصان طروادة، الذي يعمل لمصلحة شراكة الدم الجديدة المعادية للثورة، من اجل تفتيت اللجان واضعافها ومنع وحدتها ، في استكمال للنشاط التخريبي المستمر لمنع تكوين مركز موحد تنسيقي لقوى الثورة. هذا النوع من الصراع طبيعي ، ويجب ان تخوضه قوى الثورة بوعي يسمح للعناصر المترددة حقا و المضللة من قياداتها الملتحقة بالمعسكر المعادي للثورة، بالعودة الى قوى الثورة وكسر إرادة تلك القيادات. فتلك القيادات لا تراهن على الثورة ، بل على تقريظ زعيم الجنجويد الباحث عن نصير شعبي ومخرج من مأزقه التاريخي ، والاستفادة من التناقض الثانوي بينه وبين قيادة الجيش الانقاذية الحالية. خلاصة القول هي ان من يبحث من الماركسيين عن وحدة تلملم من هو مع الثورة ومن اختاروا معسكر اعدائها وشراكة عدوها الاستراتيجي تحت مظلة واحدة، بدعاوى توحيد قوى الثورة واستصحاب القوى المترددة ، هو كحاطب ليل يدعو للانتهازية السياسية وتغليب التكتيكي على الاستراتيجي ليهزم الثورة حتماً. يقيننا ان جماهير شعبنا اوعى من ان تخضع لمقولات وحدة عاطفية ، تجئ تارة من اليمين واخرى من اليسار ، لأنها حسمت خياراتها ورفعت شعاراتها الثورية و " الرهيفة التنقد". وقوموا الى ثورتكم يرحمكم الله!! ٢١/٢/٢٠٢٣
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق February, 20 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة