منذ وقت طويل حاول الإسلاميون تقديم واجهة لهم من الهامش في المرحلة القادمة، ولكن الشروط التي يجب أن تتوفر في مرشح الهامش هو الطاعة التامة والكافية بحيث يظل واجهة فقط كهنود أبيا مثلاً، وكما حدث للبشير في بداية عهده، حيث تعرض البشير لتجاهل كافة قراراته حتى اضطر إلى مواجهة الإسلاميين في المفاصلة الشهيرة. فالبشير حتى المفاصلة لم يكن الحاكم الحقيقي للسودان. وأعتقد أن العساكر والإسلاميون والأقلية الشمالية الحاكمة يحاولون اليوم تلميع وتصدير الكباشي كواجهة لقمع الهامش بشخص من الهامش، وبالتالي سيتمكن الكباشي من إلغاء اتفاقية جوبا دون أن يتعرض إلى أي وصم بالعنصرية كما سيحافظ على المنظومة الثقافية والرأسمالية والأمنية التي حكمت منذ الاستعمار بالإضافة إلى الإطاحة بحميدتي. لقد ظل الكباشي دائماً الخادم المطيع للحركة الإسلامية، ولنتذكر أنه من تُرك له الاعتراض على عدم ذكر الشريعة الإسلامية في وثيقة قحط القديمة دون باقي العساكر والتي وقع عليها العسكر بدون ذكر الشريعة رغم ذلك الاعتراض. والكباشي يبدو اليوم كخادم مطيع ولكنه غداً لن يكون كذلك، لو امتلك أدوات العمل اللازمة لاستقلال قراره، فهو لو كان ذكياً فسينقلب على العسكر ويبدأ في جمع صف الهامش، ومن ثم تعضيد حكمه بالهامش كما فعل الإمام المهدي ثم الترابي. فالمهمشون مقاتلون حقيقيون، فقط تنقصهم قيادة مالكة لأدوات السيطرة (السلاح+المال+المعلومة الاستخباراتية) اللهم إلا إن اكتفى الكباشي بأن يظل تحت عباءة الشمال. من قبل؛ كان من المفترض أن يلعب حميدتي هذا الدور لكنه لم يتعرض لهجوم إعلامي كاسح فقط، بل هو نفسه نأى عن الهامش بدلاً عن الاستعانة به في الصراع الإثني السياسي الراهن وهكذا فقد فرصة الحكم إلى حين.. والفورة ألف.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق February, 10 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة