ليس غريبا أن يختلف السودانيون حول الاتفاق الاطاري.. فنحن وعلى وجه الخصوص السياسيون منا ليسوا على قلب رجل واحد حتى في القضايا التي ليس فيها موطن خلاف. فاي مجموعة مهما كانت هي دائما وابدا ضد مجموعة أخرى ولا يهم حول ماذا او لماذا الاختلاف ؟فالمهم هو تحقيق المثل المعروف خالف تُذكر. فإلى الان ليس هناك من قدم بديلا للاتفاق الإطاري وقال انا أقدم البديل وان معارضتي ليست للمعارضة فقط. فنحن نشيطون جدا في النقد وشاطرون جدا في الاختلاف اما ان نعمل بمبدأ النقد البناء وان نجتهد بأنفسنا لاثراء الفكرة التي قد تأتي من الآخرين فهذا لا يخطر على بالهم ابدا. حتى ان البعض ممن يعترض على الإتفاق الإطاري أشك في انه قرأه او دقق فيه. ومن المغالطات ان نجد من المعارضين من يعارض لمجرد ان الاتفاق مع العسكر مرفوض! ولا اعرف من سيتفق مع من؟ فاي اتفاق إنما يكون بين طرفين لا ضرورة ان يكونا عدوين او غير ذلك بل بالضرورة ان يكون الطوفان مختلفين والا فلماذا المباحثات والمواثيق؟ . فهل المطلوب هو الاتفاق بين المدنيين أنفسهم ام مع من؟ ولا نعرف الي الان ان هناك اتفاقا يمكن أن تتم معارضته ولم يتم تطبيقه على الأرض لأنه الإطار العام لاتفاق قادم وليس الاتفاق نفسه .فإذا كان هذا هو الآتفاق الإطاري ويجد هذه المعارضة فكيف سيكون حال بعد أن يصدر الاتفاق نفسه.؟؟؟ لماذا لا نتقدم خطوة ونلقى بخلافاتنا جانبا فالوطن يعاني والمواطن كذلك والطريق الوحيد هو الاتفاق فيما بيننا.مدنيون وعسكريون.. فلا مزايدة هنا ولا استعلاء وفق إطار واضح ومتفق عليه. لست مع لعب السياسيين ولا مناوراتهم مثل كثير من تلك الاحزاب التي تمارس السياسة من وراء الستار في الزمن الخطأ والظرف الحرج... فهي مع الاتفاق سرا وضده علنا والعكس صحيح. ان اهم ما يجب أن نعرفه هو أن كل الدول التي خرجت من الازمات الكبرى لم تخرج لبر الأمان الا بالاتفاق والترفع عن الصغائر كجنوب أفريقيا ورواندا واخيرا إثيوبيا. فلماذا نحن والي آلان لم نصل ولو إلى نصف اتفاق دون أن نلجأ الي اسلوب الترضيات والاجاويد والجلوس مع كل جماعة على حدا.. ؟؟؟ وما هي المكاسب التي سيجنيها هؤلاء او أولئك ونحن لم نصل للاتفاق بعد. ايها المعارضون انتم تعارضون ماذا ولماذا.. وانتم يا من تهددون باللجوء للسلاح او للانسلاخ. ماذا كسب هؤلاء من حملهم للسلاح وماذا كسب أولئك من انفصالهم.. اي مكسب زائل او مجد تسجله او بطولة تفخر بها وانت تجرر ثوبك في كل المحافل لتهدد بلدك. الذي ان أصابه الخراب لن تجد حتى ظلا لتجلس عليه. واقول كرسالة من سطرين لترك ومن معه في شرق البلاد انظر بجوارك لابناء عمك من التقراي كيف انهي بهم المطاف للتفاوض وما سيحققونه منه لم يستطيعوا تحقيقه بقوة السلاح وتعلم منهم.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق January, 12 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة