بالأمس كانت الذكرى السنوية لإصدار قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1511 بتاريخ 16 أكتوبر سنة ( 2003). بموجب هذا القرار الذي تضمن العديد من الفقرات أقر مجلس الأمن الدولي في إطار ما تسمى بالشرعية الدولية بأن العراق دولة ذات سيادة وأن من حق شعبه تقرير مصيره ومستقبله السياسي ومن حقه التحكم في ثروات في بلده، ومما أقره أيضا أن كافة السلطات القائمة في العراق تخضع لإشراف مجلس الأمن الدولي وأن العراق وإدارته يخضعان لرقابته وإشرافه وفقا للبند للسابع، ووفقا للقرار ذاته فإن توفير الأمن والاستقرار أمر أساسـي لإتمـام العمليـة السياسـية في العراق!. (جزءا مقتبسا من نص ومضمون القرار) لم يتحقق أي من مضامين هذا القرار في العراق على الإطلاق لا سيادة ولا أمن ولا استقرار ولا إرادة شعب ولا عملية سياسية، وعلى ما يبدو أن الإدارة الأمريكية أرادت أن تنأى بنفسها عما توقعت حدوثه من فضائح فجاءت من كل قوم بعار وألصقته بالعملية السياسية وقالت ها قد إكتملت فالكل متواجدون على مسرح السلطة والغنائم، وقسمت عليهم كل شيء حتى سوءات الدستور هذه السوءة لك أيها الكردي كما أردت، وتلك لك أيها الجندي الشيعي كما أرادت وكتبت إيران، وهذا العار لك بما قبلت أيها العربي المدعي، وهذه المصيبة على رأسك أيها الوطني الذي لا تستحق سوى العناء والعذاب حتى تبرأ من وباء وطنيتك، وتعالي أيتها الصحافة المطيعة والتقطي صورا لهذه الكائنات المزركشة التي ستبتسم الآن حسب التعليمات (ابتسمي الآن يا كائنات المشهد) ابتسمت الكائنات فرحة بالصورة وبالمنصب، وها قد أعددنا لكم المطلوب واسمكم من الآن فصاعدا عملية سياسية، وها قد أجلسناكم وأخذنا لكم صورا جميلة وستكتب عن الصحافة ويتحدث عنكم الإعلام كزعماء، وغدا تستلمون الإمتيازات! هل استلمتم رواتب ومخصصات مجلس الحكم كاملة؟ نعم سيدي استلمنا! إذن نحن منسحبون فالسلطة باتت لكم ونعلم أنكم كائنات ...، ...، ...، ولكن لا تستعجلوا بفضح أنفسكم بكل شيء على المدى القريب..أودعناكم. تعجل الأمريكان بالخروج بعد هدم كل مؤسسات الدولة العراقية وبنيتها التحتية دون أن يقوموا بإعادة بناء ما دمره المجتمع الدولي بقيادة أمريكية في العراق ومكنوا ملالي الظلام في طهران من كل مفاصل الدولة العراقية ليصبح النظام الإيراني خليفة للأمريكان بالعراق وبعلم ومباركة الأمم المتحدة، وهذا ليس بخافٍ على العراقيين من رضيعهم إلى كهلهم وكذلك على أغلبية هذا العالم ولا ينكر الأمريكيون ذلك. كان الإيقاع السياسي والأمني والإداري منضبطا في العراق بالحد الأدنى بوجود عصى الأمريكان الغليظة على الجلود المتجلدة لأبدان تلك الكائنات المشار إليها أعلاه، والآن لم يعد لهم رادعا ولا ضابطا سوى سوءاتهم الدستورية المُنظِمة لحصصهم ومخصصات وجودهم الطفيلي بعد خروج الأمريكان وعصيهم من العراق، وسرعان ما أفاق المجتمع الدولي على فضائحهم وانتخاباتهم التي قامت بالإكراه على فتوى الخمسات الثلاثة فتوى من لا ينتخب 555 تصبح زوجته محرمة عليه التي مثلت ما يسمى في حينها بـ التيار الإسلامي الشيعي واليوم لم يبقى منه لا تيار ولا إسلامي ولا شيعي، أصبحت حشدا مسلحا بالويلات وشتات أفاعي سياسية هنا وهناك كلٌ وميليشياته تسير وتمضي وتفكر كما توعِز لها طهران الملالي، ولا يقتصر استعباد طهران على من يقال بأنهم وحدهم أفاعيها فكل الأفاعي من الشمال إلى الغرب إلى الوسط والجنوب راكعة خانعة لها طوعاً وكراهية. اليوم ورغم فضائح سلطة الأفاعي المروضة في العراق والتي أحاط بها القاصي والداني علما واشتكى منها الأمريكان واشتكت منها بعثة الأمم المتحدة واستحت من أفعالها أقبح المخلوقات؛ يبارك المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية عودة هذه الأفاعي إلى السلطة من جديد على الرغم من بكاء مبعوثة الأمم المتحدة ونصبها العزاء على حال العراق دولةً وشعباً لدرجة أننا صدقنا وذهبنا لنقدم لها المواساة والعزاء ويتضح أن العزاء ليس في العراق وشعبه ولكن في فقدان الأمل في عودة الأفاعي إلى مشهد الفرائس والغنائم في العراق والدليل سرعة لملمة ما قالوا لهم أن اسمها عملية سياسية وانتخاب رئيس جديد توافق عليه أفعى عدوة، وأخرى صديقة وأخرى تبحث عن دور حول عرش الأفاعي في العراق، وجيئ بكل عار إلى عرشها بئس العروش وإن علت، وغدا يسقط بيت العنكبوت في طهران ويفتضح، وتَسيئ وجوه الخانعين متوجين بالعار إلى الأبد. د.محمد الموسوي / كاتب عراقي
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق October, 18 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة