ومازال اهل السودان والعالم في صدمة كبيرة من ما اعلنتها السلطات الصحية بوجود ثلاثة الف جثة مجهولة .تحللت واختلطت. والمشهد جلب كل الاحتقار لكل ما هو سوداني ليس فقط من قتلهم ومتي وكيف ومن ؟ وبل البرود الذي واجهه به السودانيون هذه الكارثة الانسانية غير مسبوقة. نعم سمعنا بالمحرقة والابادات كلها معروفة الفاعل ومصير الجثث. وقد يكون الغائب العدالة في مرحلة من عمر القضية. فالحالة السودانية وحدها لا احد يعرف من الذي قتلهم ؟ومن الذي اتي بهم الي المشارح ؟ ولا احد يعرف الذين استقبلوا هذه الجثث .ولا البواب يعرف كيف ومتي ادخلوا هذه الجثث ؟ ولا ادارة المستشفيات تعلم بوجود هذه الجثث قبل ان تتحلل وتمضي عليها شهورا ولربما سنوات؟ هو شبيه بالمنطق الذي يقول ان المدنين في دارفور قتلوا لان المتمردين يجعلون اسرهم دروعا بشرية بالرقم من فقر المنطق مازال هو المبرر الوحيد . فان امر هذه الجثث لا يحتاج الي اكثر من شرطي مستجد ليجاوب علي كل هذه الأسئلة.ولكن راينا ان يكون القاتل مجهولا وبل كل شئ عنهم مجهولا . نعم هو العجب بعينه ومنه يبدأ تقدير قيمة الانسان السوداني .من بين هذه الجثث جثة واحدة صدحت العاصمة وكل اللجان المقاومة بالحديث عنها ورسموا لها الاحداثيات في الطول والقصر ولم يتركوا شئيا يمكن معرفته قبل دفنها. اما بقية الجثث الواضح لا بواكي عليهم ومثلها مثل الجثث المجهولة علي الدوام في مشارح الكليات الطب لا احد يعرف لها الجهه او الاسم سوي انها لم تكن من الشمال او اولاد البلد. ولذلك هذه الجثث لو تضاعفت عددهم بالمئات والاف لم تحرك مؤسسات الدولة العميقة والتي تعمل علي تجاهل مصير هذه الكارثة لان القتلة لو كانوا من المغضوب عليهم لملأنا الدنيا ضجيجا وكوننا لجأن التحقيق علي الاقل للاحتفاظ بسجل الاتهام مثلها مثل ضحايا فض الاعتصام فكانوا اكثر حظا طالما كانوا بينهم بعض ابناء البلد .وان كانوا القلة لانهم عادوا الي بيوتهم للعيد ومنهم من كانوا علي علم بالمصيبة القادمة قد نجو بجلدهم فالاشقياء وحدهم الذين وجدوا مصيرهم مع المغضوب عليهم . وهكذا يمكن القول ان مؤسسات الدولة العميقة هي التي تحارب وتستمر في الابادة وليس الجنود وحدهم. عندما تقر استمرار الحكومة اكثر من عامين من دون القضاء .الي درجة التي يتصور المجرم امام جثة قاتله كما حدث في الجنينة .والقحاتة هم الذين اشرفوا علي هذه الجثث حتي التفتت والتحلل .ومع ذلك يريدون العودة لحكم البلاد علي ظهر السفير الامريكي والجيش المصري .لا احد منهم توقف في قبح افعالهم في مواجهه فعال لما يريد .ونحن لا نعرف من الذي قتلهم ولكننا نعلم من الذي قتلهم اكثر من مرة .عندما لم يكلفوا انفسهم حتي الدفن بالالة في مقبرة جماعية. والمؤسف اكثر كل هذه الجثث المجهولة تنتمي الي شعوب الهامش وخاصة دارفور والنوبة لقد تشتت الاسر بفعل الابادة لا الابن يعرف ان اباه نجا من موت الابادة ام قتل ولا الاب يعلم اين مصير ابنائه ان كانوا في جوف الحوت ام في سجون القوش .فالمصير واحد في كل الاحوال . ومنهم من كان الظن اسيرا في السجن ام استشهد في صفوف الحركات ام انه مازال يحمل هم القضية والسلاح . اما الذين قادهم المقادير الي الخرطوم وهم اسري كان افضل حلم لهم مقبرة ، وان كانت بلا شاهد .ولكن هيهات . اما الواحد القهار بالمرصاد عدالته لم تغيب لمن قتل وساند وسكت ودافع عن المجرم بقلمه وعرقه سوف يلقون هذا المصير في دنياهم اما في الاخوة فهم الخاسرون . دونك الذين سكتوا علي محرقة الاكراد سلط عليهم بظالم اكبر قلب ليلتهم نهارا واشلاؤهم تتطاير يوما في شوراع البغداد.وحلمهم جميعا ان يعودوا سالمين الي بيوتهم لو خرجوا .
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق September, 19 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة