أغلبية مواطني السودان يكرهون استغلال النفوذ في مكان عمل لقضاء مصلحة معينة، ولكن هل يمكن أن يتخيل أي شخص كيف سيكون وضعه إذا مر هو أو ابنه أو أحد أقاربه بمشكلة مع "المرور" على سبيل المثال؟ أو رفض طلبه لقبول ابنته مثلاً لدخول الجامعة؟ أو أن يلزم في الوقوف في طابور ليس له نهاية داخل مبنى أو جهاز حكومي لإنهاء معاملة؟
طبيعة كل إنسان تجعله يحب أن يعطى الأولوية والاهتمام في كل جوانب الحياة، وقد تتخالف هذه الطبيعة مع التزامه بالنظام، أو اتباع الإجراءات الروتينية التي تجعل كل الناس مجرد أسماء على ورق وتتبع معاملاتهم خط سير واحد. ولكن هذا الوضع يتغير عندما يكون الاسم الذي على الورق هو زميل قديم، أو جار أو قريب لشخص ذي نفوذ قادر على استثنائه من النظام وإعطائه الأولوية في التعامل.
وقد يكون استغلال النفوذ أمراً إيجابياً في بعض الأحيان، فلا يمكن أن ننكر بأنه خدم الكثيرين وأنقذهم في العديد من المواقف، خاصة الطارئة منها - دون أن يمس بالآخرين، ولكن هناك البعض الآخر ممن يسيئون استغلال النفوذ لإلحاق الأذى بغيرهم أو ظلمهم أو أكل حقوقهم والتضييق عليهم، ولا يمكن أن يحصل كل هذا إلا إذا كان هناك خرق للنظام أو التلاعب فيه.. وقد ناقشت مجلة الايكونوميست Economist في ملف خاص نشر قبل فترة، موضوع سوء استغلال النفوذ السياسى والشخصي ، واعتبرته السبب الرئيسي لظهور الفساد الإداري في أي قطاع مهني . وعندما يتعلق الموضوع بخرق نظام وحدوث خلل ما فيه، فإنه من السهل اكتشافه والوصول إليه، ولا أعتقد أن هناك أي شخص مستعد لتعريض وظيفته ومستقبله للضياع من أجل تقديم مساعدة غير نزيهة لأي شخص، مهما بلغت درجة قربه منه.
تداولت بعض وسائل التواصل الإجتماعى بأن هنآك إعفاءات شخصية تحسب لأسرة الراحل خليل إبراهيم مؤسس حركة العدل والمساواة السودانية بغرض إدخال سيارة تخص أحد أبناء الأسرة مع العلم بأن رئيس الحركة الحالي جبريل إبراهيم هو المسؤول الأول لمالية وجمارك السودان وهو مانفته الحركة عبر قيادتها وأعلامها باعتقادي أن مؤسسة كبيرة كحركة العدل والمساواة السودانية لا يمكن أن تكون مثالا لاستغلال النفوذ وتمرير المصلحة الشخصية فوق مصالح الوطن العليا ولذلك تلفيق التهم الجزاف والإساءة لأحزاب أو حركات موقعة على إتفاقية سلام جنبت بلادنا الحروبات والنزوح هو ضرب لقيم السلام والاستقرار والزج بأسماء حركات وأحزاب فى صراعات سياسية لا تغنى ولا تثمن من جوع... السودان الآن يواجه أزمات مختلفة تكاد تعصف بالبلاد كلها أزمات تواجهنا من كل الجوانب .. أزمات فى الإقتصاد وأزمات فى الفيضانات وأزمات فى الصحة والبنية التحتية وأزمات فى الأمن والأمان وأزمات فى الوضع السياسى والاستقرار الإقتصادي ومعاش الناس وشروع بعض القلة القليلة التى لا تحسب ولا تكاد تحصى إلى ضرب الوطن القابع أصلا تحت سيطرة الجنجويد والعسكر بهدف إرباك المشهد السياسي والأمني بالبلاد وإشعال بؤر الصراعات هنا وهناك وخلق نوع البلبلة المفتعلة ألتي نشاهدها يوميا فى بلدنا المنهك الجريح.....
شخصيا لا أدعم او أشجع استغلال النفوذ الشخصى وقوة المنصب لكسب مصلحة دونوية لا تخدم بلدنا فمثل هذا الاستغلال سوف نحاربه بكل قوة يكفى إستغلال الكيزان والجنجويد ومن خلفهم العسكر لموارد الدولة ونهبها على عينك يا تاجر... فكفي استغلالا للنفوذ بكل أوجهها..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة