مئوية كرري: أوقدت ناراً وأريد أن أتدفأ بها كتبه عبد الله علي إبراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 01:16 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-03-2022, 06:23 PM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 1955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مئوية كرري: أوقدت ناراً وأريد أن أتدفأ بها كتبه عبد الله علي إبراهيم

    05:23 PM September, 03 2022

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر






    (كلمة في مئوية كرري في 1988)

    لم يتسن بعد لفكرنا التاريخي والثقافي ان يتأمل بتجرد وتأهيل دولة الاستعمار كمحض شوكة ارتدفت فظاظة الموالاة والتباعة إلى عتو الفتح والفتك. وقد انصرفنا عن هذا الشغل بأمرين. فقد تهافتت الفئة الحاكمة تحتل مقاعد هذه الدولة التي تقوم على مبدأ أن الحاكم أجنبي عن المحكومين، وأنه رسول الحضارة والاهالي، الرعية، موضوع في مختبر الرقي والتمدين. أما صفوتنا الثقافية فقد تراوحت بين التقليل من شوكة الاستعمار سكرى بالشعار الوطني وانجاز الاستقلال، وبين تدوين المأثرة الوطنية العظمى في استعادة السيادة من براثن الاستعمار. وفات عليها ان تعلم عن الاستعمار حق علمه.
    إننا لنجني ثماراً مريرة حقاً لأننا فرطنا في درس شوكة الاستعمار.
    فحيال تردي الدولة/ الأمة السودانية، وجدنا جماعات من الصفوة قد تنصلت عن الوطنية وهرولت إلي التغني بمأثرة أو أخرى مزعومة للاستعمار، تبكي ضياعها، وتندب حظنا العاثر علي تسربها من بين ايدينا. وانتهي هذا النفر الى ما يجعل الدولة الاستعمارية قريبة من العصر الذهبي الذي تشد الرحال الذهنية المرهقة الى رحابه الوارفة.
    خرجت علينا الصفوة المدينية بتجديد ذكرى «زفة» مفتش المركز الانجليزي الاسبوعية خلال طوفان 1988م الذي كشف غوار السلطات المحلية. فتذكر هذا النفر أياماً للسلف الانجليزي يضبط الادارة ضبطاً في زفة الاسبوع. وقد جادلت مرة شهماً ذا يقظة ونبل تجاه متاعب اقليمه وهو دارفور تأذي من انفراط حبل الأمن في وطنه الصغير الذي كان الانجليز، في قوله، يضربون به المثل في استتباب الأمن.
    وأزعجني قول نفر من الأكاديميين الجنوبيين أي «سياسة المناطق المقفولة»، التي دبرها الانجليز لإنشاء سد ثقافي وبشري ومكاني بين الجنوب والشمال، هي من آيات بِرِ الانجليزي بالجنوب، وتطوعهم بالشفقة عليه حماية له من غائلات الشمال العربي المسلم الكواسر.
    وهذه خاطرات منبئة عن تخلف الثقافة السودانية، الراتعة في هامشيتها الاثيرة وداحس خصوماتها، عن الانشغال بالمعاني المتجددة عن نظرية الاستعمار وشوكته التي تخصب ساحة الفكر الأكاديمي وحقل الثقافة العامة لأربعة عقود من الزمان وأكثر. فلم تكن «زفة المفتش» ضرباً محايداًمن الادارة. وليقرأ القارئ ما كتبه المرحوم بابكر بدري (وهو مُصَانع للإنجليز لا مقاوم) عن الصلف الذي انطوت عليه الزفة من مثل شرط ان يقف المواطن من الاهالي بالغاً ما بلغ من العمر احتراماً للمفتش متى مرت به الزفة. وقد كتب المرحوم حسن نجيلة في الجزء الثاني من كتابه العجيب، ملامح من المجتمع السوداني، فصلاً عن ثورة جزيرة توتي على مستر ربن، مفتش بحري والضواحي، لإهانته السمجة لرجل من الجزيرة.
    ومن الجهة الاخرى لم يكن استواء عقد الأمن في دارفور ذا أصل في «عدلت فنمت» بل في فانطازيا الحكم والقوة لرجال أوابد مثل مفتش كتم، المستر مور، الذي أهان الرجال حتى سماه حسن نجيلة «طاغية كتم» ونازله المرحوم أحمد يوسف هاشم في الصحف.
    واخيراً فإن «بِر» الانجليزي بالجنوب وجبال النوبة والانقسنا، المناطق المقفولة، هو محض غطرسة اعقبت ميسم العنف البشع الذي نقشوه على جسد وعقل أهل تلك المناطق. فقد اخضع الانجليز النوير المقاومين بالطائرات المغيرة المحرقة ثم بالدراسات الأنثروبولوجية الذكية مثل كتب ايفانز برتشارد الذي لم تبل جدته بعد في مدرجات علم الاجتماع. وهي نفس الغطرسة التي انزلت النوبة قهراً إلى السفوح من مسارح تاريخهم وامنهم في التلال. واستعان الانجليز لذلك بنادل، الأنثروبولوجي، ليعينهم على إدارة النوبة.
    لبر الانجليز المزعوم هذا مصطلح سلبي للغاية في الدراسات الثقافية المعاصرة. فالدارسون يصفون اجراءات الاستعمار لصون ثقافة المستعَمرين مثلنا بـ«النوستالجي (أو الحنين) الاستعمار». نظراً إلى المفارقة المبكية في مثل هذا الاجراء: وهي ان الاستعمار يُغير بالفعل ما يزعم قولاً إنه حفيظ عليه، وحريص على استدامته، وقد شرح الدكتور ريناتو روسالدو، استاذ علم الأنثروبولوجيا بجامعة استانفورد، هذا المفهوم (Colonial Nostalgia) في كتابه القيم «الثقافة والحقيقة» الصادر في 1989م.
    إن أكثر سوء ظننا الدامي ببعضنا البعض، الذي تسيل له الدماء وتزهق به الارواح، وتحشد له القرابين البشرية بفرح ممض، راجع إلى أن صفوتنا الثقافية تأخذ أمانتها باستهانة مؤسسية، فلا منابر لها للخلوة، والتأمل، والنقاش، وإذاعة الجديد من النظرات، واطراح البالي الاخرق. وكلما أنبت الزمان منبراً هُرعت إليه بلغوها السياسي الرديد وعصبياتها قبل التاريخية. فقد انزعجت مراراً مثلاً لكيف تحمل هذه الصفوة تُرهاتها المرموقة الى اروقة جمعية الدراسات السودانية الامريكية التي لا يتشرف اكثرهم بعضويتها. وهذا فعل في درك سحيق من الأمية.
    لعلنا نجعل مرور مئوية كرري قنطرة الى تجديد عروق ثقافتنا من كولسترول الكسل، والتنطع، والانقطاع عن القراءة، والتفرغ لغيرها من اللهو السخيف. وأنا متفائل. فتحت الرغام وميض للثقافة الحرية. ولهذا الوميض دفء ولفـح. ألم يقل المهدي عليه السلام: «إنني أوقدت ناراً وأريد أن أتدفأ بها».

    عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق September, 03 2022
  • مجموعة دعم الأحفاد ببريطانيا:الحفل الخيري الكبير لصالح منح الطالبات


عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق September, 03 2022
  • امطار غزيرة بالخرطوم
  • إتكاءة: إطلالة على سيرورة الإنسان الفلسفية والفكرية
  • هل صراع النيل الأزرق يهدف إلى إلحاق الإقليم بإثيوبيا بعد فصله عن السودان؟
  • مؤسف ما يحدث في مصر لكبارنا ونساءنا من ضياع . منقول
  • بلصورة الحظ يبتسم لراعي غنم بعثوره على كنز من الدهب التقيل
  • عناوين الصحف الصادرة اليوم السبت الموافق 3/9/2022
  • قيادي بالعدل والمساواة: إعفاء سيارة أواب من الجمارك “لا يعني أن القيامة تقوم“
  • صوتو جواي رنة . الفنانة الفلتة فهيمة عبدالله تبدع حد الإبداع ما يقيف
  • الفنان محمد ادم (ود القاش)
  • إعلان حالة الطواري بولاية النيل الأزرق بعد تجدد القتال بين المواطنين من قبيلة الهوسا و الهمج

    عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق September, 03 2022
  • نزيف الشهداء .. و التطبيع مع الموت كتبه د. حامد برقو عبدالرحمن
  • نيرونات السودان ! كتبه زهير السراج
  • السيول .. شبابنا بخير كتبه عواطف عبداللطيف
  • القَلِب إِن وِسِخ ما بنضفوا الصابون ! كتبه ياسر الفادني
  • لا تندهش أنا اعلم الغيب ايضا كتبه محجوب الخليفة
  • كررى ذاكرة بلا تاريخ !!ذاكرة المقال كتبه الأمين مصطفى
  • العينُ تناطحُ المخرزَ والمعدةُ تنتصرُ على السجانِ كتبه د. مصطفى يوسف اللداوي
  • سرطان شهوة الفساد! كتبه بثينة تروس
  • الحلم الأمريكي و الديمقراطية في السودان كتبه زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • نقابة الصحفيين.. انتحال الإرادة كتبه د. ياسر محجوب الحسين
  • أراكَ عَصِي الباب شيمتك القفلُ ! كتبه ياسر الفادني
  • خسارة قرايتي كتبه أمل أحمد تبيدي
  • كيف نجح المدفع الرشاش مكسيم في إستعمار السودان 58 سنة وإستعمار عشرات الدول الأخرى ؟
  • الجنائية الدولية وعدم الأفلات من العقاب من هنا تبدأ هزيمة الانقلاب كتبه شريف يس
  • عيب يا دكتور خليل ابراهيم كتبه محمد الحسن محمد عثمان
  • مواجهة الاستيطان ومنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سري القدوة























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de