يعيش السودان مآسي جديدة سببتها أمطار خريف هذا العام وما رافقها من سيول وفيضانات، خلفت دماراً كبيراً في 16 ولاية من جملة 18 ولاية سودانية، وتأثر بها نحو ربع سكان السودان، طبقاً للتقارير الرسمية....
بينما لا يزال السودان يكافح لاستعادة استقراره وإنهاء المهزلة السياسية التي استمرت 3 سنوات، بكل ما خلفته من تداعيات على كافة القطاعات، جعلته من بين أكثر الشعوب معاناة، جاءت الفيضانات والسيول لتضيف لكل تلك المآسى مأساة جديدة، حيث تشهد مناطق كثيرة من السودان حاليا ومنذ منتصف الشهر الماضي سيولا جارفة وأمطارا غزيرة وصواعق رعدية، أودت بحياة العشرات وألحقت أضرارا فادحة بالبنية التحتية الخدمية والمرافق الصحية وممتلكات المواطنين والأراضي الزراعية والوديان وغمرت كثيرا من القري في ولاية نهر النيل وولاية الجزيرة وولايات كسلا والقضارف ودارفور شمال ووسط وغرب وشرق البلاد.
بقوة الصور المروعة ألتي انتشرت فى وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي بدأ السودان بلدا منكوبا بسيول وفيضانات اجتاحت الولايات ، هدمت عشرات آلاف البيوت، وشردت مئات الآلاف من المواطنين، وألحقت أضرارا باهظة فى الممتلكات والأرواح.
رغم ضراوة المأساة الإنسانية والإجتماعية فى بلادنا فإنه لم يحظ بدعم حقيقى يستحقه من الدول العربية والإفريقية بل حتى الأوربية والأسيوية منها ألتي اوصفها دائما فى كتاباتى بأنها دول شقيقة وصديقة لجبر الأضرار الجسيمة، باستثناء الجسر الجوى السعودى والقطرى المصرى محملاين بأدوية ومستلزمات إغاثية عاجلة فأين بقية الدول العربية والإفريقية والأوربية والأسيوية؟؟ بل أين الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي ألتي لم يعقدوا حتى جلسات طارئة على المستوى الوزاري لمناقشة الأوضاع الإنسانية العاجلة بالسودان .
رسالة أبعثها بالخصوص إلى الشعوب العربية وحكامها "إذا لم تطلوا عن قرب على الشخصية السودانية، بأحلامها وانكساراتها وقدرتها على الخروج من أعتى الأزمات مرة بعد أخرى، فإنكم سوف تحلقون بالوهم فى فراغ التصورات"
وإذا لم يدرك العالم العربى أن التضامن مع السودان بوليصة تأمين لأمنه ومستقبله وسلة غذائه، فإنكم قد تخسروا شريكا حقيقيا فى أى حساب، أو عند أى منعطف.
أسوأ ما قد يحدث أن يترك السودان شبه وحيد وشبه منعزل تحت ضربات السيول والفيضانات، التى لم يسبق لها مثيل منذ قرن.
أرجو الالتفات، قبل فوات الأوان، إلى مغبة أى انعزال محتمل باليأس، فالسودان ليس تشاد ، التى توشك أن تنشئ سفارة لها فى القدس المحتلة كأول دولة إفريقية .
وختاما
السودان سوف يجتاز هذه النكبة المريرة بإذن آلله تعالى كما اجتاز غيرها من النكبات على مر الأعوام والعصور ولكن لن ينسي السودان دولا وشعوبا وحكومات قدمت له المساعدة والمؤازرة وقت الشدة وسوف يردها بإذن آلله الصاع صاعين كما قام بها فى أيام الراحل البطل الرئيس جعفر النميري بتسيير جسور جويا تخطى بها الدول العربية إلى الدول الأوربية كألمانيا في فيضانات الثمانينيات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة