منذ الإطاحة بنظام البشير في أبريل 2019، وبعض الدول الأجنبية تسعي لزعزعة إستقرار وأمن السودان بهدف إضعاف دور المؤسسة العسكرية فيه والمتمثل في حميايتها من التدخلات الأجنبية الطامعة في ثروات السودان، ونخص بالذكر فرنسا ودول الترويكا الثلاث الولايات المتحدة والنرويج وبريطانيا، والتي تسعى لتحييد الجيش السوداني بمختلف الوسائل والطرق، وقد اتضحت سياسة هذه الدول الإستعمارية وأطماعها في القارة السمراء للعلن، واستعملت في سبيل تحقق أهدافها مختلف المنظمات الإنسانية التي تدفع بها كذريعة لبناء قواعد متينة لها داخل الدول المستهدفة، ومن بين هذه المنظمات، المنظمة الفرنسية التي تدعى "Promediation" والتي تزعم أنها تدافع عن حقوق الإنسان كحجة لدخولها الآمن إلي بعض الدول التي تستهدفها دول الترويكا وفرنسا، والتي يعتبر السودان من ضمنها.
"Promediation" تعتبر منظمة غير ربحية هدفها الظاهر الذي تستعمله كستار لها لتجنب الرقابة الدولية هو حماية حقوق الإنسان وقضايا السلام في القرن الإفريقي ومنطقة الساحل، ولكن المغزي الحقيقي لوجودها في تشاد مثلا هو ضرب استقرار السودان من خلال تأجيج الصراعات القبلية علي المناطق الحدودية بين السودان وتشاد، وهو ما نجحت في تحقيقه في العديد من المرات وكان آخرها ما حدث الأربعاء الماضي حيث لقى 20 شخصا حتفهم في معارك قبلية غرب دارفور، ويجدر بالذكر أن هذه المنظمة تستعمل في خلق الصراعات القبلية بعض الحركات المسلحة والجماعات المتطرفة التي تتلقي دعمها من هذه المنظمة، وأما المنظمة فهي الأخرى تتلقى دعما ماليا ولوجيستيا كبيرا من فرنسا ودول الترويكا، وتعتمد طريقة هذه المنظمة في خلق الصراعات بإعطاء الأوامر لهذه الجماعات المسلحة المتطرفة بقتل أفراد مختلف القبائل من الطرفين التشادي والسوداني، وهو ما يجعل كل منهم يظن أن الآخر قد هاجمه فينشب صراع دموي كبير، وبهذا تكون قد أحدثت شرخا كبيرا في أمن السودان وإظهارا لعجز الجيش السوداني بالقيام بدوره والتحكم في هذه الصراعات، وبالتالي تلطيخ سمعته داخيا وخارجيا.
وقد أدت هذه الصراعات التي أحدثتها المنظمة الفرنسية في المناطق الحدودية بين تشاد والسودان أيضا إلي توتر العلاقات بين الدولتين وتبادل مختلف التهم، وهي سياسة أوروبية معروفة منذ القدم بفرق تسد، كما يجدر التنويه أن هذه المعارك القبلية الدامية قد ازدادت بقوة بعد وصول محمد حمدان دقلو إلي منصب نائب رئيس مجلس السيادة، والذي قد يشكل عائقا حقيقيا بالنسبة لدول الترويكا وفرنسا في سبيل تحقيق أهدافهم في المنطقة ونهب ثروات البلد، ولذلك عمدت إلي تأجيج الوضع الأمني علي الحدود لإضعاف مكانة المؤسسة العسكرية محليا ودوليا، وبالتالي وجود ذريعة للتدخل بسبب الإنفلات الأمني ونشر قوات حفظ السلام الأممية التي تعتبر وسيلة جيدة من وسائل الإستعمار العصري.
ويقول المحلل السياسي عبد الحميد الشنقيطي أن الهدف الأسمى للغرب هو القضاء علي دور المؤسسة العسكرية التي تعتبر حصنا منيعا ضد التدخل الأجنبي السافر في البلاد، وقد لجأت لإستعمال هذه المنظمة المتخفية تحت اسم الإنسانية وحقوق الإنسان في سبيل تحقيق أهدافها الإستعمارية، ويجب علي السلطات السودانية والشعب السوداني الوقوف في صف واحد لمجابهة الخطر الأوروبي المحدق بالسودان. <ض.jpg> عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق August, 12 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة