تابعت في البرنامج العام المصري برنامج فؤاد المهندس المشهور (كلمتين وبس), وكان حديث المهندس يدور حول العزوف عن القراءة والاطلاع، وبتدخل من المعلق، ويبين ما وصل له قلة اهتمام الشباب عن الاطلاع والقراءة وغلاء اسعار الكتب وطغيان الكتاب الالكتروني. كانت إرادة الله تعالى بالغة ورسالته واضحة عندما أنزل أول كلامه على النبي صل الله عليه وسلم؛ في قوله الله تعالى: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ"، لتكون هذه الأمة أمة اقرأ، تعرف جيدًا أن طريق نجاحها وفلاحها ورفعتها لا يكون إلا بالقراءة، وقراءة العلم النافع والمفيد، بالإضافة إلى ذلك فقد كرم الله سبحانه وتعالى الإنسان بالعقل والقدرة على التعلم والقراءة والتفكر، فميزه بذلك عن سائر المخلوقات، فعلم النبي المصطفى بالقرآن الكريم العلماء والفقهاء، وخرّج جيلًا عالمًا، مجاهدًا، قارئًا، محبًا للعلم والقراءة. وبنظرة سريعة إلى الاهتمام بالقراءة بين الحاضر والماضي نجد أن الأمة العربية منذ بداية حضارتها ونشأتها وهي أمة البيان العربي الفصيح، أمة الشعر والشعراء، تتغنى بفصاحة أبنائها، وتُباهي بهم الأمم الأخرى، أمة القرآن الكريم وحفظته وعلمائه، أمة قال شاعرها: وخير جليس في الزمان كتاب، فكانت الكتب والمخطوطات هي أنسهم، وغذاء عقولهم، فألفوا الكتب القيمة التي تحوي مختلف العلوم والآداب والفكر والفقه وغيرها من العلوم، وأقاموا لها المكتبات الكبيرة التي كانت من أبرز سمات ومعالم حضارتهم الإسلامية، أما القراءة في الحاضر فهي على النقيض تمامًا، إذ تُعاني المكتبات من قلة زوارها، وتُغطى الكتب بغبار الجهل والبعد عنها، فلم يعد الكتاب جليس أحد إلا ما ندر، ولم تعد القراءة أنس المثقفين والمفكرين. أسباب قلة الاهتمام بالقراءة لا شك أن تغير العصور وتطور الأمم يحدث تغيرًا واضحًا في سلوكياتها واهتماماتها وثقافاتها. ومن أبرز أسباب قلة الاهتمام بالقراءة في العصر الحالي، التطور الكبير في التكنولوجيا ووسائل الاتصالات، وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، أخذت جُل وقت المتعلمين والقراء والناس عمومًا. اعتماد الكثيرين على القراءة عبر الأجهزة الحديثة، مما دفعهم إلى هجر الكتب والمكتبات، وقلة اهتمامهم بتصفح الكتب واقتنائها. ضعف التوعية بأهمية القراءة والمطالعة اليومية، ودورها في تنمية قدرات القارئ وتوسع مداركه. غياب القدوة الجيدة في القراءة ومطالعة الكتب، والتربية على حب الكتاب وتقدير أهمية القراءة. ضعف اللغة العربية عند أبناء الجيل الحالي، نظرًا لتغير الممارسات اليومية والتحدث باللهجات المحلية، واعتمادهم على اللغات الأجنبية في كافة أعمالهم. سوء الأوضاع الاقتصادية في مقابل ارتفاع أسعار الكتب لقلة الاهتمام بها، فيصعب على من يحب القراءة أن يشتري الكتب ليطالعها. تغير أشكال القراءة وأنماطها عند الناس، فأصبح الجميع قراءً على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك لسرعتها في نقل المعلومة والخبر، وانتشارها بين جميع الطبقات. قلة البركة في الوقت وانشغال الناس بأمور عيشهم وتأمين متطلباتهم اليومية، فلم يَعد هناك متسع للقراءة ومطالعة بعض الكتب المفضلة التي باتت من الأمور الثانوية. قلة الإبداع الفكري واعتماد الناس في الوقت الحاضر على جهد العلماء والمفكرين السابقين، وعدم الإضافة على جهودهم، أدى إلى ضعف التأليف والكتابة، وبالتالي قلة الإنتاج العلمي والفكري في الوقت الحاضر. تخلف وسائل وطرق التعليم المعتمدة في أغلب الدول، إذ إن عملية التدريس تعتمد على تلقين المعلومة للطلاب، دون تحفيز عقولهم للتفكير والبحث أو تشجيعهم على الاطلاع والقراءة وإيجاد مصادر لهذه المعلومات. الوسائل الإعلامية التي انتشرت في كل البيوت مثل التلفاز وما يقدمه من برامج وأفلام تملأ أوقات الفراغ وتسرق ساعات يومهم. تجربة مكتبة مصر العامة بالدقي الجيزة وفروعها المنتشرة، هي فرصة سانحة للجالية السودانية المقيمة بمصر من أجل الاشتراك واستعارة الكتب والاستفادة من خدمات المكتبة المختلفة، وذلك باشتراك لا يتعدي الاربعون جنيها مصريا في العام، وبتسهيلات وسرعة انضمام أفراد الجالية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة