كان دائما ما يقول لنا استاذنا د . عبد القادر (لا تنظروا إلى الكلام .. انظروا إلى ما وراء الكلام) .. لا تنظروا إلى إتفاق جوبا .. انظروا إلى ما وراء إتفاق جوبا .. لتتبينوا الخيط الأبيض من الخيط الأسود .. ما بين اتفاق جوبا الميمون .. وإتفاق جوبا الملعون .. خيط رفيع .. ورفيع شديد .. كذاك الذي بين الكتاب الاسود .. والكتاب الابيض فيما مضى من عهود ظلامية شابتها الصراعات والفتن والغبن والاحقاد المتراكمة .. والغريبة ان ذات الازرع الخبيثة المتورطة في الكتاب الاسود .. نفسها متورطة في الإتفاق المذكور .. وطالما اطلقنا على هذا الإتفاق صفة اللعنة .. هذا يعني بالضرورة انه ورطة .. نعم ورطة لأن اطرافة يؤمنون بمقولة واحدة .. وهي في الواقع مثل .. كان هائم على وجهه في ارض دارفور الواسعة .. فتعثر وإحتوته احضانهم النازعة إلى السلطة .. وتلقفه فيما بعد إخوة لهم فيما عرف بالمسارات .. وهو المثل القائل (سلطة لي ساق .. ولا مال لي خناق) .. مسار واحد يمشونه في هذه البلاد .. وفليذهب الوطن إلى الجحيم .. وإلا ماذا قدّم هذا الإتفاق الفقير إلى الأهلية للوطن .. غير قانون الغابة ..
كل الإفرازات السالبة التي برزت الى السطح مؤخرا هي نتاج طبيعي لإتفاق سلام غير منضبط .. لأن هذه الحركات التي نشأت منقسمة لم ولن توحد هذا الوطن .. وإن تُرك لها امر حكم البلاد منفردة .. كيف تفعل ذلك وهي منقسمة على نفسها في كل اقاليمها التي اتت منها مساراتها .. كيف لا تدعم إنقلاب البرهان وهي الوليد الشرعي لإنقلابات الغاب هنا وهناك . هذا الإتفاق المعيب لايشبه إلا الإنقلاب الذي دعمه .. إنقلاب 25 اكتوبر (الخلاقة) .. حاد موقعوه عن الجادة كما حاد العسكر عن الوثيقة الدستورية .. والآن كلاهما حائر .. يلهث وراء وثيقة جديدة ترضي إنقلابهم .. فقر أهليتهم وعدم كفاءتهم ..لم يوقف هذا الإتفاق الحرب في دارفور .. لم يفتح الطريق الى كاودا امام أي من الجنرالات .. لا بل حتى امام موقعيه .. اتفاق فرّق ما بين رفاق الامس في النيل الازرق بعد اول مطب إنقلابي .. وكذلك فعل بأهل الشرق .. وما ضرب النار على العربات في طريق الخرطوم حلفا ببعيد عن هذه اللهنة .. لعنة التسليح والرتب .. التي إستجدت على البلاد بصورة سافرة جراء هذا الإتفاق الملعون
من قوضوا التحول الديمقراطي .. و فشلوا في توحيد انفسهم .. حركاتهم .. واقاليمهم .. كيف ينجحوا في توحيد البلاد وإنسانها ؟ .. لا اظن ذلك ولو طرحوا الف وثيقة والف مبادرة . هذا الاتفاق يجب إلغاءه .. إن كان في موقعيه من الحركات ذرة من ضمير .. حسبوه إتفاق سلام .. ولم يحدث ذلك على الارض في كل المناطق المذكورة آنفا .. (كانت حساباتم غلط) .. بل إمتدت لعنته واصابت كل البلاد في مقتل .. اذاً ليس هناك ما يدعوهم إلى التمسك به .. اللهم إلا ( سُلطة لي ساق .. ولا مال لي خناق) .. والسلطة إلى زوال .
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 04/25/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة