(١) الدولة المصرية رسلت عدد من الرسائل بهذا المعني عندما سمحت للاعلام العام المصري تخرج شخصيات تنكر السيادة السودانية وتعتبرها ضمن املاك مصر. وبل ذهب البعض الي اطلاق دعوات صريحة لاجتياح السودان وفرض الوحدة ،كما كانت ايام ملك فاروق . وسبق ان دخل احد الافراد الانتخابات ببرنامج اعادة السودان علي ما كانت عليها في عهد الاستعماري وذلك لا يمكن ان يحسب تحت بند حرية الاعلام وحتي ان صدق هناك حرية الاعلام بل عملا متعمدا من السلطة لجس نبط السودانين . وجري التلاعب علنا في الأضرار ببرتوكولات السيادة لقادة سودانين في زيارتهم لمصر منها كان ابعاد علم السودان في لقاء البشير مع الرئيس المصري وتكرر عمدا في اجتماع الذي حضرته وزيرة الخارجية السودانية جالسة في موقع كما لو انها احدي وزراء مصر . وتتوجت كل ذلك باداء التحية التي قام بها الرئيس السوداني عبدالفتاح البرهان للرئيس المصري عند زيارته ،واداء التحية التي تعني سمعا وطاعا . فضلا عن السهولة التي اكتملت بها احتلال حلايب والارقين ورد الفعل الباهت من التنظيمات السياسية السودانية تجاه قضية حلايب. وبل حصلوا علي مزيد من الاراضي بعقود مشبوهه وامتيازات تجارية اخري ،وسمحت بالقوات المصرية التواجد في اكثر الاماكن السرية للعسكرين . وهروب قادة الانظمة السودانية السابقين الي مصر يحملون معهم الحد المباح من الزوجات وما غلا ثمنه وثقل وزنه وامتلاك العقارات باعداد مهولة وفلل فاخرة بعضها هدايا اكرامية مقابل فضل قاموا به يوم ان كانوا اصحاب القول والفعل .ونقلوا ارصدتهم المالية الي البيوتات المالية المصرية . وتقديم خدماتهم الاستشارية والتطوع لتوفير كل المعلومات الاستخبارية علاة علي ما كانت متاحة من صغار العملاء .وتأتي بالتفاصيل المملة من رئيس جهاز الامن والمخابرات بنفسه ونوابه بالكاد هناك ملف لكل سوداني .هو معني الجميع تتثعلم عندما يطلب منه المصريون قول ما لا يمكن قوله .
كل تلك تعطي انطباعا للمصريين كأن السودانين لم يكونوا حريصين علي سيادة السودان وبل سعداء بأي تقارب ايا كان شكله حتي ولو كانت بالقوة من الجانب المصري .وتكتمل الحلقة بالجهود المصرية لدفع هذا التقارب عبر نشاط الاستخبارات المصرية التي تتنشط في السودان باسم دولة النهر والبحر لتخلق الرعب في نفوس الطبقة الحاكمة السودانية وشعوب الشمال والوسط بان غول المهدية وبربرية الزنجية في طريقها للانتقام للجرائم التاريخية ليذكرهم بالطليطلة والغرناطة في اسبانيا والزنجبار في تنجانيقيا ومصير العرب الذي انتهي بزوالهم للابد. وتتنشط كثير من الإعلامين السودانين والاحزاب الاتحادية في تسويق هذا المفهوم في السر والعلن و في ابراز الدور المصري كيف انهم يقابلوننا بالابتسامة فضلا عن انه الحائط الذي لا غني عنه في الحفاظ علي السلطة في السودان ، والحماية الدائمة تحت الطلب ،وفي مقابل ذلك فتحوا الحدود السودانية في ظاهرة غير مسبوقة في تأريخ العلاقات الدولية في نهب الموارد السودانية علانا واغراق الاسواق السودانية بالعملات المزورة في علم الحكومة وبل حتي المواطنين وتهريب الذهب واتلاف الشوراع بحمولة الشاحنات الكبيرة ،وتصدير المنتجات السودانية بالنيابة عن الشعوب السودانية .و افساد الموظفين بالرشاوي وبناء الاقتصاد المصري علي انقاض الاقتصاد السوداني الجريح بطعنات المصرية .. بل تعمد بعض شعوب الشمال العمل علي اضرار بالاقتصاد السوداني واتلاف المؤسسات الصحية والخدمية وتدمير كل ما هو صالح لبناء دولة ،وترك مصر قبلة اجبارية السودانين الذين يبحثون عن العلاج والتجارة والتعليم . فان دعاة الوحدة مع مصر ازالوا الحدود الدولية من جانبهم وانتهكوا الخصوصية السودانية لحساب مصر .وهو بمثابة دعوة صريحة للاجتياح مثلما فعله الروس اوكرانيين هو تكرار الماضي بحذافيره وسبيل تحقيق هذا الهدف وان تطلب بتر بعض اجزاء السودانية التي يعتقدونها يمكن ان تعترض علي مشروع عودة المستعمر لو جري الاستفتاء عليها .ولذلك جاري العمل لبتر بعض الاجزاء السودانية واذا فشلوا في ضم الاقليم الشرقي والوسط يلزمهم اشعال الحرب واعلان انضمامهم لمصر، وقته فرصة التدخل واجتياح السودان بدعوي الدفاع المشترك ضد قوات الدعم السريع والحركات المسلحة والتي هي قوات اجنبية هو ما يريده العملاء في السودان اثباتها كحقيقة هو معني تجريد السودانين من سودانيتهم . وان الاحتمالات التي تدفع مصر للتهور بدعوي منع الانقلاب هي ان حلفائها في السودان علي وشك ان يفقدوا السلطة وبل المؤكد في اول انتخابات ديموقراطية حقيقة قادمة .ولذلك كل التنظيمات السياسية للنخب تعمل علي تجنب الوصول الي صناديق الانتخابات مهما كان الثمن . ولكن ليس في مقدورهم تفادي محطة الانتخابات الا بالانقلابات العسكرية ، ولكن ذلك بات في حكم المستحيل. ولذلك البديل هو الدعوة للتدخل المصري الصريح . اما ما يترتب علي التدخل المصري ومآلات عودة الاستعمار ما سنراه في الحلقة القادمة. Sent from my iPhone
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 03/21/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة