(وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا) (1) السيد رئيس الوزراء المستقيل، د. عبد الله حمدوك.. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.. وبعد: - لقد استغاث بك الشباب، واختاروك دون سائر العالمين قائدا لتقود سفينة الوطن، فتعبر بهم الى جبل الجودي!!! (بر الأمان) كما عبر إليه نوح بسفينة البشرية!!! لقد استبشر بك الشباب!! وكتبوا على الجدران بل على قمصانهم (شكرا حمدوك).. لقد نلت من الشعبية ما لم ينله رئيس قبلك!!! لكن!!! وآه من لكن!!! تأتى الرياح بما لا تشتهي السفن!!! بعد ان لاح جبل الجودي في الأفق!!! فاستقر سعر الصرف، لأكثر من ستة شهور، بل بدأ الجنيه السوداني رحلة الصعود!!! فانعكس ذلك على اسعار السلع. وبدأ السودان يعود للمجتمع الدولي!! فخرج من قائمة الدول الراعية للإرهاب، مما جعل مؤسسات المجتمع الدولي الاقتصادية، مثل البنك الدولي تعود لتتعامل معه، كذلك الدول الصديقة بعضها شرع في خطوات إعفاء ديونها، وبعضها بدأ يصدق بعض المنح مثل منحة (برنامج ثمرات).. لقد أزعج هذا النجاح شريككم العسكري وبطانته المدنية، فنادت البطانة العسكر باستلام السلطة في اعتصام القصر المصنوع، والذي تجلت فيه عدم الحيادية!!! حيث تماهى المعتصمون مع رب القصر (الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) في حين ظلٌ يقصف ابناء الشعب، الثوار، بالبنبان بل بالرصاص الحي، خاصة كلما اقتربوا من ذات القصر!!! لقد طالبت حاضنة العسكر المصنوعة، اللجنة الأمنية بتنفيذ الانقلاب!! فقالت بلسان عربي مبين: (الليلة ما بنرجع الا البيان يطلع)! وما هي الا ايام قلائل حتى انقض شريككم العسكري عليكم بليل بهيم بالسلاح!!! متعللا بأن بعض الأحزاب التي سماها إعلامه (أربعة طويلة) قد اختطفت السلطة، فزج بكم في السجن، دون ان يرجف له جفن.. متجاهلا (الملح والملاح) ومن ثم حنث بالقسم الذي أقسمه بأن يكون وفيا للشراكة المتمثلة في الوثيقة الدستورية التي مزقها تمزيقا!!! في (البيان) الذي أذاعه حسب ما طلبت منه بطانته، أعني حاضنته، فجمد كل المواد الدستورية!!! متجاهلا كل القيم القرٱنية التي قدمت المصداقية على الرسالة وعلى النبوة!!! فقال، جلٌ من قائل: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا) وقال ايضا: (وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا) هذا علاوة على وصف النبي صلى الله عليه وسلم (بالصادق الأمين).. إن الخطأ لا يصحح بخطأ أكبر!!! إذا افترضنا جدلا ان الاحزاب التي أطلق عليها إعلام الشريك العسكري، احزاب اربعة طويلة، بأنها اختطفت السلطة، فإنها لم تختطفها بالبندقية!!! فقد اختطفتها ربما بالشطارة او بالفهلوة!!! فيمكن ان تسترد بالطرق السلمية!!! بدلا من البندقية!!! كما فعل المكون العسكري الذي اغتصبها بالعنف!!! متسللا في الظلام!!! منقلبا على شريكه، فزج به في السجن!!! ثم استخف بعقولنا فقال لنا: ان ما قمت به ليس انقلابا!!! وإنما تصحيح مسار!!! (منتهى الاستكرات والاستحمار!!!) /:/: (2) السيد د. حمدوك!!! لقد كان الشارع معك في سجنك قلبا وقالبا!! كما كان المجتمع الدولي معك قلبا وقالبا ايضا، اما الانقلابيون. فلم يعترف بفعلتهم أحد!!! زهاء فترة زمنية بلغت شهرا!!!! حتى حلفاؤهم لم يجرؤوا على الجهر بتأييدهم!!! نحن نعلم إنك قد عانيت.. في فترة اعتقالك!!! بل يذهب بعضنا.. إلى إنك ربما تم تهديدك بصورة او بأخرى!! لكن أستطيع ان اقول لك لو صبرت قليلا، بعد صبرك!!!! لعبرت بشعبك لبر الأمان!!! ولأصبحت بطلا يشار إليه بالبنان!! لكنك لم تعبر!!! أكثر من ذلك.. لقد ادبرت!!! فوليت وجهك شطر العسكر واشياعهم، فرحبوا بك ترحابا حارا.. لأنك كسرت الطوق الذي كان قد احاط بأعناقهم!! إحاطة السوار بالمعصم!!! السيد د. حمدوك، ألم تشعر بالغربة وانت تجلس بينهم لحظة وقعت معهم على ذلك الميثاق المعيب!!! والذي يكفي انه جعل المجلس العسكري وصيا على مجلس الوزراء!!! كما تجاهل وعده بتسليم رئاسة مجلس السيادة للمكون المدني.. في فترته الثانية، وجمد اعمال لجنة إزالة التمكين التي قطعت شوطا في تجريد اثرياء المؤتمر الوطني من الأموال التي حاذوها من غير وجه حق!!! وردها لخزينة الدولة!!!!! أما الأدهى وأمر!!! فقد غض الميثاق الطرف عن جريمة فض الاعتصام!!! فلم يذكرها لا تصريحا ولا تلميحا!!! هذا الوضع جعل الشباب ممثلين في لجانهم الثورية.. يسحبون ثقهم منك!!! ويبدو أنك عندما حاولت ان تظفر من الانقلابيين بما يحفظ لك ماء وجهك!!! لم يسمحوا لك... (فحرقوك) امام مناصريك!!! مما اجبرك على تقديم استقالتك!!! والتي لم تسببها لنا حتى نكون في الصورة!!! فذهبت بعد ان كتبت عمرا جديدا للانقلابيين غير مأسوف عليك من الفريقين!! اما سفينة الشعب التي نزلت من كبينة قيادتها، ورجعت من حيث اتيت! فقد تراجعت.. هي الأخرى!!! فأخذها التيار (فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ..) أن اهم ما نأخذه عليك، إنك لم تقرأ شريكك - أعني المكون العسكري - قراءة صحيحة!!! كما لم تستصحب معك الثوار خطوة بخطوة، فتطلعهم على ما يجرى معك، وحولك، خاصة عندما تعترضك العراقيل المصنوعة من شريكك!!! فمثلا اولى الأثافي تمثلت في إصرار المكون العسكري على تعيين وزيري الدفاع والداخلية، فاحتكر العنف مما جعل من السيولة الامنية سيدة الموقف!!! وكان كلما حدثت جريمة، ألقاها إعلامه على حكومتكم المدنية: (ما قلتوا مدنية!!!) في محاولة لضرب إسفين بين الشعب وحكومته!! وأنتم لا تحركون ساكننا!!! مما أحدث شرخا بينكم وبين شعبكم!!!!! اما ثانية الأثافي فتتمثل في صمتكم المطبق عن لجنة التحقيق في مجزرة فض الاعتصام والتي اتخذت التسويف منهجا، لذبح شعار (العدالة)، أحد شعارات الثورة الثلاثة (حرية، سلام، وعدالة) فذبحته في رابعة النهار!!! أما ثالثة الأثافي فهي، تنازلك للمكون العسكري عن رئاسة لجنة التفاوض على السلام في مؤتمر جوبا!!! فتماهى أعداء الامس.. جنرالات الجيش في حكومة الإنقاذ والدعم السريع مع الحركات المسلحة (أطراف سلام جوبا) فتناسوا مرارات الأمس.. وقرروا أن يسطوا على ثورة الشعب، التي لولا الشباب العزل، لما كانت!! ولما شموا شميم السلطة.. والتي يتمرغون اليوم في لعاعتها!!! لكن!! (الله غالب!!) (فلابد لليل ان ينجلي ++ ولابد للقيد ان ينكسر!!!) خلاصة القول، نحن كداعمين لثورة الشباب، كنا نشعر منذ حادثة فض الاعتصام بأن المكون العسكري، قد انقلب على عقبيه، فقلب ظهر المجن للشباب الذين استجاروا به فخانهم!! إذ لم يدافع عنهم!!! عندما غدر ت بهم، فجر العيد قوة عسكرية مشتركة لاتزال "مجهولة" رغم الفيديوهات المنتشرة، ففتكت بهم قتلا وسحلا واغتصابا!!! وهي كما ذكرت في مقال سابق، مسؤولية قائد الجيش تحديدا، امام الله ورسوله، وأمام الشعب!!! وذكرنا الآية التي تلزم بالوفاء للكافر المستجير!! دع عنك المسلم!!! (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ)!!! أكثر من ذلك، في ذلك الظرف الحزين لم ينع المكون العسكري شهداء الشباب ولم يعز امهاتهم المكلومات وآباءهم الحزانى.. لقد بدأ المكون العسكري، ينقلب على الثورة والثوار!!! في ذلك اليوم الحزين!! فأعلن تجميد الشراكة مع الحرية والتغبير، وبدأ يلتمس شركاء جدد مركزا على القبيلة والطرق الصوفية!!! إلا ان هبّة الخرطوم في ضحى الثلاثين من يونيو 2019م قد ألجمته!!! لقد بدأ المكون العسكري منذ زمن بعيد يتماهى مع الحركات المسلحة وأطراف السلام من جهة، ويبعث القبيلة والطائفة كحاضنة تجاوزها التاريخ من جهة اخرى!!! /:/: (3) السيد د. حمدوك!!! رغم شِرّة الشارع، الا ان المكون المدني لم يستفد منها!!! فقد ظل يتراجع في مجلس الوزراء او مجلس السيادة امام ضغط المكون العسكري، الى ان صرعه بالضربة القاضية، في الخامس والعشرين من اكتوبر 2021م (فحدث ما حدث) فقد فشل مجلس الوزراء تحت رئاستكم، في استرداد الشركات العسكرية التي تسيطر على 80% من المال العام، وهي تستثمر في مجالات مدنية!!! ومع ذلك يصرف منسوبو القوات المسلحة والدعم السريع والحركات المسلحة، أطراف السلام، رواتبهم ومخصصاتهم من ال 20% المتبقية في يد وزارة المالية!!! وقد وافقتم على قيام مجلس الشركاء، وشاركتم في أعماله!! كبديل للمجلس التشريعي، وهو عمل غير دستوري، بمعنى ان مجلس الوزراء أصبح يراقب نفسه، وكذلك مجلس السيادة!!! أما المحكمة الدستورية ومفوضيات الانتخابات والتعداد السكاني.. إلخ... فقد كان معنيٌ بها المجلس العسكري في المقام الاول.. ومن ثم مجلس الوزراء.. فألقى تقصيره عليكم.. وحاسبكم عليه!!! فلم تدافعوا حتى عن انفسكم!!! لم تواجهوا المكون العسكري بتقصيره فيما اسنده اليه مؤتمر جوبا، مثل الترتيبات الأمنية ودمج الدعم السريع والحركات المسلحة في القوات… كان الله في عون اهل السودان الصابرين والمنافحين عن حقوقهم في العيش الكريم والحرية والعدالة ولسان حالهم يقول (... وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا)
د. على احمد ابراهيم جامعة النيل الأزرق - كلية التربية - الدمازين
الواتس أب 00249123705207
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 02/06/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
د. علي أحمد ابراهيم رحمة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست