"سلمية سلمية " لم تعد خيار المرحلة ولا يسندها التقييم المنطقي للوضع الذي تسير عليه ثورة ديسمبر ولا متطلبات النجاح
علي مدي ثلاثين عاماً من حكم المؤتمر الوطني لم يفتح الله علي الكيزان ببصيرة تهديهم الي الطريق القويم ولم يفشلوا فقط في تنمية موارد الدولة بل لم يحافظوا حتي علي القليل الموجود وتعدوا ذلك الي تدمير البنية التحتية ورهن الأرض وبيع المواني وتهريب الدخل القومي الي بلدان أخري بغية الهجرة والتمتع بمسروقاتهم خارج الحدود وفتحوا حدود الدولة وتاجروا بالجنسية مع كل متردية ونطيحة من إرهابيين ولصوص ومشردي العالم الذين بسببهم إنحطت السمعة الطيبة للمواطن السوداني الي أدني مستويات السفالة والإنحطاط ومورست علي الدولة كل أساليب الإغلاق العالمية . لم يكن بمقدور المواطن السوداني تحمل أكثر مما وصل اليه الحال ، وفي 19 ديسمبر من عام 2018 بدأت الاحتجاجات على تردي الأوضاع الاقتصادية وغلاء أسعار المعيشة وتفشي الفساد الحكومي واستمرار الحرب في الأقاليم في مدينتي الروصيرص جنوب البلاد وسنار في وسطها واذدات حدتها في مدينتي بورتسودان شرق البلاد وعطبره شمالها والقضارف في الشرق ثم امتدت في 20 ديسمبر إلى العاصِمة والفاشر والأبيض وتنادت كل المدن السودانية للحاق بحراك الأمة ، لقد كان الحراك عفوياً ولكنه لامس وجدان كل سوداني في كل المدن والأرياف ، فلحقت به الأحزاب والمهنيين وشارك به الرجال والنساء الصغار والكبار فذهل الكيزان حتي هرب منهم من هرب وإختفي من إختفي وأيقنوا أن هذا الطوفان الجماهيري غير مقدور عليه بالقوة والعناد فوضعوا خطة للهبوط الناعم بمساعدة الجيش والدعم السريع وبتمهيد مُدبر من قوش فأوهموا الشعب بإنتصار الثورة بالتظاهر وحده ولا شيء غيره ، فجنحت الأحزاب للغفلة وغياب الرؤيا والتباطؤ في الأداء ظانين أن الشارع وحده كفيل بالتحكم في مسار الدولة وكل المطلوب هو التظاهر الذي يفعل فعل السحر؟؟؟ إمتطت الحرية والتغيير وأحزابها المختلفة علي ظهر الحكومة الإنتقالية ، لايدرون ماهو المطلوب لكنس معاقل الفساد الكيزاني وإرساء قواعد راسخة لبناء دولة ديمقراطية ، والأسوأ من ذلك فقد كانت الأنانية وإنعدام الروح الوطنية وإنعدام التجانس لخلق جسم واحد تحت راية موحدة أكبر معاول الهدم في فترة الحكومة الإنتقالية ، وسرعان ما دب الخلاف والتشاكس والتمزق في جسم الحرية والتغيير ، فإنسلخ الحزب الشيوعي في عمل إنهزامي معيب تعبيراً عن عدم الإتفاق مع رؤية الآخرين ، ثم إبتعد المهنيين وتوالت صور التمزق والتشرزم في مشهد يدل علي الفشل الزريع الذي لا يستثني حزباً وبرز غياب الزعامة المطلوبة لجمع كلمة الأمة علي حد أدني من الإتفاق وفي هذا الأثناء كان حميدتي هذا الأمي المتخلف بمساعدة الجبان برهان يعمل ويخطط ويركز علي بناء أكبر قوة يمكنها أن تبتلع الجيش وتشل مقدراته حتي يتمكن آل دقلو من الإستيلاء علي الدولة في أقرب وقت ممكن وبناء دولة قوامها المرتزقة من عرب المحاميد النازحين من تشاد والنيجر وموريتانيا يسندهم في ذلك الإتحاد السوفيتي وإسرائيل والأمارات الموعودين بالإستيلاء علي المعادن والمواني والمرتزقة ليحاربوا لهم قضاياهم. ورأينا كيف ساهمت الحركات المسلحة الخائنة الخائبة في دعم مسعي حميدتي وبرهان فباعوا ما تبقي من دارفور بكراسي الحكم وتركوا الساحة للجنجويد إستعداداً لإلتهام كامل الدولة. تراجع زخم الثورة ويتراجع إهتمام العالم بها كل يوم خاصة بعد إنقلاب البرهان حتي صارت اليوم أخبار السودان بالكاد تتصدر الأخبار العالمية فكأني بالعالم يقول مالنا وهذا العبث الصبياني والمظاهرات التي لا تفضي لشيء . نعم فشل الساسة والقادة في إقناع العالم بمستقبل البلد وتراجع السند الدولي حتي إقتصر الآن علي شجب خجول من الغرب ومن الواضح أن هذا الشجب ذاته لن يدوم طويلاً فهل نحن علي الطريق الصحيح؟ العالم لم يقصر فقد هب هبة جادة لمساعدتنا معنوياً وفنياً ومادياً ولكن الحرية والتغيير ولجنة البشير الأمنية أبيا إلا أن يخزلا دول العالم ويدمرا مستقبل المواطن السوداني. لقد أدت المظاهرات العارمة دورها في لفت نظر العالم وإستدرار عطفه وإنتهي هذا الدور بنجاح تام وكان علينا أن نعرف أن ما تم من هذه المظاهرات هو أقصي مايمكن الحصول عليه من الآخرين ، وأن الدول الأخري لا تتجرأ علي أن تقتلع أي نظام حتي لو كان هذا النظام إستعمارياً من أحد الرعاة الذي أخضع الكبير والصغير قتل وسحل وأهان وإغتصب فالأمر تحده قوانين ومعاهدات ومصالح دوليه، إن إقتلاع النظم هو من مهام الشعوب ذاتها التي لابد لها من القيام بالمطلوبات الباقية
(وما نيل المطالب بالتمني *** ولكن تؤخذ الدنيا غلابا) (وما استعصى على قوم منال ***اذا الإقدام كان لهم ركابا)
لسنا أول دولة ناضلت في العالم ، ومن الظلم مقارنة تنظيمات شباب مقاومتنا بشعوب الدول التي فشلت في نضالها مثل سوريا وليبيا واليمن والعراق التي مزقتها الحرب ولم تبلغ شأواً ، فالحقيقة البائنة إن ما يمزق الدول هو الإختلاف وفقدان القيادة وليس النضال المسلح وَقد أوصانا ديننا الحنيف أن (لَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ) ، وليس سراً أن ماقامت به أحزاب الحرية والتغيير من إجهاض للثورة هو جرم لا يغتفر فأحزابها الفاشلة اجهزت علي العمل الجماعي بسبب المشاكسات والفرقة التي بدأت بنفض الحزب الشيوعي يده من الجمع وتبعه الآخرين ، فقُتل شبابنا الأشاوس العزل ويقتل كل يوم بدون فائدة مرجوة ، ومن ينتظر أن تتدخل دول العالم لإقتلاع الدولة من حميدتي وتسليمها للحرية والتغيير عليه أن يصحو من الأحلام ، وأن يفيق من الوهم "فالبحر من خلفنا والعدو أمامنا" ، ليس أمامنا من خيار غير (السلاح؟؟؟؟) للدفاع عن النفس والعرض والوطن نعم إنه الخيار الصعب والصعب جداً ولكن لا يوجد له بديل ، وكما قال أبو العلاء المعري (مشيناها خطي كتبت علينا *** ومن كتبت عليه خطى مشاها) فإما أن نقتلع حقوقنا عنوة أو نعيش في الزل والخزي والهوان تحت آل دقلو وقبيلة المحاميد ، إن أخطر ما يواجهنا في طريق النضال هو الفرقة والخيانة والتخوين الشيئ الذي درجت عليه الاحزاب منذ فجر الإستقلال ولهذا فإن في طريق النضال لا مكان للأحزاب ، فهذا طريق الوطنية المؤمنة بالقضية والمنزوعة الغرض والمكتوية بدفع الثمن ولجان المقاومة الأشاوس هم رجال المرحلة فعليهم لم الشمل وبناء قاعدة نضال هرمية مرتكزة علي الإيمان بقضية الوطن لا يفرقها لون أو عرق أو جهة أو دين وأن تنتظم في مجموعات وتكتيك سري علي مستوي الوطن فهذا الشباب الذي قدم الفداء وهم أعزل لن يتقاعس وهومسلح؟ ، فمن الظلم تشبيه مجاهدات لجان المقاومة بدول الربيع العربي ، إن مجاهدات شباب المقاومة السودانية لا مثيل لها إلا الثورة الفرنسية التي أسقطت الملكية وأسست الجمهورية ، وتوجت أخيرا في دكتاتورية نابليون الذي جاء بكثير من مبادئها إلى أوروبا الغربية وخارجها. والتي غيرت بشكل عميق مسار التاريخ الحديث، وأطلقت الانحدار العالمي للملكيات المطلقة واستبدالها بالجمهوريات ومثلما تعتبرالثورة الفرنسية واحدة من أهم الأحداث في تاريخ البشرية ، فإن ثورتنا قد سطرت الحدث الثاني في تاريخ البشرية، فلماذا نخشي مصير دول الربيع العربي؟؟؟ وليست الثورة الفرنسية وحدها التي إنتهت بنهايات سلمية فحرب فيتنام لم تنتهي ببلد مدمر وحرب الأهلية الأمريكية لم تنتهي ببلد مدمرفلماذا نبخس من قيمة شباب المقاومة ونخشي أن ننتهي بالنهايات الفاشلة كدول الربيع إن الدعوة لحمل السلاح ضد الجنجويد قد أملته خيابة الجيش الوطني الذي قبل بإقتصاب أمهاتهم وبناتهم وأولادهم وقبل بجلد آبائهم في السوق ونهب ممتلكاتهم بعد التعدي علي حرمات البيوت وعُزرهم الواهي المخزي أنهم لا يملكون السلاح؟؟؟ ونسوا أن الشباب الذي نزل الي المعركة لا يملك حتي الخوزات التي علي رؤسهم لا أحد يسعي لتدمير بلده ولا لقتل أبنائه أوأبناء وبنات بلده ولكن الرؤيا وقراءة الواقع تقول أن القتل والتدمير آتي بلا شك ولا ريبة بسبب الخنوع والإنتظار لنجدة الآخرين من دول العالم الخارجي والذين لهم حسابات أخري ليس من ضمنها الحنو علي الشعب السوداني الضعيف إن علي شبابنا تجهيز خمسة ملايين مسلح بسلاح ناري والهجوم المباغت علي الجنجويد في معسكراتهم في لحظة واحدة في كل مدن السودان ولن تذيد المعركة من ليل واحد ، ومعلوم أن الكثرة قد غلبت الشجاعة ، وإن لنا في تاريخنا المجيد عبر ودروس تطمئن لها النفوس وتفخر بها الأجيال ، ففي 5 نوفمبرمن عام 1883 اتجه جيش هكس باشا المكون من 15000 جندي إلى الوادي بالقرب من منطقة شيكان ، وعند شجرة البروجي الشهيرة حاصر جنودنا جيش هكس من الجهات الأربع، وافترس جيش المهدي قوات هكس ولم تمضِ ساعة حتى قُتل هكس باشا وخيرة ضباطه وأركان حربه وآلاف الجنود ولم ينجو إلا 300 جندي فقط كانوا يختبئون تحت جثث الموتي وأُسروا جميعاً إلا جنديين فقط استطاع واحد منهما الفرار إلى مصر والثاني مات بعد مدة في كردفان، نحن شعب هذا تاريخه لا يمكن أن يستكين ولايمكن أن يهزمه جنود المحاميد الغزاة ولا آل دقلو العملاء ، صلوا صلاة الحرب كما فعل محمد أجمد المهدي وأبيدوا هؤلاء الجبناء وعنده سيكون لنا حديث مع جيشنا الكيزاني الجبان، قوموا الي جهادكم وفقكم الله يوسف علي النور حسن
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/31/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة