الشهداء الذين غَدرَ بهم عسكريُّ السودان و مليشيَّاتهم و إغتالوهم في عنفوان الثورة في السودان تُراهم ماذا كانوا ينشدُون و يُطالبون و من أجل ماذا خرجوا في ثورتهم و اعتصموا فقُتِلُوا؟ الله عليكم أيها الأعزَّة الأحبَّة في جنَّات الخُلد يا شهداء و العدالة و القصاص قادم بعون الله لكم *
و يصعد إلى السلطة في السودان الأقزام من ساسة و همج و عسكر! لك الله يا شعباً طالما تسلَّط عليك في الحكم الرعاعُ! هل يعدل البرهان و من معه من مليشيّات الجنجويد قطرة دم واحدة من شهيد؟! لا والله و ما كانوا أبدا. في تفاصُحِه يُحوِّل الجنرال القاتل أعضاء من شركاء السلطة الأولى معه إلى محاكم بتُهم جنائية و هو أول من يتوجَّب محاكمته بتهمة القتل العمد بحق شهداء الثورة كلهم. المضحك المبكي في قصة البرهان مع من عزلهم و حبسهم من الشركاء أنهم أي أولئك الشركاء في السيادة و الحكومة هم من مكَّنوا للقاتل الغادر أن يغدُر بهم بعد أن سكتوا على غدره بإخوتهم بل رضوا طواعية أن يُصافحوه! *
القاتل البرهان يتلاعب بالدولة كلها لأنه لم يجد رجالاً فيها! فهو رئيس لمجلس السيادة بأمر الوثيقة ثم إذا به ينقلب علي الوثيقة بصفته قائد الجيش فيحكم الدولة ثم يُعيد القسم رئيس لمجلس السيادة من جديد بعد أن أعاد تشكيله هو كقائد للجيش ثم يمضي وثيقة جديدة و كأن البلد لا دستور و لا قانون و لا فقه للحكم بل لا عقول فيها!! هو يحكمها و يتقلَّب و ينقلب فيها يُقتِّلُ الناس كيفما شاء و وقتما شاء! ثم على الشاشات يضحك مبتسماً أنه مع الثورة حريص حرص الأم عليها و رجالاته لم يقتلوا الناس بل منتسبي أحزاب و الشرطة! الشرطة التي نصره قادتها ظُلماً في جرائمه فخانهم و "لبَّسَها" لهم فأقالهم هروباً بهم و ستراً من محاكمتهم و القصاص منه و منهم! *
الدكتور حمدوك في "خنوعه" للعسكر هل فكر حقَّاً في كيفية حقنه لدماء الشباب تحديداً حسب قوله؟! دعونا من الحفاظ على مكتسبات الثورة؛ هل مصافحة القتلة من جديد و مشاركتهم و الخضوع لهم و السكوت عليهم هي طريقته المجرَّبة الوحيدة؟!
*
و نعود إلى الوثيقة الدستورية الأولى ؛ إلى العقول "الجهنميَّة" التي فكَّرت و قدَّرت فكتبت نصوصها و موادها كيف فات عليهم أو غاب أو غُيِّبَ عنهم هذا الوضع الذهبي "الملكي" للعسكر الذي منحته لهم سواء في مجلس السيادة أو قيادة الجيش! كيف لم تحدد تلك الوثيقة أن من يملك الصلاحية لإعفاء أو تغيير أو حتى إقالة "قائد الجيش" أو إحالته إلى المعاش؟! لماذا حظي عسكر السيادي في "الوثيقة الشؤم" بحصانة غير مكتوبة؟! لماذا تُرك للعسكر "كامل الحرِّيّة" في الإستمرار في الحكم و السلطة و مناصبهم و كراسيهم حتى تكبروا ففجروا و قاموا بإنقلابهم على الوثيقة و على كل الذين كتبوا لهم و تعاهدوا معهم في الوثيقة!
*
أي "بَلادَة" هذه التي يتفاخر بها الساسة عندنا و بيننا و يتفاصحون مُنظِّرين لنا عن كيفيَّة الوفاق و الشراكة! بل عندما همَّ وزراء الحكومات المتعاقبة خلال الثورة في ممارسة سلطاتهم لماذا لم يقف أحدهم و لو "كذكرى" مُنبِّهاً على خطورة إطلاق الحرية في السلطة للقتلة؟! الآن أكثرهم جعلهم العسكر في صفة "المُقال" و بتوحُّد حمدوك من جديد مع القتلة صارت السلطة مُجرَّد "سلطة"! و اليوم و بعد أن جلس حمدوك مع العسكر و هو من جربهم و رفقاء حكومته في سجونهم فهل هو إحتاط منهم في صلاحياته المتفق عليها معهم و اشترط منهم القدرة و الحق على التعيين و التغيير في قيادة الجيش؟ بل و محاسبتهم ببرهانهم و حميدتيهم؟! أم هو اتفاق مرسوم مُسبقاً مُحدَّد خلَّصه من تحكُّم قوى بعينها و ساعده العسكر عليه أو هو من ساعدهم بإعادة لمسرحية "السجن و القصر" المحروقة تلك ليتخلص الجميع من غباء قوى بعينها أثبتت فشلها لحظة شراكتها مع القتلة و أيام حُكمها السودان؟!
هو الجيش مش فيه المعاش؟! طيب قائد الجيش رئيس السيادي الإنتقالي "شرطتين" الهيطلعو معاش منو؟!
*
و من يُصدِّق إن قلنا أن "الإنقلاب" قادم؟ هو قادم.
محمد حسن مصطفى عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/01/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة