لم يحدث يوما في عرف للنظم السياسية ان تنظيما سياسيا وجد نفسه في حرج الذي وجد قحت مريم فيه. بالرغم من تاريخ السئ لهذه التنظيمات صاحبة المشروع السياسي الفاشل عبر ست عقود وجدت نفسها في السلطة بوضع اليد بعد ثورة الجوع . بدلا من ان تحسن صورتها في هذه الفرصة النادرة وان تطلب الابتعاد من السلطة نهائيا ولكنهم واصلوا الفشل والفساد من حيث توقف الانقاذين . ولا احد يعلم كيف الت السلطة لهذه التنظيمات التي كانت جزء من المؤتمر الوطني بشكل او اخر.ويأتي العجب انها تحاول ان تحتكر السلطة وتتصرف كما لو انها منتخبة وهم يعلمون ما تبقت من الايام الدنيا لم تكن كافية لاعادتهم للسلطة ولذلك عملوا علي خم الرماد بنهم شديد ادهش الامة ولفتت انظار العالم اجمع . واليوم لم يوجد من بين شعوب الدنيا من يقول اعيدوا تنظيمات القحت الي السلطة بل طلب اعادة سلطة مدنية بما في ذلك مجلس الامن والامم المتحدة . اما الشباب الثائر ضد الحكم العسكري لم ينس ساعة واحدة بانهم ضد تنظيمات القحت بذات المقدار للعسكر .هذا هو الوضع الحرج الذي وجدوا انفسهم فيه عندما اضطروا الخروج والسير خلف مع الذين يحملون لافتات ضدهم وهم يبحثون عن موقع الدرجة الثانية من كراهية الشعب لا الاول التي يريدونها للعسكر بدون ان يكونوا في ذلك السرج .ذلك هو النجاح الذي حققه القحت علي نفسه حتي الان. اما حزب الامة التنظيم الذي لا يعرف العهود في تاريخه قفزت من مركب القحت وكسر الصف مبكرا ورأت الالتحاق بالعسكر لان حزب البعث والناصرين والعملاء لا ظل لهم تقيهم من غضبة العسكر وثورة الشارع معا . وقالت مريم من الافضل اطفاء احدي النيران ،واختارت ان تعطي ظهرها لاحزاب الفكة اليسارية وتركتهم ايتاما بعد خروجها ومارست عادتها القديمة لتكون حيث يكون الاخضرار . فان احزاب القحت لم تخسر السلطة فقط بسبب انانيتهم بل فقدت كاحزاب قيمتها السياسية المستقبلية للابد سبب سوء الاداء وفسادهم وهي الملفات الموجودة بالصوت والصورة امام الطاولة لمن يرغب الاضطلاع عليها وخاصة المغرمون بحكومة مدنية سواء من الخارج السودان او داخلها ، لو دخلوا غرفة الوثائق .خرجوا منها وبطونهم طامة من كل القحت .وهم النشطاء الذين تركت لهم العسكر كل شئ تحت التصرف وهم لا يعلمون تحت الرصد والمتابعة الجيدة .وهم لم يتخيلوا يوما بان هذا النعيم ثمنا يدفعونها اقلها السكوت علي الانقلاب اذا تم والا يلزمهم الاسكات . ( اشتغلوا بهم السياسة ) او كما قال. الان بات املهم الوحيد تغطية سوءاتهم ويتوسلون سرا وعلنا وليلا ونهارا ويرسلون الوفود من اهليهم لاستدرار عطف القبيلة لا يهمهم مايفعله العسكر بما في ذلك حكومة التي يريدونها ،الا كشف الفساد والاشراك الحقيقي للحركات المسلحة في السلطة القادمة.وقد جاء تعليق احد الوسطاء ما شاهده من الفساد لا يمكن ان يتخيل حدوثه في ثلاثين سنة لا في هذه المدة القصيرة بينما كانت مهمتهم محاربة الفساد . وقد بات خط الدفاع الوحيد امامهم تهديد بعضهم البعض بان لا يتم فتح ملفات الفساد ويطلبون من مريم اليتيمة لملمة الامر بنسيان شأن الحكومة القديمة ولو بحكومة الكفاءات وهم يعلمون اصلا لا يوجد كفاءة في السودان غير حملة الجنسيات او الذين تأهلوا وتدربوا ثلاث عقودا منفردين في حكومة الانقاذ وهم الكيزان .واقصي منيتهم تركهم العودة من حيث اتوا واكتفاء بغنائم إزالة التمكين.الم اقول لكم المتغطي بحزب الامة عريان؟ كان يكفي مراجعة سيرة حزب الامة ومعاهداتها ومصير تحالفاتها من التجمع الوطني الديموقراطي مرورا بنداء السودان و دخولها الثورة من الزاوية الحادة الي الململة داخل الحرية والتغير . نعم حزب لا يعرف التآمر هذه شهادتي ولكن لا تعرف العهد ولا تقدس المواثيق . وهكذا انهار تحالف القحت وبدأوا يتصارعون حضن العسكر حتي قبل اعادة الشباب الذين دفعوهم للخروج عندما رفضوا رفع الشعارات التي تمجدهم عندما. قالوا عسكر تحت قحت فوق قبر واحد .والعسكر قالوا هذا العرض جميل نقبل المصير مع الذين حفروا القبر
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 11/03/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة