عبد الفتاح البرهان كاد أن يلتقي مع ( همهمة وهموم الشارع السوداني ) ،، وبذلك كاد أن يكسب مودة وميول الشعب بطريقة أو بأخرى ،، والدكتور ( عبد الله حمدوك ) كاد أن يدفع قيمة التماهي واللامبالاة لهموم وأزمات الشعب السوداني لسنوات بعد الانتفاضة ،، وتلك الزوبعة بالأمس هي خارجة كلياَ عن اهتمامات وأروقة الشعب السوداني ،، والمضحك في الأمر أن الشعب السوداني كان يعرف جيداَ ويتكهن تلك المحصلات منذ نجاح الانتفاضة الأخيرة ،، فهو صاحب تجارب طويلة مع تلك الحكومات المؤقتة في أعقاب الانتفاضات والثورات ،، وذلك البساط لم يكن مفروشاَ بالورود والأزهار تحت أقدام السيد ( سر الختم الخليفة ) ،، وبنفس القدر فإن ذلك البساط لم يكن مفروشاَ بالورود والأزهار تحت أقدام السيد ( عبد الرحمن سوار الذهب ) ،، والمسرحية برمتها معادة ومكررة في أعقاب كل الانتفاضات السابقة ،، وهي تلك المسرحية التي تمثل لحظات السرقة لثورات وانتفاضات وطموح الشعب السوداني ،، والمسرحية معادة بحذافيرها ولا جديد تحت السماء .
تلك التطورات والزوبعة بالأمس قد خاضها الشعب السوداني وهو في حالة إرباكك شديد ،، وذلك رغم أنه شعب قد خاض مثلها في الكثير والكثير من المرات بعد الاستقلال ،، حيث تجارب وقرارات العساكر التي تعبر عن مراحل السرقة الأخيرة لانتفاضات الشعب السوداني ،، وتلك التجارب مع البيانات العسكرية تؤكد كل مرة بأن الهدف الأول والأخير هو تخليص البلاد من قبضة ( المدنية ) الفاشلة !!،، ومن قبضة الأحزاب وأهل الأحزاب ،، والسؤال الذي يحير العقول هو : ( هل فعلاَ تلك الأحوال بأيدي ( المدنية ) قد فشلت كلياَ كما يدعي ويزعم هؤلاء العسكر ؟؟؟ )،، والإجابة على ذلك السؤال الهام الهام هو : ( نعم وألف نعم ،، فإن الجانب المدني قد فشل كلياَ في قيادة البلاد نحو الأمام ،، ) ،، وتلك الحقيقة المريرة تجعل خطاب البرهان أقرب إلى الصدق والواقع في نفوس الشعب السوداني ،، وليس أقرب إلى الاستنكار والاستهجان كما يريدها البعض !ّ! ،، ومثل تلك المبررات والتحركات العسكرية قد مارسها الشعب السوداني في أعقاب كافة الانتفاضات السابقة في البلاد ،، ولا جديد تحت السماء هذه المرة ،، حيث تلك المسرحية المعهودة في مسارات كفاح الشعب السوداني ضد العساكر ،، وتلك خطوة من الخطوات المعهودة التي تسرق بها انتفاضات وثورات الشعب السوداني .
الشعب السوداني لفترة طويلة كان يحذر هؤلاء وهؤلاء كثيراَ من ذلك المآل المتوقع في يوم من الأيام ،، ولكن رغم تلك التحذيرات تلو التحذيرات التي قدمها الشعب السوداني لتلك الحكومة الانتقالية المؤقتة بمكوناته ومسمياتها فإنها لم تتعظ ولم تبالي إطلاقاَ بتحذيرات الشعب السوداني !!،، وذلك حتى وقعت الفؤوس فوق الرؤوس بالأمس ،، والدكتور ( عبد الله حمدوك ) ووزراءه الأفاضل لم يأخذوا بتحذيرات الشعب السوداني بتلك الجدية المفروضة المطلوبة ,, بل تهاونوا كثيراَ واستهتروا كثيراَ بتخوفات الشعب السوداني !! ,, وفي نهاية المطاف تحققت تكهنات الشعب السوداني بكل حذافيرها ،، وهو ذلك الشعب السوداني الذي لديه حصيلة وافرة من التجارب المماثلة مع تلك الجهات العسكرية !! ،، ولكن مع الأسف الشديد فإن هؤلاء جميعاَ قد تهاونوا واستهتروا بتحذيرات وتكهنات الشعب السوداني ،، ولم يعيروها الاهتمام الكافي .
ومن سخرية الأقدار أن كافة الأطراف في هذه الأيام تستجدي الشعب السوداني وتريد السند والمساندة والدعم من قبل الشعب السوداني !! ،، وذلك في الوقت الذي فيه نكتشف أن الشعب السوداني يواجه أشد ألوان المكابدة المعيشية والحياتية !! ،، وهو ذلك الشعب المنبوذ من كافة الأطراف السياسية في البلاد ،، وفي هذه الأيام فإن الشعب السوداني يخاطب تلك الأطراف ساخراَ وضاحكاَ ويقول لها : ( ماذا كنتم تتوقعون يا هؤلاء البلهاء بعد ذلك التسويف والمماطلات والتلاعب بمصير الأمة السودانية لشهور وشهور ؟؟؟؟ ) .
وفي هذه اللحظات القاتلة الحرجة فإن الجميع يواجه تلك الأوضاع العصيبة المزرية الكالحة التي لا تسر طرفاَ من الأطراف !!،، أوضاع لا تفيد ولا تنفع معها تلك ( المسيرات المليونية ) ،، ولا تفيد ولا تنفع معها تلك اللساتك التي تحرق في منتصف الميادين والشوارع الرئيسية ،، فيا ليت هؤلاء البهاء قد تنبهوا لتحذيرات الشعب السوداني ونظروا إليها بنوع من الجدية والصرامة في حينها ،، ويا ليتهم قد استمعوا لأصوات الشارع السوداني في لحظة من اللحظات !! ،، وهي تلك الأصوات التي لا يريدها ولا يحبها الكثير والكثير من الأطراف السياسية في البلاد .
تلك القرارات العديدة التي صاحبت خطاب السيد عبد الفتاح البرهان هي قرارات كان يطالب بها الشعب السوداني في وقت من الأوقات ،، ولكنها لم تجد الاستجابة الضرورية في الوقت المناسب ،، ولكن هنالك قرار واحد من تلك القرارات لم يعجب الشعب السوداني ،، ولم يطالب به الشعب السوداني في وقت من الأوقات : وهو قرار ( تجميد أنشطة ( لجنة إزالة التمكين ) ،، وفي مفهوم واعتقاد الشعب السوداني فإن قرار تجميد أنشطة ( لجنة إزالة التمكين ) هو قرار ظالم ومجحف للغاية ،، ولا تمت للعدالة بصلة !! ،، وفي نفس الوقت فإن ذلك القرار لم يكن من مطالب الشعب السوداني في يوم من الأيام ،، والشعب لا يوافق إطلاقاَ على ذلك القرار العجيب المحير ،، وفي اعتقاد الشعب السوداني فإن قرار تجميد أنشطة ( لجنة إزالة التمكين ) يعد خسارة فادحة وكبيرة لطموحات الثوار الشباب ،، والشعب يريد مواصلة المشوار في ذلك الاتجاه مهما كانت المحصلة في نهاية المطاف ،، حيث يريد بشدة استرداد حقوقه وأمواله وممتلكاته المنهوبة من أيدي الغاصبين واللصوص والحرامية ،، بجانب أنه يريد القصاص والعقوبات الرادعة لهؤلاء اللصوص والحرامية. وبالجملة فإن قرار تجميد أنشطة ( لجنة إزالة التمكين ) مرفوض من قبل الشعب السوداني جملة وتفصيلاَ ،، وذلك القرار الذي أتخذه السيد البرهان في شأن تجميد أنشطة ( لجنة إزالة التمكين ) هو قرار ظالم ومجحف من كل الجوانب وبكل القياسات ،، ويستوجب التراجع السريع من قبل السيد البرهان ،، والصورة برمتها تؤكد أن السيد عبد الفتاح البرهان بطريقة أو بأخرى يدافع عن هؤلاء المفسدين والمختلسين والسارقين في أيام الإنقاذ البائد !! ،، وبالتالي فهو يدافع عن هؤلاء اللصوص وكأنه شريك في تلك السرقات والاختلاسات والمنهوبات !!،، ولا تفسير آخر لدى الشعب غير ذلك !!ّ
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست