الأطراف السودانية يشوبها الإرباك في هذه الأيام ،، أطراف تتخوف وتتوجس من تلك المرحلة القادمة التي ينتظرها الجميع بفارق الصبر ،، وهي تلك المرحلة التي يقال عنها مرحلة ( المدنية الكاملة الدسمة ) ،، ويلاحظ في الآونة الأخيرة أن هنالك أطراف لا تريد إطلاقاَ أن تحل تلك المرحلة بحذافيرها في يوم من الأيام ،، وهي تلك المرحلة التي سوف يتهيمن فيها ( المدنيون ) على كافة مقاليد الأوضاع بالبلاد ،، وتتجلى تلك الهواجس عياناَ وبياناَ في تصريحات بعض القادة والرؤساء أمثال السيد ( عبد الفتاح البرهان ) في هذه الأيام ،، وبنفس القدر هنالك أطراف سودانية أخرى تترقب وتنتظر تلك المرحلة ( المدنية الدائمة ) بشوق وتلهف شديد أمثال السيد ( عبد الرحيم حمدان دقلو ) ،، والكل يترقب وينتظر تلك المرحلة الموعودة بالقدر الذي يشبع طموحاته وأطماعه تلك المستقبلية ،، وتتجلى تلك المخاوف والتوجسات في تصريحات البعض من هؤلاء القادة والرموز في الساحة السياسية السودانية في هذه الأيام ،، السيد ( البرهان ) يريد تلك المرحلة بالقدر الذي يغطي طموحاته الشخصية من كافة النواحي ،، وتلك الايحاءات بالانقلابات العسكرية ما هي إلا من علامات التخوف والتحذير المسبقة،، والسيد عبد الرحيم حمدان دقلوا يخطط بذكاء شديد ومهارات عالية وفائقة لاستقبال تلك المرحلة ( المدنية ) الموعودة ،، وقد أبدى الرجل قمة الذكاء والمهارة في الإعداد لاستقبال تلك المرحلة الموعودة ،، وهو من أكثر أبناء السودان الذين يعرفون جيداَ : ( من أين تؤكل الأكتاف !!!! ) .
أطراف سودانية تتوجس خوفاَ ووجلاَ من تلك المرحلة ( المدنية ) الموعودة القادمة ،، وأطراف سودانية أخرى تنتظر السانحة بفارق الصير لتنال حصتها من القصعة ،، السيد ( عبد الرحيم حمدان دقلو ) يتعامل مع تلك المرحلة ( المدنية ) القادمة بمنتهى الذكاء واللباقة والمهارات التكتيكية العالية ،، والرجل يخطط بطريقة ماهرة للغاية ليكون في الصورة عند اللزوم ،، وهنالك أطراف أخرى في تلك المعمعة السودانية ،، والشعب السوداني يمثل طرفاَ من تلك الأطراف الموهومة في جدوى تلك المرحلة ( المدنية المزعومة القادمة ) ،، وهو ذلك الشعب السوداني صاحب التجارب الطويلة في معارك ( المدنيات الزائفة )،، وتلك الإشارات تؤكد بأن ذلك السيد ( البرهان ) حين يتخوف ويتوجس من تلك المرحلة المدنية الموعودة إنما يتوجس ويتخوف على تلك المكتسبات الشخصية ،، وأن السيد ( دقلو ) حين يتلهف ويتشوق لتلك المرحلة ( المدنية ) إنما يتشوق ويتلهف للمزيد والمزيد من المكتسبات الشخصية الذاتية ،، وأن تلك الأحزاب السودانية حين تجتهد وحين تنادي ( بالمدنية ) إنما تجتهد وتنادي من أجل أجنداتها ومصالحها الذاتية ومن أجل مستقبل أيامها ،، وأن تلك الأطراف ( المتمردة ) حين تنادي ( بالمدنية ) في حالات الشدة والحاجة والمحن فهي تفعل ذلك لتحقيق غاياتها ومآربها الذاتية ،، أما ذلك الشعب السوداني فهو الطرف الوحيد في الساحات السودانية الذي يضحي بدماء الشهداء الأبرار لتحقيق تلك 0 المدنية ) ثم يخرج خاسراَ في نهاية المطاف ،، وبالمختصر المفيد فإن السيد ( عبد الفتاح البرهان ) يتكلم عن نفسه وعن مستقبل أيامه في السلطة حين يتحدث عن تلك الفترة المدنية الدائمة الموعودة ،، وأن السيد ( عبد الرحيم دقلو ) يتحدث عن نفسه وعن مصالحه الذاتية الشخصية ،، وان تلك الأحزاب السودانية تخطط فقط من أجل أجنداتها الحزبية ،، وتعمل من أجل تحقيق مآربها الذاتية ،، أما ذلك الشعب السوداني فهو الوحيد الذي يتحدث باسم الوطن السودان ،، ويضحي من أجل ذلك الوطن ( الغالي العزيز ) ،، ورغم ذلك فهو ذلك الطرف الخاسر الأكيد في كافة تجارب ( المدنية ) بالبلاد منذ خمسينات القرن الماضي .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة