تلك العبارة : ( الماكر يستطيع المراوغة بين حبات المطر ) من أعمق الحكم التي تناولها القدماء ،، وحتى نقرب معنى ومضمون تلك العبارة إلى أذهان القراء الأفاضل نقول : أن هؤلاء القدماء في الماضي كانون يصفون ذلك الإنسان ( المكار الخبيث ) الذي يعادل الثعالب في المكر والدهاء بأنه يستطيع أن يدخل في معمعة الأمطار الغزيرة عارياَ كما ولدته أمه ثم يخرج منها ناشفاَ دون أن يبتل بنقطة ماء في جسده !! ،، وبمعنى آخر فإن ذلك الإنسان المكار المخادع يستطيع أن يتفادى ملامسة قطرات المطر المنهمرة بغزارة شديدة بالمراوغة والمخادعة يميناَ ويساراَ ثم يخرج منها ناشفاَ دون أن يبتل في لحظة من اللحظات !! ،، وطبعاَ ذلك الأمر في واقع الحال من سابع المستحيلات ،، ولكن تلك الحكمة تريد أن تقول أن أهل المكر والدهاء في مقدورهم أن يحطموا قواعد ( المستحيل ) بمنتهى اليسر والسهولة رغم الاستحالة !! ،، وتلك الحقيقة يلمسها الشعب السوداني في هذه الأيام ،، حيث أن الساحات السودانية تعج بهؤلاء ( الثعالب أهل المكر والخداع ) ،، يكتشف الشعب السوداني أن ذلك الفاسد في الماضي هو نفس ذلك الفاسد في الحاضر ،، ورغم تلك الحقيقة القاسية المريرة فهو ذلك القاضي الذي يفصل ويحكم في قضايا الفساد !! ،، وأن ذلك المفسد في الماضي هو نفس ذلك المفسد في الحاضر !، ورغم تلك الحقيقة القاسية المريرة فهو ذلك الواعظ الذي يعتلي المنابر ثم يزرف دموع التماسيح !! ،، منتهى التناقضات العجيبة في دولة العجائب !! ،، لقد اختلط الحابل بالنابل بدولة السودان في هذه الأيام ،، حيث أن الأبرياء من الناس في غياهب السجون !! ،، وأن كبار المجرمين في البلاد هم اليوم السادة الكرام !!،، وهم هؤلاء الطلقاء الأحرار بشرعة ومفاهيم الثعالب أهل المكر والخداع !! .
يا ذلك المواطن السوداني الطاهر البريء لا تنخدع إطلاقاَ بتلك المجريات التي تدور في البلاد في هذه الأيام الكئيبة السوداء ،، فتلك اللعبة مكررة ومعادة في هذه البلاد لمئات ومئات المرات منذ استقلال البلاد ،، حيث سرقة كفاح ونضال وانتفاضات الشعب السوداني كالعادة المعهودة ،، وكالعادة تلك الحيل والألعاب القذرة التي يجيدها هؤلاء ( الثعالب ) أهل المكر والدهاء ،، هؤلاء الثعالب الذين يجيدون مراوغة قطرات الأمطار !! ،، وبالأمس في حوار لقناة البي بي سي تحدثت إحدى السيدات السودانيات وأرادت أن تدافع عن تلك الحكومة الانتقالية المؤقتة ،، أرادت أن تدافع عن تلك الحكومة المؤقتة رغم تلك الأحوال المعيشية المتردية الكالحة السوداء التي يعيشها الشعب السوداني في ظلال تلك الحكومة المؤقتة ،، والمشاهد العادي الذي كان يستمع لترهات تلك السيدة المحترمة كان يضحك من ضحالة عقل تلك السيدة التي مازالت تعيش حالات الموالاة بطريقة أعمى لمرحلة من مراحل الحكم في البلاد ،، وذلك النوع من الموالاة بطريقة أعمى قد ولت أزمانه ،، لأنها موالاة أعمى لا تليق بالعقلاء من الناس ،، ولو أن تلك السيدة قد فكرت قليلاَ لأدركت بأن الشعب السوداني هو الذي قد أتى بهؤلاء من الأساس ليحكموا البلاد في تلك الفترة الانتقالية المؤقتة ،، وتلك السيدة المحترمة لو كانت صادقة في دفاعها وأقوالها عن هؤلاء لسبقها الشعب السوداني في ذلك الدفاع المستميت ،، لأن الشعب السوداني هو الذي أتى بهؤلاء من الأساس ،، ولكن الحقائق في أرض الواقع تكذب تلك السيدة جملة وتفصيلاَ في مزاعمها ،، وتلك الأحوال في أرض الواقع تماثل الجحيم بحق وحقيقة في ظلال تلك الحكومة المؤقتة ،، فما الذي يجبر أمثال تلك السيدة المحترمة حتى تدافع عن تلك الأحوال التي تماثل حمم البراكين في فظاعتها ؟؟؟؟ ,, وكم كانت تشرف تلك السيدة ولأكبرت من مقامها لو أنها تحرت الصدق في أقوالها دون تلك المولاة بطريقة أعمى !! ،، والشعب السوداني بعد الانتفاضة الأخيرة دائماَ وأبداَ يبحث عن تلك الحقائق المجردة التي تفيد البلاد ،، وقد كل ومل من تلك الأكاذيب والدفاع الأعمى لمرحلة من مراحل الحكم في البلاد ،، ولا مصلحة للشعب السوداني إطلاقاَ في الدفاع عن مرحلة من مراحل الحكم أو التنديد بمرحلة من مراحل الحكم لمجرد تلك المناكفات السخيفة التافهة ،، ولسان حال الشعب السوداني بعد الانتفاضة الأخيرة إن أحسن أهل مرحلة من المراحل أن يقول : ( لقد أحسن هؤلاء فبارك الله فيهم !! )) ،، وإن أخفق أهل مرحلة من المراحل أن يقول: ( لقد أخفق هؤلاء ،، فلا بارك الله فيهم !! ) .، تلك هي سنة الشعب السوداني بعد الانتفاضة الأخيرة ،، وليست تلك الموالاة بطريقة أعمى في السراء والضراء كما فعلت تلك السيدة المحترمة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست