خطوة الجنرال تلفون كوكو وتصحيح الأوضاع بالحركة الشعبية بقلم:آدم جمال أحمد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-22-2024, 06:41 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-12-2021, 03:33 PM

آدم جمال أحمد
<aآدم جمال أحمد
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 44

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خطوة الجنرال تلفون كوكو وتصحيح الأوضاع بالحركة الشعبية بقلم:آدم جمال أحمد

    02:33 PM August, 12 2021

    سودانيز اون لاين
    آدم جمال أحمد -سيدنى - استراليا
    مكتبتى
    رابط مختصر




    سيدني - استراليا

    في خطوة غير مسبوقة سمحت دولة جنوب السودان وبطريقة دراماتيكية مفاجئة ، للجنرال تلفون كوكو أبوجلحة إقامة مؤتمر نوعي واستثنائي لمدة ثلاث أيام بمدينة جوبا حاضرة جنوب السودان ، تحت سمعها وبصرها ومباركتها ، توافدت إليه عضوية الحركة من مختلف بقاع مناطق الجنوب وإقليم جبال النوبة وأوغندا وكينيا ودول الاتحاد الأوربي وامريكا وغيرها من دول العالم ، تم فيه انتخاب تلفون كوكو رئيسا واقالة عبدالعزيز ادم ابكر هارون ، أدى ذلك الى إرباك المشهد السياسي برمته على أوسع نطاق لكل المتابعين والمحللين في الداخل والخارج ، وهي خطوة تأخرت كثيرا وتوجت بصحوة كلية لأبناء النوبة بحثا عن حقوقهم ومطالبهم المشروعة ، ورفضا للهيمنة والاحلال والاستبدال وللخطاب الإعلامي الصادم المبني علي تغبيش الوعي والأوهام المزينة بالشعارات الفارغة ، التي تعمل علي اجهاض قضية جبال النوبة وجنوب كردفان ، دون ادني احترام لأبسط مقومات الالتزام بقضايا الشعب والأرض والتاريخ والموروث الثقافي والنضال الطويل بحثا عن إيجاد وضعية ونيل للحقوق ، مما افاض مشاعر الغضب والانتفاضة لدي تلفون ورفاقه الشرفاء باللجوء الي اقامة المؤتمر الاستثنائي ، كخيار حضاري ومطلب سلمي وخطوة لتصحيح الأوضاع ومسار الحركة الشعبية والقضية وترتيب الاولويات ، ورفضا صريحا لمرحلة عبور الاخرين علي حساب نضالهم وقضيتهم العادلة بعيدا عن المزايدة والمكابرة ، وأسدل الستار وأصدر البيان الختامي للمؤتمر وجملة من القرارات أبرزها تعيين صديق منصور الناير امينا عاما للحركة ، وتشكيل عضوية المكتب السياسي ومجلس التحرير القومي التابع للحركة الشعبية ، بجانب سحب الثقة من عبدالعزيز وإقالته من منصبه وتجريده من كافة مسؤولياته ، ولا سيما أن جوبا هي الراعية للتفاوض بين الحكومة الانتقالية وحركات الكفاح المسلح لحل المشكلة السودانية ؟!، بعد ان كانت جوبا تعتبر عبدالعزيز كرتها الرابح وحصانها الجامح ، تمسكت به كشخصية عسكرية قوية المراس شديدة البأس علي حكومة الخرطوم قابضا علي مقاليد الامور بالحركة الشعبية في جبال النوبة وادارة شؤونها من (كاودا) الرمزية السياسية والروحية ، الا ان عبدالعزيز في الآونة الأخيرة تمادي في الانتصار لذاته دون قضايا جبال النوبة التي حمل من اجلها أبنائها السلاح طيلة هذه السنوات ، فاستعان ببقايا اليسار وسواقط الشيوعيين وتحالف مع الاخرين ورفض التعامل معهم او حتي مقابلة قياداتهم أصحاب القضية الحقيقيين ، ورفض النصح والوساطة التي قدمها له الرئيس سلفاكير ، حينما حاول تقريب الشقة والصلح بينه وبين تلفون كوكو ، وقد أعلنت جوبا فشلها في رتق تصدع الحركة الشعبية عقب المفاصلة الشهيرة بين (عبدالعزيز وعقار) بسبب تعنت وتمترس عبدالعزيز ورفضه لكافة المقترحات والحلول ووضع العراقيل منتصرا لذاته ، غافلا ومتناسيا في ذات الوقت بأن الحركة الشعبية (شمال) وجيشها الشعبي لا زال لها إرتباط وثيق بالحركة الشعبية الام في جوبا من ناحية التخطيط والتمويل المادي والمعنوي واللوجستي ، ولكن يبدو أن عبدالعزيز ادم ابكر هارون تجبر وتكبر واصبح (فرعون) زمانه ، فلم يبقي له الا ان يقول (انا ربكم الأعلى .. فلا اريكم الا ما اري) وتضخم ذاتيا فأخطأ الفهم والتقدير متماديا في غيه ودكتاتوريته التي لم ترضي عنها حكومة جنوب السودان ، بالرغم أن سلفاكير حذره في خطاب له بمناسبة بداية التفاوض حينما وصفه بالرفيق المقاتل الشرس ونصحه بعدم طرح قضايا خلافية وان يلتفت لقضايا مواطني المنطقة وليست قضاياه الشخصية التي يومن بها ، ولكن عبدالعزيز لم يفهم او يعي مضمون الرسالة.

    وأوضح الجنرال تلفون كوكو رئيس الحركة الشعبية والجيش الشعبي فى خطابه الذي وجد ارتياحا وتجاوبا كبيرا ، بإن هذه القرارات جاءت بناءاً على المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقهم بعد اطلاعهم ومتابعتهم على ملف التفاوض وأداء المؤسسات خلال هذه الفترة والسنوات الماضية ، فلذلك قرر اتخاذ هذه الخطوة التصحيحية ، والهدف منها مواصلة التمسك برؤية الحركة الشعبية ومشروع السودان الجديد وتعزيز وحدة النضال المشترك بين إقليمى جبال النوبة والنيل الأزرق ، والتأكد بان هذه القرارات وصلت لجميع مكاتب الحركة والقوات العسكرية بمناطق سيطرتها.

    فلذلك دعونا فى هذا المقال نتناول بالتحليل ما هى أبرز الدوافع والأسباب وراء قرارات الجنرال تلفون كوكو ، وما هي أبرز النقاط فيها .. حتى نوضح للسادة القراء الحقيقة ، لتفنيد تلك البيانات المتناقضة التى برزت فى صفحات التواصل الإجتماعى من منسوبي عبدالعزيز ادم ابكر هارون في محاولة لشخصنة ما حدث وشيطنة تلفون ومن معه ، فنقول لهم يجب النظر للأمور بعقلانية من خلال المسببات الحقيقية للخطوة التصحيحية داخل الحركة ، ولماذا هذه الحملات المنظمة والشرسة ضد تلفون وبعض قادة النوبة والحركة الشعبية .. هل بهدف إرباكها وتمزيق صفها وخاصة أن هذه الحملات وصلت قمتها ، مما يؤكد قوة تأثير قرارات تلفون عليهم ، فنقول لهؤلاء أن قوات تلفون هم من ثبتوا الحركة الشعبية فأصبحت قوى إستراتيجية مهمة فى توازن العمل بجوبا ، استطاعت السباحة بمهارة فى أوضاع داخلية وإقليمية ودولية كانت معقدة بعد محاولة الانقلاب علي سلفاكير وفي انشقاق الناصر ، ورفضت الإملاءات والضغوط الداخلية والخارجية ، فلولا جيش أبناء النوبة ، لا يعرف أحد عبدالعزيز او محمد يوسف او محمد جلال هاشم ، فلذلك نود توضيح الآتى:

    أولاً: يعتقد الكثيرون بأن خطوة تلفون كوكو ما هي الا شرارة الفتنة والاقتتال بين النوبة ، ولكن الحقيقة عكس ذلك ، فلو أراد تلفون ان يفعل باستطاعته ان يضيق الخناق علي عبدالعزيز وان يحول منطقة جبال النوبة خلال ساعات الي جحيم مشتعل ، لكنه رفض ذلك .. لأنه ببساطة من القيادات ساهم في صنع الحركة الشعبية وجلب معظم النوبة الي صفوفها وقاتل من اجلهم ومن اجل تحقيق مطالبهم ، فلذلك رضي بالظلم والسجن والإقامة الجبرية من قبل استخبارات جوبا وصبر علي حياكة مؤامرات عبدالعزيز طوال هذه الفترة ورفض حق اللجوء السياسي إلي فرنسا ، وقال كما قال يوسف عليه السلام (ان السجن احب الي مما يدعونني اليه) وتجنب الفتنة والاقتتال بين النوبة ، لكنه انتفض وقام بهذه الخطوة التصحيحية حينما ادرك ان السيناريوهات الأخيرة وما طرحه عبدالعزيز من مطالب فكرية وخلافية اثارت حفيظة الشعب السوداني جميعها علي حساب قضية جبال النوبة ، وكل الشواهد تؤكد أن جوبا ضاقت بعبدالعزيز ذرعا فقد تضخم الرجل ذاتيا وقد أعلنت جوبا رسميا وفي أكثر من مناسبة فشلها في رتق فتق الحركة الشعبية (شمال) عقب المفاصلة الشهيرة بين عبدالعزيز وعقار بسبب تعنت عبد العزيز رافضا كافة المقترحات والحلول المحلية والإقليمية والدولية منتصرا لذاته ، وقد رفض أيضا مخرجات الورشة التي دعت لها الحركة الشعبية الأم بجوبا والتي خرجت بعدة توصيات من بينها .. المصالحة مع تلفون وكذلك مع مالك عقار وياسر عرمان وخميس جلاب ودخول الحركة التفاوض وهي موحدة لتوقيع اتفاق وسلام مع الحكومة يحقق مطالب الذين من اجلهم حملوا السلاح ، لكن رد وقرارات عبدالعزيز جاءت بصورة مغيبة لحكومة الجنوب أربكت كل التوقعات.

    ثانياً: من أبرز النقاط التي لم يلتفت اليها احد او تعير اهتمام المتابعين للشأن النوبي خطوة تكريم القائد تلفون كوكو أبو جلحة من قبل الحركة الشعبية الام بجوبا بخمسة نيشانات وترقيته لرتبة الفريق ، حينها قلنا بان هذا التكريم ما هو الا مؤشر قوي لدور جديد للرجل ورسالة تحذيرية لعبدالعزيز ، بالإضافة الي تجاوزات مالية ضخمة داخل الحركة الشعبية ونهب لموارد جبال النوبة وفساد مالي ببنك الجبال والأموال الهائلة التي تم اكتنازها من الذهب والمعادن بجبال النوبة والتلاعب بالدعومات ، بالإضافة إلى عدم وجود مؤسسية في العمل ، بجانب الابتعاد عن منفستو الحركة الشعبية ومخاطبة أسباب القضية التى من أجلها يقاتل الجيش الشعبى ، وعدم إجماع أبناء النوبة علي عبدالعزيز كممثل لهم ، اضافة على الأخطاء التي يرتكبها في البنية الداخلية للحركة الشعبية قطاع الشمال والتكوينات وطريقة التفكير وكيفية تشكيل الرأي العام الداخلي علي المواضيع والقضايا التي تتم بالمزايدات؟ وعبد العزيز ما هو الا ديكتاتور متحكم ومتسلط في القيادة ، وممارسة التهميش علي إثنية النوبة وتجاهله لآرائهم واستغلال بعض ضباط النوبة لخدمة أجندته وتمرير قرارات مصيرية خطيرة على مستقبل الحركة وقضية جبال النوبة ، وليس ذلك بغريب على عبد العزيز ادم ابكر هارون .. إنه أول من ابتدع العمل خارج المؤسسات التنظيمية منذ لحظات مجيئه لجبال النوبة في ٢٠٠٨ م ، وتعطيلها والعمل بهياكل ومسميات من عنده ليست موجودة في دستور الحركة ، وحل مؤسسات تنظيمية منتخبة بالتصعيد من القواعد الجماهيرية واستبدالها بأخرى بالتعيين من عنده ، حتى دخوله انتخابات ٢٠١٠ م ، بالإضافة الى إنعدام الثقة والمصداقية في النوبة وقياداتهم ، فلذلك عبدالعزيز يريد أن يلعب بكرت العلمانية وفصل الدين عن الدولة وتغيير يوم الجمعة وان تكون الفترة الانتقالية عشر سنوات والاحتفاظ بجيشه وإعادة هيكلة الجيش السوداني وغيرها من المطالب التعجيزية .. او اللجوء الي حق تقرير المصير ، وهو في تناسى بأن تقرير المصير وما يطالب به كرت محروق في الداخل ، وبضاعة خاسرة ليس لها رواج في سوق المجتمع السوداني او الدولي ، وخاصة حديث رئيس دولة جنوب الجنوب يكفى ، وهذه جمعيها كفيلة بقلب الطاولة علي عبدالعزيز ..!
    ثالثاً: المؤتمر الاستثنائي ازال الغشاوة عن كثير من ابناء النوبة ، بان قياداتهم داخل الحركة الشعبية مجرد خلفية باهتة لمسرحية قطاع الشمال ، فلم يبقى لهم شيئاً بعد سيطرة عبدالعزيز ادم ابكر السلطوية وتهميشه للكفاءات من أبناء النوبة وتعينه لكوادر اليسار وأشخاص لا علاقة لهم بالحركة فى هياكل قطاع الشمال المختلفة ، وقد عبر عن ذلك قيادات من أبناء النوبة تم تجاهلهم وإبعادهم وفصلهم عن قصد ، ولكن بانت الأيام وحدها كيف أصبحت الحركة وأبناء النوبة مطية سهلة الانقياد لسواقط الشيوعيين وبقايا اليسار !! .. ولقد وجهت قطاعات واسعة من قيادات النوبة إنتقادات عنيفة للمسلك الذى ينتهجه عبدالعزيز بعد رفضه الجلوس او مقابلة قيادات النوبة ، وهو في حقيقة الأمر يبحث عن مصالحه ويقف دوماً ضد رغبات أبناء النوبة ، ويزيد من عمق تشاكسهم وخلافاتهم ، والتى إستفاد منها الآخرون ، فهل ما حدث في المؤتمر الاستثنائي بجوبا يمنح النوبة الفرصة لوضع أياديهم فوق بعض وتوحيد صفهم وخطابهم السياسى والإعلامى وجمع شملهم وثقتهم فى بعض ، لتحقيق أهدافهم والحصول على مطالبهم العادلة وحقوقهم المشروعة ، لإدارة منطقتهم ورعاية شئونها وقضاياها بجدية ومسئولية ، فالوضع الآن – حتى فى نظر المكابرين والمغالين – مختلف تماماً ، فهنالك إرهاصات لخارطة سياسية جديدة بدأت ملامحها تتشكل فى جبال النوبة ، حيث تمخضت عن قيادة سياسية وعسكرية وإستراتيجية جديدة من أبناء النوبة فى الحركة الشعبية ، فلذلك المطلوب من أبناء النوبة تجاوز صراعاتهم وإختلافاتهم ، فالسؤال ماذا هم فاعلون بعد أن أقدم أبنائهم داخل الحركة الشعبية على خطوة تصحيحة شجاعة وجريئة كهذه ، ولا سيما جنوب كردفان ساحة مفتوحة ، تعانى الموت بالمجان ومأساة إنسانية وحرب ودمار وخراب بالولاية لم يعرف لها السودان مثيلاً ، تحتاج لجهد أبناء الولاية المخلصين والى حل سياسى متصل من خلال رؤية سياسية واضحة وليس حل عسكرى ، وليس إستناداً الى تاريخ سابق أو مجد غابر أو إستعراض للعضلات! .. فلذلك ندعو القيادة الجديدة إلى إتباع طريق الحوار السلمي والتفاوض لحلحلة قضايا المنطقة والحصول على المطالب من خلال إرادة قوية.

    تلفون كوكو مهما اختلفنا او اتفقنا معه هو قائد تاريخي للحركة الشعبية لتحرير السودان ومن المؤسسين لها ، لم يهرب موارد جبال النوبة لمصلحته الشخصية ولم يفتن قبائل جبال النوبة لتقتل بعضها بعضا ، تلفون كوكو قائد له رؤية وتاريخ ، فحريا بأبناء النوبة دعمه ان أراد اصلاحا ووحدة النوبة وسكان جنوب كردفان بدلا من شيطنته ، وبل دعمه لأنه يريد ان يحقق للنوبة مطالبهم التي من اجلها حملوا السلاح وليست خدمة مصالح الاخرين ، فلماذا تضيقوا واسعا .. فيجب علي النوبة ان يعوا هذا التحول الحقيقي في مسار الحركة الشعبية ، وتناول قضاياهم بموضوعية وعلمية وان تكون هي بداية الوحدة التي ينشدها النوبة ، وهم احوج ما يكون لها في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ جبال النوبة وجنوب كردفان والسودان ما بعد الخطوة التصحيحية .. بدلا من افتعال معارك طواحين الهواء وشيطنة تلفون ، بينما عبدالعزيز ينهب في موارد وذهب جبال النوبة جهارا نهارا باسم النضال ، وموت ودماء النوبة صارت رخيصة في كل بقعة من السودان.

    لذلك أيها السادة القراء .. نحاول من خلال هذا المقال إستدعاء عقول أبناء النوبة أياً كان موقعها ومكانها للمشاركة الفاعلة فى الإلتفاف حول حل قضية جبال النوبة من خلال رؤية سياسية وتفاوضية بعيداً عن الحلول العسكرية ، التى لم تجلب للنوبة غير الموت والدمار والتخلف ومزيد من التهميش والإهمال ، لأن ما شهدته الحركة الشعبية وأنظمتها الهيكلية من خطوة تصحيحية ، وما تشهده المرحلة ، يؤكد لا محالة أن موقف كوكو ورفاقه من أبناء النوبة الغيورين والحريصون على التمسك بالقضية يجب إحترامها والوفاء بها ، لعلنا نفسح المجال للحوار البناء مع فصائل الإعتدال بعيداً عن الإنطباعات المغلوطة ، ونحاول أن نفتح معهم كوة مضيئة للتثاقف الإيجابى وليس التثقيف السالب ، والتنبيه الى حقيقة مخاطر الحرب التى تهدد جبال النوبة ، والمطالب التى من أجلها حملوا السلاح ؟ ومن ثم توعيتهم وتعبئتهم لمواجهة تلك المخاطر لتوحيد صفهم وكلمتهم وخطابهم السياسى والإعلامى فى هذه المرحلة التى تمر بها القضية؟ ، وتبديد أحلام المتآمرين الذين يحلمون بأن يبقى النوبة فى ظل الهامش وجنوب كردفان شوكة فى خاصرة الوطن ، فلذا نحن نحتاج لتسليط الضوء على بعض المستجدات فى الساحة النوبية من كتاباتنا ، نحاول فيها أن نسترجع الذاكرة الى بعض فصول التجربة النضالية المريرة التى خاضها شعب جبال النوبة فى هذا السودان على مر العصور والأزمان ، و كيف أن أحلام النوبة قد تم اختزالها وتهميشها ، والتي تجاوزها النوبة الآن بهذه القرارات الأخيرة.

    وأخيراً .. نقول لقيادات الحركة الشعبية الجديدة ومجلس التحرير ومنسوبي الحركة يجب عليكم وضع بداية لتفكير عقلانى مختلف وخطاب سياسى مختلف يستصحب جموع سكان جنوب كردفان وأبناء النوبة غير المنتمين للحركة ، وأن تمدوا أياديكم بيضاء لكل حادب على جبال النوبة دون عزل أو إقصاء .. خطاب يغوص فى أعماق واقع جبال النوبة بشجاعة بحثاً عن أسباب المشكلة وجذورها ووضع الحلول الناجعة دون وضع قنابل مؤقوتة ، وأن تتركوا سكان جنوب كردفان وحدهم هم الذين يقررون شأنهم .. وهلموا الى قضية جبال النوبة.. ودعونا أن نتعامل بعقلانية واضحة لتغيير واقع جبال النوبة من خلال الآتي:

    ١- إجراء مصالحات في داخل الحركة بين أبناء إقليم جبال النوبة من جهة وبين أبناء النيل الأزرق من جهة أخري سياسيا وعسكريا وإعادة المفصولين والمغاضبين لصف الحزب والجيش وكذلك مصالحات ما بين الحركة الشعبية والمكونات السياسية الأخرى في كل إقليم علي حدة دون الفصل بين قضيتي المنطقتين حسب استراتيجية الحركة الشعبية الأم.

    ٢- أن يتم استرجاع كل المفصولين والمبعدين ، والذين أسسوا كيانات أخرى للحركة مثل الفريق دانيال كودي واللواء إسماعيل خميس جلاب واللواء عبدالباقي قرفة وغيرهم الى حظيرة الحركة الشعبية ، لحشد قواهم وتجاوز صراعاتهم وحزازاتهم وتكريس جهدهم وطاقاتهم بالمصارحة والمكاشفة والإعتراف بالاخطاء ثم المصالحة دون إقصاء لتوجه أو رأى أو عرق أو دين.

    ٣- اجراء مصالحات مع مالك عقار وياسر عرمان لتوحيد الحركة توحيد الصف والرؤية وتجاوز الاختلافات والإتفاق على الوسائل التى تحقق أمانى وأحلام سكان جبال النوبة وجنوب كردفان والنيل الأزرق والسودان دون تقاطع أو تعارض مصالح.

    ٤- توحيد الخطاب الإعلامي والسياسي للنوبة وتحميل المركز والحكومة الانتقالية مسئولية إيجاد معالجة جادة للتفاوت التاريخى والاقتصادى التى عانت منه المنطقة.

    ٥- الحركة الشعبية ما زالت تعانى من الملف السياسي ، وما زال الشعب السوداني وأبناء النوبة وجنوب كردفان في انتظار لمعرفة البرنامج السياسي للحركة ورؤيتها لحل قضية المنطقتين والسودان ، فلذا يتوجب على الجنرال تلفون وطاقمه الاستعانة بالسياسيين من أبناء النوبة واثنيات المنطقة .. كمستشاريين فى وفدها التفاوضى وإختيار قيادات سياسية واعية من أبناء النوبة وجنوب كردفان في الداخل ودول المهجر ، ومشاركة اهل المنطقة بمختلف اثنياتهم ومعرفة رويتهم في حل القضية ، والتي لا تحل الا عبر كل الأعراق ، أما بالنسبة للملف العسكرى والإنسانى الحركة قادرة على حملهما ولا تعانى من ذلك.

    ٦- وقف التراشق والعدائيات والنقد غير البناء لإيجاد أرضية مشتركة للتعايش بصورة إيجابية وحميمية تعمل على رتق نسيج التعايش الاجتماعى وترسيخ قواعده ضمن إطار واضح يقوم على ضوابط محددة يتوافق الجميع عليها.

    ٧- عقد مؤتمر للمصالحة بين جميع مكونات واثنيات الإقليم والاتفاق على قواسم مشتركة والالتفاف حولها وتأهيل الإدارة الاهلية ، مع الإبقاء على الخصائص المميزة لكل عرق دون غمط لحق أحد فى الولاية.

    ٨- المحافظة على أمن وممتلكات المواطن فى جنوب كردفان دون أى إعتداء عليه أو على ممتلكاته ، ومحاسبة كل المتفلتين.

    وإلى اللقاء فى مقال آخر

    آدم جمال أحمد

    استراليا – سيدني - ١٢ اغسطس ٢٠٢١م























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de