+ الوثيقة الدستورية ؟ إستولدت الوثيقة الدستورية المعتمدة من تحالف قوى اعلان الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي في يوم السبت 17 أغسطس 2019 ، إستولدت ثنائية في السلطة بين من جانب : المكون المدني ويمثله الرئيس حمدوك ، الذي يمثل اتوماتيكياً حكومته المدنية ، ويمثل ايضاً حاضنته السياسية وهي تحالف قوى اعلان الحرية والتغيير ؛ ومن الجانب المقابل : المكون العسكري ويمثله رئيس المجلس السيادي الانتقالي الرئيس البرهان . أمنت الوثيقة الدستورية على ان تحتكر حكومة الرئيس حمدوك المدنية السلطة التنفيذية خلال الفترة الإنتقالية ، بينما تقتصر صلاحيات المكون العسكري في مجلس السيادة الانتقالي على الواجبات التشريفاتية ويكون كملكة بريطانيا التي تملك ولا تحكم . ولكن للأسف ، إنقلب الحال ، فصار المكون العسكري يحتكر السلطة التنفيذية : يراس مفاوضات السلام ، ويرأس لجنة الطوارئ الاقتصادية ، ويعقد رئيسه البرهان مفاوضات مع نتن يا هو في عنتبي في فبراير 2020 بدون مشاورة المكون المدني ، وتتحكم شركات المكون العسكري والامني على 82 % من مداخيل الدولة ، وتنافس في سوق الله اكبر وفي تجارة الشباشب والسحسوحات . صار المكون العسكري دولة عميقة ، ظاهرة للعيان وليست مخفية ، داخل الدولة الرسمية . لم يقبل الكونغرس الامريكي هذا الوضع ، واجاز قانوناً مُلزماً للرئيس الامريكي يضمن إحتكار المكون المدني ، الذي يمثله الرئيس حمدوك ، للسلطة التنفيذية خلال الفترة الانتقالية ، ويطالب برجوع القوات النظامية في الجيش وجهاز المخابرات والامن والميليشيات المسلحة الاخرى لثكناتها بعيداً عن شوارع المدن والقرى . ولهذا السبب ، يتلفن وزير الخارجية الامريكي للرئيس حمدوك لمناقشة عديد المسائل الوطنية وما يخص الاقليم خصوصاً الحرب الدائرة في اقليم التقراي في اثيوبيا ، ولا يتلفن للرئيس البرهان . وتقابل الحكومة الفرنسية الرئيس حمدوك بالبساط الاحمر في باريس في مايو 2021 عند مشاركته في مؤتمر قمة باريس حول إعفاء ديون السودان ، ولا تفرش نفس البساط للرئيس البرهان الذي يصل باريس على صهوة طائرة اماراتية يتفضل بها عليه الشيخ طحنون بن زايد . + البرفسور مهدي امين التوم ؟ تعرف يا حبيب وتحترم البرفسور مهدي امين التوم لانه من الناس الفاهمة ، ولمرجعياته الوطنية والفكرية والعلمية والأخلاقية الباذخة . هذا الوضع ، اي إتصال وزير الخارجية الامريكي بالرئيس حمدوك دون غيره من المتنفذين في المكون العسكري ... هذا الوضع لم يعجب البرفسور مهدي أمين التوم ، فنشر في يوم الخميس 5 اغسطس 2021 في الاسافير مقالة بعنوان : هل يفهمنا الأمريكيون هذه المرة ؟ جوهر ولب مقالة البروفسور مهدي ينحصر في تحفظه على اتصالات الامريكان بالرئيس حمدوك دون غيره من المتنفذين . كتب البرفسور مهدي ونصاً : ... لذلك من الخطأ إقتصار السودان كله في شخص واحد زائل هو حالياً الدكتور حمدوك لتصبح كل الجهات متصلة به هو فقط و في كل كبيرة و صغيرة، و في كل أمر آني أو مستقبلي ، يتشاركون معه الأسرار و الخطط ... ويستطرد البرفسور مهدي فيكتب ونصاً : ... و يبقى إيماننا القوي و تطلعنا أللامحدود لعلاقات سودانية أمريكية سوية ، متوازنة و خالدة ، تنمو مع الأيام ، دون إرتباط بشخص زائل ..العلاقة بين الشعوب هي الأهم و الأبقى. ويختم البرفسور مهدي فيكتب ونصاً : ... فقط تذكروا أننا (شعب غير) ، و أننا نريدكم أن تفهمونا هذه المرة. نفهم من تحفظ البرفسور مهدي إنه يطلب من الامريكان الإتصال بالرئيس البرهان في المكون العسكري . هذا الفهم ، وإن لم يكن يقصده البرفسور مهدي، مرده ببساطة لان الرئيس حمدوك يمثل وزراء حكومته المدنية ، ويمثل حاضنته السياسية في تحالف قوى اعلان الحرية والتغيير، وبالتالي لم يبق من المتنفذين غير الرئيس البرهان وجنرالاته . وبدورنا نطلب من البرفسور مهدي ان يفهمنا ويدعم الوثيقة الدستورية التي أمنت على إحتكار المكون المدني ، ويمثله الرئيس حمدوك للسلطة التنفيذية خلال الفترة الانتقالية . كنا نتوقع من البرفسور مهدي ان يشكر الامريكان على إقتصار إتصالاتهم بالرئيس حمدوك ، حتى يرغموا جنرالات المكون العسكري بفك الكنكشة في السلطة التنفيذية ، لأن المجتمع الدولي وتمثله امريكا وفرنسا يرفض كنكشتهم في السلطة التنفيذية . ولكن جاءت رياح البرفسور مهدي بما لا تشتهيه سفننا . نقطة اخرى ، وهي اننا نتحفظ بدورنا على توكيد البرفسور مهدي بان الامريكان يقصرون إتصالاتهم بالرئيس حمدوك وهو شخص زائل ، ونؤكد بان الامريكان يتصلون بالرئيس البرهان في نفس الوقت الذي يتصلون فيه بالرئيس حمدوك ووزرائه ، خصوصاً وزيرة الخارجية . نختزل ادناه ، مثالاً وتدليلاً وليس حصراً ، اربعة امثلة حدثت هذه السنة ، ويؤكد كل مثال على إتصال الامريكان بالرئيس البرهان كما يطالب البرفسور مهدي : واحد : في يوم الاحد 1 اغسطس 2021 ، قابلت سمانتا باور رئيسة المعونة الامريكية الرئيس البرهان في مكتبه ، وتناقشا حول مختلف المسائل الثنائية . وصفت سمانت باور ما حدث في السودان بانه معجزة تحاكي العصا واليد البيضاء . في يوم الخميس 5 اغسطس 2021 ، وفي واشنطون ، بعد عودتها من زيارة السودان واثيوبيا ، قالت سمانتا باور في مقابلة مع الراديو العام الامريكي عن سودان الثورة ما يلي ، ونصاً ، بلغة العجم : It was one of the more moving trips I've taken in my career. It really is a country for now that is going in a very positive direction. And it is a country that the United States now is in a position to support and to try to meet at this moment where it wants to move from being a country of conflict and repression and indeed of genocide in Darfur to being a model for how you move away from conflict and actually integrate diverse communities who have been at loggerheads and how you use transitional justice, economic development and an expansion in civil society space to do so. So it's a very rocky journey. It's extremely fragile. But the trajectory is one that I never dreamed I would see in my lifetime. اتنين : في يوم السبت 31 يوليو 2021 ، قابل وفد امريكي يضم أعضاء سابقين في الكونغرس الأمريكي، ورجال أعمال امريكان ، وأعضاء منظمات مجتمع مدني امريكية ... قابلوا الرئيس البرهان في مكتبه ، وتناقشوا حول مختلف المسائل الثنائية . تلاتة : في يوم السبت 8 مايو 2021 ، قابل المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان الرئيس البرهان في مكتبه ، وتناقشا حول مختلف المسائل الثنائية . اربعة : في يوم الاثنين 29 مارس 2021 ، قابل المبعوث الامريكي الخاص للسودان دونالد بوث الرئيس البرهان في مكتبه ، وتناقشا حول مختلف المسائل الثنائية . نقطة اخيرة ، ونود ان نجاوب فيها على تساؤل البرفسور مهدي ، حيث كتب ونصاً : ... و خلال فترات الترنح و التعجل التي لازمت ثم أعقبت سقوط النظام، ظهر في الأفق الدكتور عبدالله حمدوك من حيث لا ندري بالضبط حتى الآن ، و أصبح رئيساً لمجلس وزراء الثورة ... ننور البرفسور مهدي بان الشعب السوداني مُمثلاً في تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي قد طلبا من الدكتور حمدوك ان يتطوع ويترك وظيفته الاممية في اديس ابابا حيث كان نائب رئيسة اللجنة الاقتصادية الافريقية التابعة للامم الامتحدة ... ان يتطوع ويقبل بان يكون رئيس مجلس الوزراء خلال الفترة الانتقالية . قبل الدكتور حمدوك النداء الوطني ، وترك وظيفته السامية في الامم المتحدة ، وعاد إلى الخرطوم حيث تنهشه سهام وخناجر الكثيرين ومن بينهم للاسف البرفسور مهدي امين التوم . وما وجدنا لاكثرهم من عهد ، وإن وجدنا اكثرهم لفاسقين .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة