هُناك و هُنا قد يتشابه الحال؛ لكن مَن مِنَّا يتعظ فيتعلَّم؟! ملاحظة: الكتابة ليست مهنة لنا بل هي روح ما و وصايا لها فينا. *
إلى الأحدث؛ مُغادرة القوَّات الأمريكية لأفغانستان و ترك الشعب و الدولة "فريسة" سهلة لحركة طالبان لتشفي الحركة "غليلها" منهم لتعاونهم و سكوتهم على وجود الأمريكان بينهم و عمل بعضهم لحسابها كمترجمين و هكذا. السؤال هو: طوال سنوات الوجود الأمريكي هناك ماذا قدمت تلك القوَّات للأفغان؟ و لماذا مازالت طالبان تتمتع بهذا العتاد من مدرَّعات و قذائف و أسلحة و قوَّات؟! و طوال المدة نفسها ماذا فعلت الحكومة لنفسها و لشعبها فالدولة؟ أيُعقل أن تسقط بسهولة لحظة مغادرة كم جندي أجنبي لها؟!! الحكومة أعلنت أن المغادرة كانت "مُفاجئة" لها! فأي حكومة تقود البلد هذه؟! و لماذا في ظن الغرب أن اللجوء إليهم هو الفرصة الوحيدة لإنقاذ من ساعدوهم وقتها من بطش و انتقام الطالبان و رد الجميل إليهم؛ فهل سينقلون أفغانستان كلها معهم هناك؟! ففي نظر طالبان الشعب كلهم خونة! *
فاليمن و الحوثي يتلاعب به و نعلم أن الحوثي مُجرَّد أتباع و "جماعة"؛ فكيف لهم و من أين هذا الدعم المادي و العسكري المُتواصِل لسنوات من أيام "صالح" إلى الثورة عليه و ما بعدها من مصائب إلى يومنا هذا! و لماذا كان "مَباعِيثُ الدَوليَّة" و مَبعوثيها لليمن لا يتدخَّلون إلا لحظة أن يشتدَّ الضرب على تلك الجماعة و يضيق الخناق عليها؟! *
و لبنان حزب الله "لا تعليق" فالكل شهد و عرف و حفظ ففهم!
حتى سفَّاح سوريا بشار مازال في غيِّه رغم أنَّ كلَّ الزعامات المُخضرَمة من حوله سقطوا! نشهد أن "الروس" خلفه. و السؤال يبقى: على ماذا؟! *
بيت القصيد هنا عندنا "السودان"؛ و "كوم" من أسئلة لا نبحث لها عن أيِّ إجابة! قد نتذكَّر في إحدى "زعلات" السيد حميدتي المتعدِّدة إذ صرَّح أنه "صرف" على قواته -يعني الدعم السريع- و "تعب" عليها فكيف يُطالبُونه في بساطة بضمِّها و "شكّها" في الجيش! نربط تصريحه مع حسب ما "حفظناه" من تصريحات و تأكيدات و إعادة التأكيد لسعادة البرهان و مستشاره الإعلامي و ناطقي القوات المسلحة الإعلاميين أن الدعم جزء "أصيل" من الجيش. إذاً السؤال يَتسَرَّب في خِفَّة: أن ماذا كان يقصد حميدتي أنه "هو من تعب" في الصرف على القوَّات تلك؟! أليس من صرف عليها حسب "كلام" سيادة "عبدالفتاح" هو الجيش أي من مال الدولة فالشعب؟! نحن لسنا "لجنة إزالة تمكين و تفكيك"؛ و لا ندعو لفتح حسابات و أصول و مصادر الأموال و ما في خزائن حميدتي و لا جيشه و "داعميه". و حتماً لا نكتب لنُكذِّب قائد القوات المسلحة و "ممثليه" بنا و لا لنُشكِّك فيهم لأنَّا ببساطة نعلم أن "البشير" هو من كان يصرف علي الدعم السريع من خير السودان و مال و ذهب شعب السودان و أنه هو من ملكهم ما لم يك في الأصل لا هو و لا حزبه و تنظيمه! فالحكاية عندنا عارية مفضوحة "مكشوفة". *
إلى حركات "الكفاح المسلَّح" -قديمها و حديثها- و طوال سنوات حروبها و "تمرُّدها" على نظام البشير؛ كيف استطاعت أن تصرف على نفسها و تعيد تجهيز قواتها و جيوشها بعد كل معركة و مُواجهة؟! هذا و نحن نعلم كيف كان الجيش الحكومي وقتها يُعاني بسبب أفعال النظام المُتحكِّم فيه و تصرفاته و سمعته الدولية. النظام كان يحكم الدولة و يستنفذ خيراتها و مواردها و دخلها ليسدِّد بها فواتير حروبه و يُعاني فكيف الأمر كان مع كل تلك الحركات؟! من أين دفعت لفواتيرها؟ *
من غريب الحياة عندنا و في أغلب دولنا العربية و الأفريقية بل في العالم كله أن هنالك "قوى" قد تجمع الشعوب و تقسِّمها و تفرِّقها و في لحظات قليلة لكن أغلب الساسة و مُدَّعِي السياسة لا ينتبهون إليها فكيف إن حاولوا استغلالها لإصلاح بلادهم أو حتى خرابها! أندية كرة القدم مثال. فتخيَّلوا لو أن الناس تجمَّعوا حول "فرقهم" و "أنديتهم" المفضَّلة و تحت شعاراتها و أعلامها و دخلوا بها مجال السياسة و انتخابات السلطة او حتى الإنقلابات و الثورة؛ كيف حال الأحزاب و الحركات و الجيوش و "الحاكمين" وقتها! المريخ و الهلال عندنا بإمكانهما لوحدهما "فصل" الدولة؛ هذا إن تبقت لنا دولة! *
شهادة للتاريخ: نظام البشير تميّز بإستخدامه و رفعه لشعارات خالدة "رنَّانة" من شاكلة "هي لله هي لله لا للدنيا و لا للجاه" المشهورة كشعار: فلنأكل ممَّا نزرع و لنلبس ممَّا نصنع! و زرع النظام و صنع فأفلسنا!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة