+ مع الدكتور جون قرنق في ذكرى إستشهاده ال 16 ؟ في يوم السبت 30 يوليو 2005، غادر المرحوم الدكتور جون قرنق ( 1945- 2005 ) الفانية ، إثر تحطم مروحيته في محلية نيوسايت في جنوب السودان ، نتيجة خطأ فني ، عند عودته من يوغندة الى جنوب السودان . في يوم الجمعة 30 يوليو 2021 ، مرت الذكرى الحزينة ال 16 لإستشهاده ، نساله تعالى له الرحمة والمغفرة. في هذه المقالة من حلقتين ، نحاول إستعراض كيف كان المرحوم الدكتور القائد جون قرنق آلية إسرائيل لتقسيم السودان إلى قسمين ، ضمن محن اخرى بالكوم ؟ بعد إنتصار إنتفاضة ابريل 1985 ، لم ينضم الدكتور جون قرنق لجماهير الانتفاضة في رياح السودان الاربعة ، بل وصم الحكومة الانتقالية المنبثقة من الانتفاضة الشعبية بحكومة مايو 2 . وبعد عام من الانتفاضة ، وبعد عقد الانتخابات العامة في ابريل 1986، تم تكوين حكومة ديمقراطية برئاسة النفس المطمئنة التي رجعت الى ربها راضية مرضية . بضغوط من إسرائيل ، إستمر الدكتور جون قرنق في وصم الحكومة الديمقراطية برئاسة النفس المطمئنة بحكومة مايو 2 ، ورفض الدكتور جون قرنق كل محاولات وإنبراشات وتوسلات النفس المطمئنة في الوصول الى حل سلمي لمشكلة الجنوب في اطار السودان الجديد الديمقراطي ، الذي كان ينادي به الدكتور جون قرنق. اجهض الدكتور جون قرنق كل المحاولات التوفيقية للنفس المطمئنة. كلما توسلت النفس المطمئنة للدكتور جون قرنق لركوب سفينة الديمقراطية الثالثة ، جعل الدكتور قرنق أَصَابِعَه فِي آذَنيه ، ْ وَاسْتَغْشَى ثِيَابَهُ ، ْ وَأَصَرّ ، وَاسْتَكْبَرُ اسْتِكْبَارًا . بهذا الرفض الإستكباري ، دخل الدكتور جون قرنق التاريخ من اوسع ابوابه ، كالسبب المباشر لمحن ومآسي وكوارث دولة السودان ، ودولة جنوب السودان ، حسب معادلة تراكمية وتسلسل السبب والنتيجة . + محن الدكتور جون قرنق ؟ نعم ، رفض الدكتور جون قرنق الإستكباري لتوسلات النفس المطمئنة الانضمام للمسيرة الديمقراطية والانتفاضة الشعبية ، كان السبب المباشر في محن بالكوم ، نختزل ادناه ، مثالاً وتدليلاً وليس حصراً ، عشرة منها ... آيات لقوم يتفكرون : اولاً : + كان الدكتور جون قرنق السبب المباشر للنهب المسلح الذي قام به الابالسة فجر الجمعة 30 يونيو 1989 . نعم ونعم ... كان الدكتور جون قرنق سببا مباشراً في ظهور فيروس الاخونجية القاتل في يوم الجمعة 30 يونيو 1989 ، وإستمراره لثلاثين سنة سوداء ... حسب ما سوف نحاول تبريره لاحقاً في هذه المقالة والتي تليها . ثانياً : + كان الدكتور جون قرنق السبب المباشر لتقسيم السودان إلى قسمين . ثالثاً : تبرأ الدكتور جون قرنق من اتفاق مؤتمر اسمرة للقضايا المصيرية الذي وقعه في يونيو 1995 مع التجمع الوطني الديمقراطي ، وقلب ظهر المجن لحليفه التجمع الوطني الديمقراطي ، بل رفض مشاركته في مفاوضات نيفاشا . عقد الدكتور جون قرنق إتفاقية نيفاشا للسلام الشامل مع نظام الكيزان في يناير 2005 مُستبعداً ومن وراء ظهر التجمع الوطني الديمقراطي ، بل على حساب التحول الديمقراطي ، وتثبيتاً لنظام الكيزان وقوانينه الأمنية التعسفية . تجاهل الدكتور جون قرنق الإبادات الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي إرتكبها الكيزان في دارفور ، وعدها ( بلبصة ساي ) من المجتمع الدولي . رابعاً : بتوقيعه اتفاقية السلام الشامل في نيفاشا ، اعطى الدكتور جون قرنق نظام الانقاذ شرعية ومشروعية دولية لأكثر من ستة سنوات من يناير 2005 وحتى يوليو 2011 ، الفترة التي فاقمت محنة دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق . خامساً : باتفاقية نيفاشا للسلام الشامل ، وافق الدكتور جون قرنق على النوم مع الكيزان في سريرهم ، وبعدها تشاركت الحركة الشعبية مع نظام الكيزان في السلطة التنفيذية من يناير 2005 وحتي يوليو 2011 ، وإستمر التجمع الوطني الديمقراطي في المعارضة بعد ان هجره الدكتور جون قرنق . في مايو 2005 ، إغتال الدكتور جون قرنق المرحوم التجمع الوطني الديمقراطي ! وإستولد في مكانه ، ولذر الرماد في العيون ، تحالف جوبا . ولكن سرعان ما هجرت الحركة الشعبية تحالف جوبا وقالت له أني بريئة منك أني أخاف الله رب العالمين . تحور تحالف جوبا وصار تحالف قوى الاجماع الوطني ، ثم إندثر التحالف . سادساً : باع الدكتور جون قرنق السراب ( السودان الجديد ؟ ) لجماهير الشعب السوداني الشمالي الذين تدافعوا زرافات ووحداناً للإنضمام لعضوية الحركة منذ يناير 2005 ، بعد ان وقع الدكتور جون قرنق اتفاقية السلام الشامل مع نظام الكيزان في يناير 2005 . ثم تركتهم الحركة الشعبية في يوليو 2011 يهومون على وجوههم في صحراء العتمور... ولا يزالون . سابعاً : + كان الدكتور جون قرنق السبب المباشر للسلخانات التي مزقت منذ ديسمبر 2013 ، وتستمر حالياً في تمزيق ً دولة جنوب السودان . ثامناً : + كان دكتور جون قرنق السبب المباشر لكون دولة جنوب السودان ، حالياً ، برنجي الدول الفاشلة ، وبرنجي الدول الفاسدة ، عالمياً . تاسعاً : + كان دكتور جون قرنق السبب المباشر لإنفجار محنة دارفور ، وصهينة المجتمع الدولى عنها لتسهيل إنفصال جنوب السودان . عاشراً : + وكان دكتور جون قرنق السبب المباشر للضائقة المعيشية التي يعاني منها ، حالياً ، مواطنو دولتي السودان ، كما سوف نفصل لاحقاً . ياله من وزر قدر الضربة يحمله الدكتور جون قرنق على ظهره ، كما جاء في الآية 31 في سورة الانعام : وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون . + إسرائيل والسودان ؟ نبدأ فنقول إن السياسة الثابتة لإسرائيل هي تقسيم كل دولة من الدول العربية ، وزرع الفتن بين مكوناتها الإثنية والدينية ، بل تحريض الولايات المتحدة على شن الحروب ضدها بدعاوي كذوبة كما حدث في العراق ، وسوريا ، وليبيا ، واليمن . او وضعها في الجيب الشمال لاسرائيل والجيب اليمين للولايات المتحدة ، كما يحدث للدول الخليجية ومصر والاردن ولبنان . صرحت إسرائيل بالواضح الفاضح إنها تخطط لتقسيم السودان الى 5 دويلات ، تكون متشاكسة فيما بينها إلى ابد الآبدين ، لتأمن شر السودان الموحد ، ودعمه للقضية الفلسطينية . وبالتالي بدأت إسرائيل ، بدعم دكتور جون قرنق في مخططه الداعي لإنفصال جنوب السودان ، مهما كانت المغريات والكوكيز cookies من شمال السودان . في يوم الجمعة 23 يوليو 2021 ، نشرت صحيفة جريسلوم بوست مقالة للكاتب الاسرائيلي إيدو أهارونى بعنوان : What is the State of Israel's diplomacy؟ شرح فيه الدبلوماسية الإسرائيلية الحالية ، بانها تقوم على سحق الطرف الآخر ، دفاعاً عن وجود إسرائيل ... بمساعدة آلياتها المحلية كالدكتور جون قرنق في السودان في زمن غابر جميل . لمزيد من التفاصيل تجد يا حبيب مقالة الكاتب إيدو أهارونى على الرابط ادناه : https://www.jpost.com/opinion/what-is-the-state-of-israels-diplomacy-opinion-674621https://www.jpost.com/opinion/what-is-the-state-of-israels-diplomacy-opinion-674621 نواصل مع الشهيد دكتور جون قرنق في الحلقة الثانية ...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
ثروت قاسم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست