اليوم تحل ذكرى ثورة ١٧ تموز المجيدة، الثورة التي غيرت وجه العراق والعرب. الثورة التي رفعت راية الوحدة والحرية والإشتراكية، تأكيداً لمواصلة الدور الحضاري الذي لعبه العراق منذ عصر حمورابي الذي علم الإنسانية ألف باء الحضارة. ثورة ١٧ تموز ١٩٦٨، لم تك هدية للعراقيين لتحرير إرادتهم وقرارهم الوطني فحسب، بل كانت ثورة ذات رؤية مستقبلية قومية، إنسانية قائمة على العقلانية، إذ نبهت أبناء الأمة من المحيط إلى الخليج، إلى ضرورة تكامل جهود النضال الوطني مع بعدها القومي والإنساني لمواجهة التحديات التي خلفتها عهود التخلف وسنوات حكم الإستعمار، من أجل بناء فضاء عربي مفتوح يكفل العيش الكريم لأبناء وبنات هذه المنطقة، الممتدة من المحيط إلى الخليج، التي حباها الله بإستراتيجية الموقع، وحيوية الموارد، وعمق الدور الحضاري، كونها موطن الحضارات الإنسانية في وادي النيل، ودجلة والفرات. الحديث عن ثورة ١٧تموز، ليس من باب الحسرة، وإنما باب التذكير، لتصفح صفحات تاريخ شكل منعطفاً في تاريخ المنطقة والعالم. بهذا الفهم تشكل ذكرى ثورة ١٧تموز محطة مهمة في مسيرة النضال العربي، نستقي منها الدورس والعبر، التي تنير السبيل للأجيال العربية الصاعدة كي تقوم بدورها للخروج من حالة السبات التي تعيشها الأمة العربية. وهنا نذكر إن ثورة ١٧تموز ١٩٦٨، بقدر ما واجهت من تحديات، داخلية وإقليمية ودولية، الإ إنها إستطاعت تحقيق أهدافها في القضاء على الأمية بعد تحرير نفط العراق من هيمنة الشركات الأجنبية، بجانب مواجهة الأطماع الإيرانية، إذ أجبرت قيادة ثورة ١٧ تموز، خميني أن يعلن 1988/7/18 قبوله بقرار مجلس الأمن رقم 598، الداعي لوقف الحرب التي إستمرت ثمانية سنوات. خميني خاض الحرب إعتقاداً منه، إنها ستكسر إرادة قيادة ثورة ١٧تموز ١٩٦٨، لكن الذي حدث هو إنكسار إرادته هو، حدث ذلك حينما عبر عن إستياءه العميق وهو يعلن قرار وقف الحرب. إذ قال : " يا ويلي لي لأني ما زلت على قيد الحياة لأتجرع كأس السُم، بموافقتي على إتفاقية وقف إطلاق النار. ثورة ١٧تموز بقدر ما قدمت لأبناء العراق وبناته، أيضا قدمت لأبناء وبنات الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، ما لم تقدمه أي دولة عربية أخرى، إذ فتحت أبواب العراق لكل العرب للعمل والدراسة بجانب مساعدتها أغلب الدول العربية. بغياب قيادة ثورة ١٧تموز في العراق أصبحت إيران تحتل أربع عواصم عربية، ليس هذا فحسب تصفي معارضيها في العراق ولبنان وسوريا. وآخرهم اللاجئي السياسي بهروز رحيمي في العراق في محافظة السليمانية. السؤال الذي يطرح نفسه، بعد تغييب قيادة ثورة ١٧تموز المجيدة، بقيادة الشهيد البطل صدام حسين. عبر مؤامرة شريرة، شاركت فيها الإمبريالية العالمية والصهيونية والرجعة العربية ... العرب إلى أين ...؟ الطيب الزين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة