الطمع عند الشخصية السودانية بقلم:د.أمل الكردفاني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 10:31 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-16-2021, 12:19 PM

أمل الكردفاني
<aأمل الكردفاني
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 2506

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الطمع عند الشخصية السودانية بقلم:د.أمل الكردفاني

    11:19 AM July, 16 2021

    سودانيز اون لاين
    أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر




    لو قلت لسوداني أدخل من هذا الباب، سينظر للباب الآخر المغلق، وهذه إحدى مظاهر عدم استقرار الشخصية السودانية وافتقادها للموثوقية.
    قبل سنوات ذهبت للتفاوض مع وكيل تجاري في إحدى دول الخليج، وما أن علم بأنني سوداني حتى قال بأنه لا يتعامل مع سودانيين، ولما استفسرت، أخبرني بأن السودانيين كانوا يأتونه فرادى من وراء بعضهم البعض لسرقة الصفقات. إنهم يخونون بعضهم باستمرار. ويخسرون أكثر مما يربحون. فغالبا لا تفضي الخيانة إلا لخسارة صفقات مستقبلية كان بإمكانها أن تحقق أرباح أكبر لو اتسم التعامل بالثقة والإنضباط.
    الشخصية السودانية تعاني من ثلاث صفات سيئة:
    ١- الوسواسية.
    ٢- الطمع.
    ٣- تبرير اللصوصية أمام الذات.
    ويجمع كل هذه الخصال الاعتقاد بأن الفهلوة ذكاء (زول سوق).
    الشخصية السودانية شخصية وسواسية: فالسوداني عقله مليئ بالوساوس تجاه الآخرين، وهي درجة من درجات السيكزوفرينيا أو الفصام. فالكلام ليس معادلة رياضية (أ)+(ب)=(ص)
    بل الكلام له عشرات المعاني، أما في الشراكات التجارية والعاطفية، فالصمت نفسه لديه عشرات المعاني، أما الكلام فهو مشكلة عويصة.
    هذه الوساوس هي التي أدت إلى فشل أي عمل جماعي، او نهايته في المحاكم أو الخصومات والمقاطعات الإجتماعية. فالأشياء لا تعني نفسها، بل هي اساساً تفقد حقيقتها لتذوب في حقائق متوهمة في الدماغ.
    بحسب دراسة أخبرني بها صديق، يعاني نسبة كبيرة من السودانيين من مرض يسمى العدو المتخيل.
    وهناك العداء الهوسي، والشعور الهوسي بالتهديد. أغلب النشطاء السياسيين لديهم وهم بأنهم مستهدفون. وحتى الأفراد الآخرين لديهم هذا الوهم. والعلاقات التي تبدو عميقة هي ليست كذلك، فحتى على مستوى الأسر، يبدو أن هناك إضطراب في الشخصية عندما يتعلق الأمر بتحديد مواقفها الأسرية والعائلية، إذ أنهم يدمرون بعضهم البعض وفي نفس الوقت لا يستطيعون هجر بعضهم البعض. وهذه حالة غريبة لا يمكن فهمها. أن تكون عدواً وحبيباً في نفس الوقت.
    الشخصية السودانية كشخصية طماعة:
    الطمع هو آفة هذا الشعب، أو ما أسميه بالدارجي "الزلعة"، والزلعة هي سيلان اللعاب عند رؤية المال أو الطعام أو النساء، الزلعة تشبه سلوكيات الدجاج على وجه التحديد، وخاصة عندما تضع له إناء العلف، حيث تحدث ضجة كبيرة، وشجارات، وتطير الدجاجات فوق بعضها عند رؤية الطعام، ولا تتوقف عن الأكل إلا لو أطفأت منها المصابيح. لذلك كان بإمكان الكيزان الاستمرار في السرقة لثلاثمائة سنة أخرى ما دامت السلطة بأيديهم، والآن كل القحاطة يتبعون خطى الكيزان وقد تلبستهم "الزلعة" من فوقهم ومن أسفل منهم..
    عندما كنا في المدرسة الابتدائية ضحكنا من حديث نبوي لأننا فهمنا معناه الظاهري، يقول: نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع". ظننا نحن -وكنا أطفالاً- بأن الرسول ص يستمر في الأكل لأنه لا يشبع، مع أن المعنى الحقيقي عكس ذلك تماماً، فالرسول لا يأكل حتى يتخمه الشبع، بل يترك ثلثاً لنفسه وثلثاً لشرابه. وهذا الحديث يبين لنا أهمية معرفة حدود الأشياء، معرفة الحدود هي ما يميز الأوروبيين والآسيويين (ماعدا الهنود والبنغال). أما الأفارقة والعرب فلا يملكون تلك الخاصية الهامة، والتي تجعل الأسد -خلافاً للدجاج- يتوقف عن الأكل عندما يصل حداً معيناً من الشبع. الحدود في الحقيقة هي لب الحضارة الإنسانية، أما الزلعة فهي أهم مظاهر التخلف، وهذه الزلعة تعني عدم معرفة الأصول، والأصول هي الحد الذي يجب أن تتوقف فيه.
    عندما تشاهد حركة مرور السيارات في شوارع الخرطوم تعرف أن هذا الشعب يفتقر لمعرفة الأصول، وعندما تشاهد سلوكيات أصحاب المناصب تتأكد بأنهم مصابون بالزلعة، الزيارات المنزلية غير المنظمة والبقاء لساعات طويلة مع من تزورهم هي نوع من الهمجية، لأن هناك حدود للزيارة، لقد أوضح القرآن ذلك حين أمر الأعراب الذين يزورون الرسول بألا يبقوا معه طوال اليوم "فإذا طعمتم فانتشروا"، آية تلخص معنى (أصول التعامل=الإتيكيت)؛ جاء فيها:
    ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ ) الاحزاب-٥٣.
    في السودان لا توجد أي أصول في التعامل، ولا يعرف هؤلاء البشر معنى الحدود.
    فمن يسكرون يسكرون متجاوزين الحد المعقول وتراهم يترنحون او يخرجون أعضاءهم التناسلية امام الناس او يتضاربون، ومن يسرقون يسرقون متجاوزين الحد المعقول، ومن تفتح له منزلك لا يعرف حدود حركته داخل المنزل. وهذه معضلة كبيرة.
    ▪️الشخصية السودانية وتبرير الفساد أمام الذات:
    لا يمكنك أبداً أن تسمع من سوداني كلمة اعتراف بالذنب، أو خطأ، أو لوم النفس على ما يقترفه تجاه حقوق الآخرين، بل على العكس، يبحث السوداني عن مبررات حتى لو لم تكن منطقية لتبرير أخطائه وسرقاته، فسرقات الكيزان يبررها (هي لله) وسرقات القحاطة يبررها (فساد الكيزان). لا أحد منهم يعترف بالخطأ، وعلى المستوى الفردي يتعنت الجميع، ويتمسك كل مخطئ بآرائه الخاطئة، ويعمل على تكسير جبال الحقيقة التي تحيط بأكاذيبه التافهة. ولا احد يسمع إلا ما يريد مسبقاً أن يسمعه. إنها مسألة معقدة، حينما يكون التعامل بين البشر على هذا النحو من التعقيد السايكولوجي.
    كان جدنا (عم والدنا) سفيراً للسودان في القاهرة، ولم ألتق به هناك إلا مرة واحدة، مع ذلك، جحدت بعضاً من المهمشين يشكرونه لي شكراً خالصاً، ليس لشيء ولكن لأنهم كانوا يتعرضون للعنصرية في السفارة قبل أن يصبح سفيراً، أما في عهده فكان يخصص بعد نهاية الدوام الرسمي ساعة لإنهاء مشاكلهم من أوراق ناقصة وغير ذلك من صعوبات فيذللها لهم.
    والحقيقة لم يكن جدنا يفعل شيئاً غريباً فهو يتعامل بشكل مؤسسي لا سياسي.
    التعامل المؤسسي مفتقد في السودان، فعندما تدخل لموظف حكومي، تراه يتخذ قراراته بناءً على انطباعاته الشخصية عنك (كالعرق واللون والقرابة..). وإذا أردت تخليص معاملاتك فعليك ببناء علاقات شخصية مع الموظفين لتحصل على التسهيلات ولا تتعرض للعرقلة المتعمدة. هذا سلوك بدائي جداً، فالتعامل في المرافق العامة يجب أن يخضع للضوابط المؤسسية فقط. عندما تعاملت مع الصينيين والتايلنديين والأتراك وجدت أنهم شعوب لا تكترث إلا بالجانب المؤسسي من العلاقة. وكان التعامل معهم مريحاً جداً، أما السوداني فالعلاقة معه يجب أن تكون شخصية (لا قانونية) قبل كل شيء. وهذا ما يرفع درجة التوتر في المرافق العامة، وكذلك في الواقع السياسي العام.
    ▪️الفهلوة كنوع من الذكاء:
    ظل المصريون لعقود يعتقدون بأن الفهلوة ذكاء، وفي الوقت الذي كانوا يمضون فيه الوقت في تعلم الفهلوة كانت الدول الأخرى تعمل بجد لترسيخ الموثوقية في الخطاب. لم تنجح الفهلوة أبداً في بناء دولة ولا تحقيق طموحات شعب. بل على العكس، تفضي الفهلوة لخسارة الثقة، وبالتالي تعقيد شروط التعامل ليضمن كل طرف حقه من الآخر اللص. فالمنظومة المجتمعية التي تفقد الثقة المتبادلة تنهار أو سيكون سبيلها هو الإنهيار حتماً. من يمارس الفهلوة ليسرقك بضعة آلاف من الجنيهات، سيخسر عشرات الآلاف مستقبلاً. إن الجميع يجب أن يتعاملوا كما يتعامل المحامي مع موكله والطبيب مع مريضه فيما يسمى بالسر المهني. أي بالثقة التي تكفل تطوير العلاقة بين الطرفين لتحقيق مزيد من المكاسب مستقبلاً.
    فلنتخيل مثلاً أنك تريد القيام بصفقة تجارية مع شركة في الكونغو، وصفقة أخرى مع شركة في ألمانيا، فأي من الصفقتين أكثر احتمالا في النجاح؟ بالتأكيد تلك التي ستبرم مع الشركة الألمانية، لأن المنظومة القانونية متينة في ألمانيا أكثر من الكونغو. إن مجرد ورود اتصال هاتفي من شخص في الكونغو سيتبادر إلى ذهنك أنه نصاب، ناهيك عن التعامل معه تجارياً حتى مع الضمانات البنكية كالLC و LG وغيرهما من عمليات البنوك. فلنتخيل أن سوق العملة الموازي امتلأ بالنصابين، فمن سيقوم بصرف عملته في السوق الموازي؟ تعتمد أغلب عمليات تحويل المال من الخارج إلى الداخل عبر الأفراد على الثقة المتبادلة، وبدونها سينهار هذا السوق الموازي للعملة تماماً. ولو كانت الحكومة ذكية لاستطاعت ضرب السوق الموازي بإطلاق عمليات نصب كبرى داخل هذا السوق وبالتالي ينهار بانهيار الثقة فيه.
    إذاً فالفهلوة لا تحقق مكاسب بل خسائر. الذين تعاملت معهم مالياً وأكلوني خسروا أكثر مما ربحوا، لأنهم كسبوا بضعة أموال، وخسروا تعاملاً مستقبلياً يحقق ارباح مستمرة. لذلك لا أتحسر كثيراً على تلك الخسائر.
    تنهار الشركات العاطفية والتجارية في السودان بسرعة لكل تلك الأسباب، ويخسر الجميع. والآن حتى شراكة العسكر وعملاء الإمارات ستنهار في يوم ما. لأن العرق دساس.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de